جولة في مدينة زايد الطبية باليمن.. لمسات أخيرة قبل الافتتاح (صور)
يضع مهندسون يمنيّون اللمسات الأخيرة قبل افتتاح أكبر مدينة طبية في اليمن، والتي ستكون رافدا صحيا نوعيا يعود نفعها على الملايين.
وتموّل دولة الإمارات العربية بناء "مدينة زايد الطبية" التي يتوقع أن يشكل افتتاحها المقرر بعد نحو شهر، في مديرية المخا المطلة على البحر الأحمر والتابعة إداريا لمحافظة تعز، إضافة نوعية إلى قوام القطاع الطبي.
وستحتوي "مدينة زايد الطبية" على تخصصات لم تكن متوافرة في السابق، لكن الأهم من ذلك هو اشتمالها على أقسام العمليات الجراحية المختلفة، وهو ما سيتيح للسكان الحصول على الخدمات الطبية التي ظلوا يفتقرون إليها ويسافرون إلى خارج اليمن بهدف الحصول عليها.
يؤكد ركن طبية المقاومة الوطنية اليمنية، الدكتور عارف المقبلي، في حديثه مع "العين الإخبارية"، أن افتتاح مدينة زايد، سيحدث نقلة نوعية في القطاع الطبي، لا سيما أنها ستشمل التخصصات التي يفتقر وجودها خاصة في مناطق الساحل الغربي لليمن.
وعدد الدكتور المقبلي الذي يشغل أيضا منصب نائب مدير المستشفى السعودي بمديرية المخا، أهم تلك التخصصات، ومنها "أقسام العظام، الأسنان، العيون وظائف الكلى، فضلا عن غرف إجراء العمليات الجراحية الشاملة".
وقال المسؤول الصحي: "بعد أن كان من النادر العثور على طبيب يجري عملية جراحية في العظام مثلا أو في مجال العيون أو الكلى، فإن المرضى في تلك المناطق، لن يكونوا بحاجة للسفر إلى مدن أخرى لتلقي العلاج".
وتقع المدنية الطبية، بجانب المستشفى السعودي في مدينة المخا التي تشتهر بميناء تاريخي صدرت منه شحنات القهوة إلى العالم، وستسهم في تعزيز أداء القطاع الطبي الذي تأثر كثيرا بحرب مليشيات الحوثي.
وأكملت الشركة المنفذة للمشروع، ما يقارب من 95 % من تشييد مباني مدينة زايد الطبية، وانتقلت إلى المرحلة النهائية من أعمال التشطيبات والتمديدات الكهربائية.
يقول المهندس المشرف على مشروع المدينة الطبية، نبيل الصليحي لـ "العين الإخبارية"، إن أعمال البناء التي بدأت قبل نحو 9 أشهر، أوشكت على الانتهاء، وإن تسليم المبنى من الشركة المنفذة، سيتم قريبا.
الصليحي الذي اعتبر المدينة أهم منشأة طبية يجري تجهيزها في زمن حرب مليشيات الحوثي، تعد رافدا مهما للقطاع الطبي، نظرا لما ستحتوي عليها من تخصصات وأقسام متنوعة، مؤكدا أن الأعمال الفنية انتقلت إلى تمديدات التيار، وتجهيز مصابيح الإنارة.
الخطوة التي تسبق مرحلة الافتتاح الرسمي سيتم فيها تركيب الأجهزة الطبية والأثاث المكتبي فضلا عن توزيع الكادر البشري على الأقسام المختلفة.
وعانى القطاع الطبي في شتى مناطق اليمن، من مصاعب عدة، أبرزها غياب الكادر البشري المتخصص، فضلا عن تعرض القطاع للنهب من قبل مليشيات الحوثي إضافة إلى تعرض بعض الأجهزة والمعدات إلى الدمار بسبب قذائف مليشيات الحوثي.
وطوال السنوات التي أعقبت تحرير مديريات الساحل من قبل القوات المشتركة، والتحالف العربي، مطلع العام 2017، حظي القطاع باهتمام دولة الإمارات، والتي نفذت عبر ذراعها الإنسانية "الهلال الأحمر الإماراتي" العديد المشاريع الصحية منها العيادات الطبية المتنقلة للبلدات النائية.