عقل "الشباب" الإرهابية.. رأس زعيم "الأمنيات" بـ10 ملايين دولار
"شخصية مركبة تجمع بين خلفيات مختلفة" جملة تلخص حياة مهدي كارتيه الرجل الثاني في حركة الشباب الإرهابية في الصومال، وعقلها العملياتي.
الاسم الحقيقي هو عبدالرحمن محمد، لكن صيته ذاع باسم "مهدي كارتيه"؛ من قيادات الصف الأول في حركة الشباب الإرهابية الصومالية المرتبطة بتنظيم القاعدة.
كارتيه من مواليد مدينة حررطيري بمحافظة مدج وسط الصومال، لكنه عاش في كينيا وإثيوبيا مطلع الألفية، لذلك هو على معرفة قوية بمنطقة القرن الأفريقي.
يتحدث الإرهابي الصومالي 3 لغات هي السواحلية، الإنجليزية، والعربية، وعمل في عدد من الوظائف والمجالات، ما يجعله يملك خلفية معلوماتية واسعة أيضا، ويفاقم خطورته.
عندما كان يعيش في كينيا عام 2001، عمل لدى شركة "حوالة" المختصة في التحويلات المالية، لذلك يملك معرفة مالية.
لكن السلطات الكينية ألقت القبض عليه في أعقاب هجمات سبتمبر/أيلول 2001 في الولايات المتحدة، لأسباب أمنية قبل أن يطلق سراحه، ويهرب إلى الصومال عبر إثيوبيا.
ولا يعرف حتى اليوم ما إذا كان اعتقاله مرتبطا بأحداث سبتمبر، علما بأنه سافر إلى أفغانستان قبل بداية الألفية الجديدة، وتلقى تدريبات خاصة هناك على أيدي قيادات تنظيم "القاعدة".
وعندما عاد للصومال عقب الهروب من كينيا، كان كارتيه عضوا مؤسسا في حركة الشباب، لكن لم يظهر اسمه كثيرا في بدايات الحركة.
ولم يكن كارتيه حديث عهد بالإرهاب عندما سافر إلى أفغانستان أو عند تأسيس حركة الشباب، إذ شارك في حروب أهلية قادتها حركات إسلامية في جنوب ووسط الصومال عقب انهيار الحكومة المركزية في 1991.
"الأمنيات"
اللافت هنا، أن كارتيه كان يعمل في جهاز المخابرات الصومالي قبل انهيار الحكومة وانضمامه إلى الإسلاميين المتطرفين.
وفي الوقت الحالي، يشغل منصب نائب زعيم حركة الشباب الإرهابية، ويدير أقوى الأجهزة في التنظيم، وهو جهاز المخابرات الذي يعرف بـ"الأمنيات".
وجهاز "الأمنيات" في حركة الشباب، مسؤول عن الاغتيالات والتفجيرات ونواة قيادة بوصلة العنف في التنظيم، كما يدير الجهاز المالي للحركة.
كارتيه لا يتوقف عند ذلك، إذ يلعب أدوارا كبيرة في مجالات التدريب العسكري والعمليات القتالية، باختصار هو اسم مؤثر في تسيير شؤون الحركة الإرهابية,
الأكثر من ذلك، هو أن مهد كارتيه، مقرب من زعيم حركة الشباب، ومن أبرز القيادات الرفيعة التي تسعى إلى خلافة الزعيم الحالي، وهي خلافة تشهد منافسة شرسة بين قيادات التنظيم العليا، ومن المنتظر أن تقود إلى شقاق كبير، وفق مراقبين.
ويقدم برنامج مكافآت من أجل العدالة مكافأة مالية تصل إلى 10 ملايين دولار للحصول على معلومات عن مهد كاراتيه.
نشاط عملياتي
عملياتيا، يلعب جهاز "الأمنيات" تحت قيادة كاراتيه، دورًا رئيسيًا في تنفيذ الهجمات الانتحارية والاغتيالات في الصومال وكينيا ودول أخرى في المنطقة، ويقدم الدعم اللوجستي لأنشطة حركة الشباب الإرهابية.
وكان "الأمنيات" مسؤولا عن هجوم أبريل/نيسان 2015، على كلية غاريسا الجامعية في كينيا، والذي أسفر عن مقتل ما يقرب من 150 شخصًا معظمهم من الطلاب.
وفي 10 أبريل/نيسان 2015، صنفت وزارة الخارجية الأمريكية كاراتيه كإرهابي عالمي مصنف بشكل خاص، وصادرت بالتالي جميع الممتلكات والمصالح الخاصة به والتي تخضع للولاية القضائية الأمريكية.