لماذا نتذكر أشياء دون غيرها.. وما علاقة تأثير زيجارنيك بالذاكرة؟
هل تتذكر بعض المهام غير المكتملة دون المكتملة؟ اكتشف تأثير زيجارنيك وعلاقته بالذاكرة، وكيف يمكن استخدامه من أجل تحسين حياتك.
تؤجل بعض المهام لحين أن يأتي الوقت المناسب، وتؤجل اتخاذ قرار بعينه لحين الانتهاء من أمر آخر، من هنا يأتي تأثير زيجارنيك الذي يذكرك بمهامك المتبقية والمؤجلة التي لم تنتهِ، متناسياً كل المهام المكتملة، فما هو هذا التأثير وكيف يعمل؟ إليك الإجابة.
ما هو تأثير زيجارنيك؟
بشكل بسيط، إن هذا التأثير قائم على أن الدماغ قادرة على تذكر الأشياء التي لم تنته بعد، في حين تجد الذاكرة صعوبة في تذكر ما أتمته من أعمال. فحين يشعر الفرد أن لديه مهام ناقصة وغير مكتملة، تلح على ذاكرته إلى أن يتمها.
وبناءً عليه، قيل إن عالمة وطبيبة النفس السوفيتية "بلوما زيجارنيك Bluma Zeigarnik" في منتصف عشرينيات القرن العشرين، أجرت بعض التجارب من أجل فحص ذاكرة الفرد؛ من أجل البحث عن المهام المتقطعة أو غير المكتملة، فوجدت أن المهام التي تم مقاطعتها وعدم استكمالها يتذكرها الفرد بوضوح، وتظل تلح على العقل والذاكرة؛ من أجل الانتهاء منها.
ووفقاً لموقع أصوات نسوية (Feminist Voices) إن هذه التجربة أُجريت على مجموعة من الأطفال فوجدت أن الأطفال كثيراً ما يتذكروا المهام الناقصة غير المكتملة، وينسون المهام المكتملة والمنتهية تماماً.
تعرف إلى: ممارسة التخيل قد تساعد على علاج ضعف الذاكرة
كيف أجريت زيجارنيك تجربتها؟
هناك سردية أخرى، وفقاً لموقع (Very Well Mind) قيل إن الفكرة استلهمتها بلوما من خلال متابعتها لنادل في أحد المطاعم، الذي كان منهمكاً في تذكر كافة الطلبات التي لم تُستكمل، ولم تُدفع بعد، ويعرف ما ينقص كل طاولة من طلبات، وما أن تتم المهمة ويتم دفع حساب الطاولة ينسى تفاصيل طلبات تلك الطاولة، ويظل عالقاً في الطلبات المتبقية لحين إنهائها.
ما هي النتائج التي توصلت إليها زيجارنيك؟
بعد سلسلة من التجارب، التي طُلب فيها من المشاركين إنهاء مهام بسيطة، مثل: ألعاب ألغاز البازل، وحل المسائل الحسابية، والتطريز بالخرز، مع مقاطعتهم أثناء إنهاء هذه المهام، وبعد مرور ساعة طلبت بلوما منهم أن يصفوا لها ما حدث، فوجدت أن الأشخاص الذين تم مقاطعتهم أثناء إنهاء المهام لديهم القدرة على تذكر تفاصيل ما يفعلون مرتين مقارنة بمن قاموا بإكمال المهام المطلوبة.
وفي ورقة بحثية بعنوان "حول المهام المكتملة وغير المكتملة" عام 1927، توصلت بلوما إلى أن الشخص البالغ قادر على تذكر مهامه غير المكتملة بنسبة 90% أكثر من المهام التي تمكن من استكمالها.
اقرأ أيضاً: هل تعاني من ضعف الذاكرة؟ طريقة استخدام الهاتف قد تكون السبب
سبب تذكر أشياء دون غيرها
في اليوم الواحد يتعرض العقل إلى العديد من المؤثرات، ويُطلب من الفرد تنفيذ مهام مختلفة؛ لهذا يجد عالم الأعصاب وعلم النفس تشاران رانجاناث (Charan Ranganath) في كتابه "لماذا نتذكر؟" أن كمية المعلومات التي يفترض على الإنسان معرفتها ومعالجتها خلال يومه هائلة، الأمر الذي يتسبب في النسيان في كثير من الحالات.
وحتى نتذكر أمر ما، قد انتهى بالفعل، لا بد أن يكون مذيل بشيء مميز: رائحة، لون، ملمس، طعم، صوت، أو بمعنى آخر محفز يجعلنا نتذكر.
لماذا أفكر بالمهام غير المكتملة والناقصة؟
يعود تفسير تأثير زيجارنيك وعلاقته بالتفكير في المهام غير المكتملة، وتذكر أشياء دون غيرها، إلى رغبة الشخص في إنهاء المهام المطلوبة منه، أو التي يتعين عليه إنهائها، وما أن يتمكن من إتمامها ستُسنح له الفرصة حتى ينساها، ويمكن ممارسة تطبيقات تأثير زيجارنيك في الحياة في الحالات التالية:
- المشكلات الزوجية: ما أن يناقش الزوج والزوجة المشكلات العالقة بينهما، سينسون المشكلة، ولن تلح تلك المشكلات على ذاكرتهم، وبالتالي تقل الخلافات.
- الدراسة والعمل: إن أخذ قسط من الراحة لمدة 10: 15 دقيقة بين المهام المطلوبة، ستؤدي بالطبع إلى تذكرها وعدم نسيانها، عكس من يقوم بالمذاكرة أو العمل دون انقطاع أو استراحة، سيكونون أكثر عرضة لنسيان المهام المطلوبة وطرق إتمامها.
- التسويف: يساعد في التخلص من إتمام بعض المهام المؤجلة، والخروج من حيز التأجيل والمماطلة، حيث تلح فكرة إنهاء أمر ما، حتى يتم استكمالها، فما أن تنتهي تنساها الذاكرة، وتخف حدة التوتر الناتج عنها.
إن تراكم بعض المهام علينا قد تسبب في كثير من الأحيان زيادة القلق والتوتر، الأمر الذي قد يجعل البعض عرضة إلى تسويف المهام وتأجيلها؛ لهذا احرص على إتمام المهام حسب الأولوية، حرصاً على سلامة صحتك النفسية والجسدية.
aXA6IDMuMTMzLjEyOC4yMjcg جزيرة ام اند امز