جمعية أردنية تحول أطفال "التوحد" إلى "مبدعين"
"جمعية رعاية وتأهيل مبدعي التوحد" تقدم خدماتها مجانا وتساعد الآباء وأبناءهم على التكيف مع الحالة التي غالبا ما تكون معقدة.
يوفر مركز في العاصمة الأردنية عمان الدعم والمؤازرة وبرامج تدريب مجانية لأسر الأطفال المصابين بالتوحد.
والتوحد -الذي يطلق عليه اضطراب طيف التوحد- هو حالة صحية تؤثر على الطريقة التي يقوم بها المخ بمعالجة المعلومات.
ويعاني الأطفال المصابون بالتوحد عادة من ضعف مهارات التفاعل الاجتماعي والتواصل مع الآخرين.
تأسست "جمعية رعاية وتأهيل مبدعي التوحد" في عام 2015 وتساعد الآباء وأبناءهم على التكيف مع الحالة التي غالبا ما تكون معقدة.
وقال يوسف ضمرة، رئيس الجمعية: "وظيفة الجمعية بشكل أساسي مساعدة الأهالي على دمج أطفالهم في المدارس وتنمية قدراتهم لجعلهم أشخاصا يافعين في المجتمع ومنتجين، ومن ثم تدريب وتأهيل الأمهات بأحدث الأساليب المتبعة في العالم المتقدم لعكسها على الأطفال في حياتهم المجتمعية بشكل مباشر."
والتعامل مع مرض التوحد بالنسبة للكثير من الأسر يمكن أن يكون مسعى طويلا مكلفا ماديا ويستغرق وقتا كبيرا.
ويصر ضمرة على أنه ينبغي ألا يكون العلاج متاحا فحسب لأولئك الذين يقدرون عليه لذلك فهو يقدم برامجه ودعمه بلا مقابل مادي.
ودعا المركز في الآونة الأخيرة خبيرة ألمانية في علاج مرض التوحد لزيارة عمان والتي قدمت معلومات قيمة للأسر والمدربين في المركز.
وقالت الخبيرة كريستين فيسنتي: "جئت إلى الأردن كمتخصصة من ألمانيا متطوعة لمساعدة آباء وأمهات ومدرسي الأطفال المصابين بالتوحد ولأوضح لهم تنمية المهارات التي بإمكاني توضيحها."
ويتعلم الآباء والأطفال في المركز مساعدات قيمة في تعلم أساليب ووسائل تنمية المهارات.
ومن بين هذه المهارات يمكن البدء بتعليم مهام بسيطة مثل قفل أزرار القميص أو استخدام السكاكين وصولا إلى تعليم الأطفال أساليب أكثر تعقيدا للتواصل والتفاعل الاجتماعي.
ومن بين الذين استفادوا من هذا البرنامج عيسى، وهو طفل يبلغ من العمر ثماني سنوات ووالدته وتدعى أم محمود.
وقالت أم محمود: "اكتشفت حالة ابني مبكرا، حين كان عمره عامين وشهرين.. لأنه فقد النطق وعمره عام ونصف العام، وتغيرت حالته، فأخبرني الأطباء أن سمات توحد تظهر عليه.. وكان ذلك خبرا كالصاعقة بالنسبة لي."
وأضافت أم محمود أن تعلم أسلوب التعايش والتعامل مع التوحد كفاح متواصل لكن عيسى استفاد بالفعل من الدعم الذي يقدمه المركز.
وأضافت "بدأت أبحث عما يعنيه مرض التوحد، وطرق العلاج، واكتشفت أنه بلا علاج دوائي.. فعلاجه سلوكي وتدريبي وإدراكي، من أجل تحويل هذا الطفل إلى طفل شبه طبيعي.. ومن يومها بدأت رحلة العذاب بالنسبة لي.. والحمد لله رب العالمين.. وقد حققنا نتائج جيدة ونطمح في تحقيق نتائج أكبر."
ويقدم المركز حاليا الدعم والمساندة لأطفال يبلغ عددهم 27 تتراوح أعمارهم بين ثلاثة أعوام و11 عاما ولأسرهم.
ويأمل ضمرة في توسيع الجمعية في المستقبل ومساعد المزيد من الأطفال المصابين بالتوحد.
aXA6IDE4LjIxOC43Ni4xOTMg جزيرة ام اند امز