قطار الهروب.. خطة زيلينسكي التي لم يطبقها
مع اندلاع حرب أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، وضع مساعدو الرئيس فولوديمير زيلينسكي خططا للسماح للرجل بالهروب من العاصمة، لكنه لم يطبقه
مع اندلاع حرب أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، وضع مساعدو الرئيس فولوديمير زيلينسكي خططا للسماح للرجل بالهروب من العاصمة، لكنه لم يطبقها أبدا.
وكشفت سيرة ذاتية جديدة نُشرت مؤخرا عن زيلينسكي كيف أبقى جهاز الأمن التابع للرئاسة قطارًا متوقفًا في كييف حتى يتمكن الرئيس من الهروب السريع من المدينة، بحسب موقع «بيزنس إنسايدر» الأمريكي.
وفي السيرة الذاتية التي جاءت تحت عنوان «ذا شومان»، قال مراسل مجلة «تايم» الأمريكية سايمون شوستر، إن القطار ظل فارغًا وجاهزًا لمغادرة محطة كييف المركزية في أي لحظة، مشيرًا إلى أنه كان يُجرى تفتيشه بشكل دوري من قبل حراس الأمن بحثًا عن أي تهديدات.
وأوضح أن زيلينسكي لم يستقل هذا القطار أبدا، مؤكدًا أن قرار الرئيس الأوكراني بعدم الفرار والذي جاء مناقضا لبعض التوقعات التي تصورت أنه سيهرب من المعركة، كان خطوة اعتبرت بمثابة نقطة تحول مبكرة في الحرب، وفي قدرة أوكرانيا على المقاومة.
وفي الكتاب، كشف وزير الدفاع الأوكراني آنذاك، أوليكسي ريزنيكوف، أن روسيا كانت تحاول إثارة ذعر زيلينسكي ودفعه إلى الهروب، قائلا: «كان التكتيك الروسي هو إخراج الرئيس من كييف.. لقد كانوا يختبرون أعصابنا».
وأشار الكتاب إلى أن زيلينسكي رد على عرض أمريكي للهروب في 25 فبراير/شباط، قائلا: «أحتاج إلى ذخيرة، وليس وسيلة توصيل».
وفي النهاية، غادرت السيدة الأولى أولينا زيلينسكا وطفلاها كييف على متن قطار خاص، برفقة مجموعة من الحراس الشخصيين وحقيبة سفر واحدة.
ووفقًا للسيرة الذاتية، لم يكن هناك ثقة في بقاء زيلينسكي حال اندلاع الحرب، خاصة وأن سلفه فيكتور يانوكوفيتش كان قد فر إلى روسيا بعد الاحتجاجات المستمرة في كييف عام 2014.
وذكر الكتاب أنه حتى داخل أجهزة المخابرات التابعة لزيلينسكي، لم يكن من الواضح النهج الذي سيتبعه، فأوليكسي دانيلوف، رئيس مجلس الدفاع قال «إنه العامل الوحيد الذي لا يمكنك حسابه أبدًا».
واعتبر المؤلف أن الخطر كان حادًا، إذ كانت كييف عرضة لهجوم بري وجوي، وجرى حث زيلينسكي على الانتقال إلى مخابئ على أطراف المدينة، أو حتى نقل مقر حكومته إلى الحدود البولندية.
وفر عدد من المشرعين من العاصمة، بينما قال عدد كبير من الضباط في الرتب العليا والمتوسطة في الأجهزة الأمنية الأوكرانية «إن المقاومة عديمة الجدوى. فالروس سيهزموننا».
وأشار الكتاب إلى أن حلفاء أوكرانيا في الغرب بما في ذلك الرئيس الأمريكي جو بايدن عرضوا مساعدة زيلينسكي في تشكيل حكومة في الخارج، لكن الرئيس الأوكراني حاول باستمرار إعادة النقاش إلى كيفية دعم الغرب للدفاع عن بلاده.
كما حاول الرئيس الأوكراني تهدئة الأمة فألقى خطابا من مكتبه لكن الرسالة التي استحوذت على الاهتمام العالمي كانت في 25 فبراير/شباط عندما أوضح زيلينسكي أنه يقيم في كييف عبر مقطع فيديو بأسلوب السيلفي صوره في شارع بانكوفا بالعاصمة.
وقال زيلينسكي في الفيديو «نحن جميعًا هنا، ندافع عن استقلالنا وسنواصل القيام بذلك».