فيروس زيكا علاجا للأورام.. عندما يتحول العدو لصديق (خاص)
توصل باحثون من مستشفى نيمور للأطفال بأمريكا، إلى أن حقن الورم الأرومي العصبي بفيروس زيكا يمكن أن يكون بمثابة علاج فعال للسرطان.
وفيروس زيكا ينقله البعوض، وتم التعرف عليه لأول مرة في القرود في أوغندا في عام 1947 ثم في البشر في عام 1952، وينتقل في المقام الأول إلى البشر من خلال لدغة البعوض المصاب بالعدوى، ولا سيما الزاعجة المصرية والزاعجة المنقطة بالأبيض، وفي معظم الحالات، تؤدي العدوى به لدى البشر إلى أعراض خفيفة تشبه الأنفلونزا الخفيفة أو الحمى، ومع ذلك، برز قلق كبير بسبب احتمال حدوث عيوب خلقية خطيرة في الأجنة عند إصابة النساء الحوامل بالعدوى.
واكتشفت الدراسة، التي نشرت في مجلة"كانسر ريسيرش كومينيكشن"، أن فيروس زيكا، المعروف باستهدافه بروتين (CD24 )، وهو بروتين تطوري، يمكن أن يقتل الخلايا السرطانية التي تعبر عن هذا البروتين.
وفي التجارب التي أجريت على الفئران التي تحمل أورام الخلايا البدائية العصبية التي تظهر مستويات عالية من هذا البروتين، أدى حقن فيروس زيكا إلى انخفاض كبير في الأورام أو القضاء عليها دون أي آثار ضارة ملحوظة من الفيروس.
كما أظهرت التحقيقات الإضافية التي أجريت على نماذج الفئران لأورام الورم الأرومي العصبي البشري نتائج واعدة، مما يشير إلى أن الأورام التي عولجت بفيروس زيكا تقلصت بشكل كبير ولم تظهر إعادة النمو بعد عدة أسابيع، وهو ما يعطي أملا كبيرا في التوصل لعلاج فعال لـ "الورم الأرومي العصبي"، وهو سرطان نادر يصيب الأطفال، ويشكل تحديات كبيرة، لأن العلاجات الحالية غالبا ما تفشل في الحالات عالية الخطورة.
ومع ذلك، أكد الباحثون أنه على الرغم من أن هذه النتائج واعدة، إلا أنه من الضروري إجراء دراسات إضافية مكثفة حول السلامة والفعالية قبل اعتبار فيروس زيكا علاجا فعالا للسرطان، ويخطط الفريق لمواصلة أبحاثهم، واستكشاف استخدام علاج فيروس زيكا في نماذج الورم الأرومي العصبي البشرية المحاكية.
ومن جانبه يثني الدكتور محمود حمدي، استشاري الأورام بجامعة المنوفية المصرية، على إشارة الباحثين إلى حاجتهم لإجراء دراسات إضافية قبل اعتبار فيروس زيكا علاجا للورم، لأن هناك العديد من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابة.
ويقول حمدي لـ"العين الإخبارية": "نحتاج إلى معرفة مزيد من التفاصيل عن آلية العمل، فمعرفة الخصائص المحددة للخلايا السرطانية التي تعبر عن بروتين CD24 والتي تجعلها عرضة للفيروس، تحتاج إلى توضيح".
ويوضح: "كذلك لابد من تحديد المخاطر والآثار الجانبية المحتملة المرتبطة باستخدام فيروس زيكا كعلاج للسرطان لدى البشر، فإلى أي مدى سيكون من الأمان استخدام الفيروس كعلاج".
ويضيف: "ومن الأسئلة المهمة، هو ضرورة دراسة الآثار طويلة المدى لعلاج فيروس زيكا على علاج السرطان وتكراره لدى المرضى، وهل هناك احتمال أن تسبب الفيروسات الخاملة مضاعفات مستقبلية".