جاسبر هوب: عروض "أوبرا دبي" تطمح لإرضاء كافة الأذواق
الرئيس التنفيذي لأوبرا دبي في مقابلة خاصة مع «العين»
«العين» التقت الرئيس التنفيذي لأوبرا دبي، في مقابلة خاصة، للحديث عن عروضها وفعالياتها الضخمة خلال الفترة المقبلة
أوبرا دبي، واحدة من أهم المؤسسات الثقافية والفنية، ليس في العالم العربي فقط، وإنما في العالم كله. نجحت "أوبرا دبي" وفي مدى زمني وجيز في ترسيخ سمعة عالمية شهد لها وبها محبو الفنون في العالم، وصارت عروضها الرائعة في الموسيقى والأوبرا والباليه منتظرة من الشغوفين بالفنون. وكانت "أوبرا دبي" قد أعلنت أخيراً عن إقلاع مراسيها الفنية وسط مدينة دبي، لإطلاق برنامجها الفني والثقافي الأول الذي يزخر بتنوع حضاري يليق بالمدينة العالمية وواجهتها الثقافية الجديدة..
بوابة «العين»، التقت جاسبر هوب، الرئيس التنفيذي لأوبرا دبي، في مقابلة خاصة، للحديث عن أوبرا دبي وما تمثله من مكانة في المدينة العالمية، وأيضًا الحديث عن عروضها وفعالياتها الضخمة والكبيرة خلال الفترة المقبلة.
جاسبر هوب قال -خلال المقابلة-: إن "دبي ستشهد حدثًا كبيرًا وضخمًا، في 31 من أغسطس القادم، ففي هذا اليوم المميز سنفتتح أول عروض الأداء لدينا مع "ملك الأوبرا" مغني التينور الإسباني والموسيقار الشهير "بلاسيدو دومينغو"، وتلك هي البداية فقط؛ حيث يزخر برنامج هذا الموسم بعدد كبير من العروض الموسيقية والفنية المتنوعة تعكس رؤية الجمهور المتنوع الذي تنعم به المدينة".
لماذا قرر "هوب" الانتقال إلى دبي والعمل بأوبراها؟.. أجاب: "لقد كان فهم ملامح المدينة العالمية المثيرة للدهشة، وما تتمتع به من ثراء ثقافي وحضاري وتماهي إنساني، واحدًا من أكثر الدوافع إثارة للانتقال إليها وخوض هذه التجربة". وعن كيفية تعامله مع هذا التنوع والثراء المتعدد لتحقيق التوازن في برنامج عروض هذا الموسم، قال جاسبر هوب:
"العروض الفنية المحددة ضمن هذا الموسم ستكون مطابقة لروح المدينة العالمية، فقد عملت مع فريق عملي على إثراء وعكس المحتوى الفني لهذا الصرح باختيار عروض من مشارب وخلفيات متباينة. إنه لأمر موحٍ وممتع أن أعمل في هذا المناخ؛ لأن التنوع الكبير يمنحك دائمًا المعرفة والعلم عن الآخر وثقافته وتاريخه وكيف يستمتع.. وآمل أن أتعلم المزيد عن كل تلك الثقافات المحيطة من أجل إنجاح هذا المشروع المليء بالتحديات الفنية".
وفيما يتعلق باختيارات هذا الموسم، أوضح هوب "لقد وقع اختيارنا على عدد من العروض منها أوبرا من إيطاليا، وباليه من روسيا، وموسيقى الفلامينكو من إسبانيا، وموسيقى السيتار الهندية، والموسيقى الخليجية المحلية المتمثلة في حفل الفنان الإماراتي حسين الجسمي. لقد أردنا تقديم لوحة فنية فسيفسائية مختلفة المشارب والاتجاهات من أجل إرضاء كل أذواق الجنسيات المختلفة، ويمكن اكتشاف المزيد والمزيد بالاطلاع على برامجنا التفصيلية".
ومنذ توليه مهام منصبه كرئيس تنفيذي لأوبرا دبي، سعى "هوب" وطاقم عمله إلى مماهاة هذا الصرح مع بيئته المحيطة ليعكس من خلاله رؤية دبي الشاملة كبؤرة عالمية يجتمع فيها القاصي والداني حول مفاهيم إنسانية تعلي من قيم الفن والجمال.
«العين» وجهت سؤالًا لـ"هوب" عن المعايير التي يتم مراعاتها من أجل اختيار هذه العروض دون سواها، يجيب جاسبر هوب بتفصيل:
"المعايير والمحددات في أغلب الأمر مسائل علمية ونحن هنا نتعامل مع فن وذوق ونفوس بشرية تهوى وتحب وتمتعض فتبتعد عما لا تحبه. في الواقع أنا لا أدخل في نفس كل شخص في المدينة والإمارات للسؤال عن تفضيلاته، لذا كان عليّ أن أتخيل ما يريده الجمهور من عروض. لقد كان عليّ التفكير من أجل وضع توازن السليم بين ما هو عربي وغربي، وبين ما هو موسيقي وغير موسيقي.. كنت أحتاج إلى عمل خليط متكامل وثري يرضي جميع الأذواق".
وأوضح جاسبر هوب أنه يأخذ كامل المسؤولية على عاتقه دون سواه فجميع اختيارات هذا الموسم تمت من قبله بشكل شخصي بعد استطلاع للآراء؛ حدثنا عنه قائلًا: "ربما حين نبدأ سنتعرف عن قرب على ذائقة الجمهور، كاشفًا لنا عما يرغب فيه ما دون سواه، وهو ما سيمنحنا مؤشرًا على الذائقة العامة، فربما نكون قد نجحنا في تلك الخيارات المبدئية، ولربما نقومها مستقبلًا، لكن لا يمكن اكتشاف ذلك إلا بالممارسة. من هذا المنطلق يمكن قول إن جميع اختيارات البداية كلها عائدة لي، وهو ما يضع على عاتقي كامل المسؤولية، وعلى الرغم أن هذه الخيارات جاءت بعد بحث وسؤال مطول لعدد كبير من الشخصيات والجنسيات التي تحيا في الإمارة، إلا أن القرار الأخير كان لي، وسنرى ردود الفعل اتجاهها".
وإذا كانت تجربة الأوبرا في دبي، تمثل حالة ثقافية ونوعية جديدة على البيئة الفنية في عالمنا العربي، خاصة أن علاقة العالم العربي تختلف تمامًا عن علاقة الغرب بفنون الأوبرا الكلاسيكية والبالية، فإننا سألنا "هوب" في هذا الشأن، وعن طرائق وكيفيات تقليل هذه الفجوة في الاستجابة لمثل هذه الفنون؛ أجاب "جاسبر هوب" قائلًا:
"لا يمكن إنكار قلة تعرض العالم العربي لفنون الأوبرا والموسيقى الكلاسيكية والباليه، لكن كذلك لا يمكن تجاهل عراقة الفنون العربية الأصيلة واحتوائها على عروض أدائية تزخر بالتاريخ الأصيل والقصص المدهشة، فهناك في التاريخ العربي سرد امتزج بالموسيقى والخيال والرقص، ومن هنا يمكن أن نقارب بين ما تقدمه الأوبرا والفنون العربية التي أراها وجها آخر لفن الإنسان، وهنا نكتشف تماهي الإنسانية حول الفن".
هوب أضاف "الفنون واحدة في عين متلقيها مع اختلاف القصة واللغة والموسيقى ونمط الرقص. فنحن كبشر جميعنا نحب الموسيقى، من هذا المنطلق لا يوجد سبب أن نصدق بأن الغربيين لن يحبوا الموسيقى العربية، أو أن العرب لن يستسيغوا الفنون الغربية. لقد استمتع الإنسان بتلك الفنون في إيطاليا قبل 200 عام مضت، واليوم في دبي نستطيع الاستمتاع بها كذلك، فقط كل ما يتطلبه الأمر هو اختبارها بعقل مفتوح لكي تدع الأحاسيس تنساب إلى روحك".
واختتم الرئيس التنفيذي لأوبرا دبي حديثه -لـ «العين»- بقوله: "أتمنى حينما نأتي إلى مرحلة بيع التذاكر من أجل تقديم عروض رائعة، أن نكون قد أضفنا عنصرًا فنيًا وثقافيًا جديدًا للمدينة العالمية ولحياة الناس الذين يعيشون هنا".