خبراء ونواب عراقيون لـ"العين": تحرير "الفلوجة" بيد أمريكا
مدينة المساجد تماثل كارثة مضايا السورية
الفلوجة بالعراق تعاني مأساة إنسانية حيث يعيش 100 ألف مدني وسط حصار خارجي للقوات العراقية وآخر داخلي يفرضه ألف مسلح من داعش
قال خبراء ونواب عراقيون إن تحرير مدينة الفلوجة العراقية من قبضة تنظيم "داعش" الإرهابي يحتاج قرارا أمريكيا ببدء عملية عسكرية في المدينة، التي يعاني فيها نحو 100 ألف مدني من حصار خارجي مطبق للقوات العراقية، وطوق داخلي خانق يفرضه ألف مسلح ممن ينتمون لتنظيم "داعش" أكثرهم في منطقة "أم المساجد".
وأضاف الخبراء، في تصريحات منفصلة لبوابة "العين" الإخبارية، أن مفتاح تحرير المدنية من يد التنظيم الإرهابي بيد الولايات المتحدة الأمريكية ويتمركز في اقتحام المدينة.
واعتبر الخبير الأمني، المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية المتطرفة، هشام الهاشمي أن مفتاح الحل في الفلوجة بيد أمريكا التي تقود التحالف الدولي المناهض لداعش.
وقال الهاشمي إن اقتحام الفلوجة يحتاج لقرار أمريكي، حيث ترتكز وجهة النظر الأمريكية بتأجيل اقتحام الفلوجة إلى ما بعد تحرير منطقتي "هيت" والقائم " غربي الأنبار والسيطرة على خطوط إمداد التنظيم الإرهابي من سوريا.
وأضاف أن الأمريكيين يرون خطورة كبيرة على السلم الأهلي لاسيما ما بين السنة والشيعة بالعراق في بغداد القريبة من الفلوجة حال اقتحامها.
وقال "أظن أن العديد من عشائر الأنبار يحاولون طمأنة المسؤولين بالسفارة الأمريكية في بغداد وتبديد مخاوف اندلاع نزاع طائفي".
ونبه الهاشمي إلى أن اقتحام الفلوجة صعب عسكريا كون "داعش" يسيطر على المدينة منذ عامين ويتواجد داخلها قرابة 1000مقاتل، وبها مخزون كبير من الأسلحة والعتاد، مما يضيف مخاطر إضافية، معتبراً أن "حصار المدينة من الخارج يؤثر على المدنيين ولا يمس التنظيم".
وكان محافظ الأنبار صهيب الراوي قد نفي وجود اتفاق مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية على تحرير مدينة الفلوجة خلال أسبوعين.
وقال الراوي، في تصريحات صحفية، اليوم الثلاثاء، إن ما تم تداوله على صفحات التواصل الاجتماعي بشأن اتفاق لتحرير الفلوجة ليس له أساس من الصحة، رغم المأساة الإنسانية الصعبة لأهالي الفلوجة الذين يتخذهم تنظيم داعش الإرهابي دروعا بشرية.
ولفت إلى أن الحكومة المحلية طالبت بتعجيل عملية تحرير الفلوجة، والعمل على إيصال المساعدات للمدنيين جوا إلى حين إطلاق العمليات، مع ضرورة توفير ممرات آمنة بالتنسيق مع قيادة العمليات المشتركة وإنشاء مراكز استقبال للنازحين وإنقاذ العوائل المحاصرة.
مأساة الفلوجة تشبه "مضايا" السورية
على صعيد متصل قال النائب عن محافظة الأنبار فارس الفارس إن إطلاق عملية تحرير الفلوجة تحكمه الحسابات العسكرية قبل السياسية، وقوات التحالف الدولي بما أظهرته من قدرات داعمة للقوات المسلحة العراقية في عملية تحرير الرمادي تؤكد ذلك، لكنه استدرك : "لابد من حلول مؤقتة لتخفيف معاناة المدنيين المحاصرين عنوة وهم بالحقيقة أسري بيد داعش".
وتابع أن استكمال عملية تحرير غربي الأنبار في هيت والقائم والرطبة أيضا يكتسب أهمية كبيرة في قطع خطوط إمدادات داعش مع سوريا وفتح "شريان حياة" باستئناف العمل بمنفذ "طريبيل" البري مع الأردن الذي ترتبط به أرزاق غالبية أهل الأنبار.
وأكد أن العراق بمفرده لا يستطيع اتخاذ قرار تحرير الفلوجة وتنفيذه، لكن لابد من التعجيل بإنقاذ 100 ألف مدني يعانون الجوع في الفلوجة واصفاً إياها بـ" مضايا العراقية".
وأضاف أن إنقاذ المدنيين يكون من خلال تقديم مساعدات تسقط جوا أو تصل من خلال المنظمات الدولية.
من جانبه دعا رئيس الوقف السني العراقي عبد اللطيف الهميم إلى فتح ممرات آمنة لخروج أهالي الفلوجة.
وقال" أواصل بحث سبل إنقاذ المدنيين وإغاثتهم مع قادة الأجهزة الأمنية، وفتح ممرات آمنة لخروج وإغاثة المدنيين من ظلم وقهر تنظيم داعش الإرهابي .
ولفت المحلل السياسي عبد الكريم حطاب إلى أن صعوبة عملية تحرير الفلوجة دفعت إلى تأجيلها حتى الانتهاء من تحرير غربي الأنبار وتأمين الحدود مع سوريا.
وأرجع حطاب السبب في ذلك لتوقع مواجهات صعبة في الفلوجة التي يتواجد بها عتاة الإرهابيين من تنظيم داعش، وتعتبر أهم وأخطر معاقل التنظيم في العراق ومدينة الموصل.
وشكك النائب عن محافظة الأنبار عادر المحلاوي في إمكانية نجاح "الممرات الآمنة" في إنقاذ المدنيين الذين يمنع التنظيم خروجهم من الفلوجة بل ويطلق الرصاص على كل من يحاول الفرار.
وقال إن "الممرات الآمنة علاج جزئي قد ينجح أو يفشل".
ووصف الأوضاع الإنسانية بمدينة الفلوجة بأنها "كارثة إنسانية" في ظل وفاة العشرات من الأطفال وكبار السن نتيجة نقص الغذاء والدواء، مما دفع أم إلى الانتحار مع أطفالها قبل عدة أيام .
وقال: إن داعش أعد العدة لحصار طويل، ومقاتلوه يحكمون قبضتهم على المدينة، وقاموا بتخزين أدوية تعينهم على التحمل دون طعام، بعكس المدنيين لا يجدون ما يسد رمقهم ويبقيهم على قيد الحياة.
وكانت القوات العراقية تحاصر مدينة الفلوجة التي يسكنها أكثر من مائة ألف نسمة من الخارج منذ أشهر.
وتوصف الفلوجة بأنها مدينة "المساجد والعلماء" و"خاصرة بغداد" وتبعد عنها حوالي 60 كليو مترا غربًا، وتسكنها عشائر وقبائل عربية غالبيتها سنية منتشرة بأرض العراق.
aXA6IDE4LjIxNy4xNDAuMjI0IA==
جزيرة ام اند امز