بعد أكل الحشائش.. الفلوجة المحاصرة تبحث عن ممرات آمنة
البعثة الأممية بالعراق تقول إنها تحاول مساعدة المحاصرين في الفلوجة ويعانون أوضاعًا إنسانية صعبة، بعد أن صار بعضهم يأكل الحشائش.
أعلنت بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي)، أنها تبذل جهودها من أجل مساعدة المواطنين المحاصرين داخل مدينة الفلوجة والواقعين تحت قبضة داعش، ويعانون أوضاعًا إنسانية صعبة، بعد أن نفدت المواد الغذائية وصار بعضهم يأكل الحشائش من أجل استمرار الحياة تحت حصار إنساني وأمني صعب للغاية، فيما حصلت بوابة "العين" الإخبارية على معلومات تفيد بوجود مفاوضات سرية تجري بين الحكومة العراقية ومسلحي تنظيم داعش الإرهابي من أجل خروج آمن للمدنيين من الفلوجة، مقابل ضمانات لم تحدد بعد.
وذكر بيان لبعثة الأمم المتحدة في العراق أنها تحاول مساعدة العراق من أجل إيجاد ممرات آمنة لخروج المدنيين الذين يقدر عددهم بنحو 60 إلى 70 ألف نسمة محاصرين داخل مدينة الفلوجة (62 كيلومترًا غربي بغداد).
وقال مصطفى سعدون مدير المركز العراقي لحقوق الإنسان في العراق، لبوابة "العين" الإخبارية، إن منظمات معنية بحقوق الإنسان، فضلًا عن بعثة الأمم المتحدة والحكومة العراقية تبذل جهودًا حثيثة من أجل توفير ممرات آمنة لخروج المدنيين من الفلوجة، موضحًا أن "عددًا من العوائل ويقدر عددهم بنحو 25 – 30 فردًا حاولوا الهروب من قبضة داعش عبر طرق سرية، لكن مسلحي داعش سرعان ما اكتشفوا تلك الممرات وقاموا بقتل المدنيين".
وأضاف سعدون أن "صعوبة إنقاذ هؤلاء المدنيين تكمن في أن أسوار المدينة وحدودها ملغمة بالكامل من قبل داعش، ولذلك تصعب عملية خروج العوائل أو دخول المساعدات إليهم".
وحصلت بوابة "العين" على تسريبات من جهات غير حكومية تشارك في طاولة المفاوضات تفيد بوجود مفاوضات تجري بين مسلحي التنظيم وأطراف في الحكومة العراقية، من أجل تأمين خروج آمن للمدنيين مقابل ضمانات معينة لم تحدد بعد، لكنها على الأرجح ضمانات مادية.
من جانبه أكد سفيان الشعلان قائم مقام قضاء الفلوجة لبوابة "العين" الإخبارية أن "القوات الأمنية العراقية حاولت تأمين 3 ممرات لإخراج المدنيين، إحداها تصل بين الجسر الجديد إلى المدينة السياحية، والثانية إلى جسر الصقلاوية، والثالثة من جسر البو علوان إلى منطقة الصبيحات"، وأكد أن تنظيم داعش اكتشف تلك الجسور ونشر القناصين عليها مما أدى إلى مقتل العديد من المدنيين الذين حاولوا الهروب عبر تلك الجسور.
وأوضح الشعلان أن "الحل الوحيد هو رمي المواد الغذائية عن طريق الجو، لإنقاذ العوائل من الجوع والأطفال من الهلاك الذي يفتك بهم بعد نفاد موادهم الغذائية".
وكان مجموعة من الناشطين قد أطلقوا حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت اسم (الفلوجة تموت جوعًا) ونشروا صورًا مرعبة لأطفال الفلوجة الذين يواجهون الموت البطيء بسبب حصار المدينة، وناشدوا العالم بإنقاذ الأبرياء من المدنيين القابعين تحت قبضة العمليات العسكرية هناك بلا أدنى مقومات الحياة.
وكان الآلاف من العوائل قد نزحت من الرمادي مركز محافظة الأنبار باتجاه بغداد وباقي المحافظات الأخرى، وبعضهم استقر في إقليم كردستان بحثًا عن الأمان، وذلك بعد دخول داعش للمحافظة، فيما بقيت الآلاف الأخرى داخل المدينة ممن لا يملكون المال الكافي لتأجير منازل أو لتامين العيش خارج مدنهم، وأصبحوا فيما بعد طعمًا للعمليات العسكرية التي أحالت المدينة إلى خراب.
وسقطت مدينة الرمادي أكبر مدن العراق مساحة، بيد تنظيم داعش في مايو/أيار من العام الماضي 2015 بعد هزيمة مفاجئة للقوات العراقية التي انسحبت من المدينة، وأعلن الجيش العراقي، في يناير/كانون الأول عام 2015 استعادتها من قبضة التنظيم، ورفع العلم العراقي على المجمع الحكومي الرئيس في المدينة.
ولا تزال القوات الأمنية العراقية تخوض معارك لتحرير باقي مدن المحافظة المترامية الأطراف، إذ لا تزال مناطق عديدة تحت سيطرة التنظيم مثل قضاء الفلوجة وهيت وكبيسة وكلها تقع في أطراف المحافظة.