رغم الحرب، لم ينس مجموعة من أطفال اليمن طفولتهم، وخرجوا يلهون، وعيونهم تبعث برسالة للمجتمعين في قمة الكويت: "كفى حربًا".
رغم الحرب، لم ينس مجموعة من أطفال اليمن طفولتهم، وأمسكوا بقطعة من الحديد في الصندوق الخلفي لسيارة نقل، وأخذوا يستخدمونها لأداء بعض الحركات الاستعراضية.
لم يفكروا، أن صاروخًا عابرًا قد يأتي من هنا أو هناك ليقضي على حياتهم، لكنهم استمعوا فقط لنداء طفولتهم، الذي دعاهم إلى اللعب.
عيون هؤلاء الأطفال تنطق بما لم تلكه ألسنتهم، فملامح الحزن التي تبدو فيها، رغم محاولتهم التغلب عليها باللعب، تبعث برسالة إلى المجتمعين في قمة الكويت "كفى حربًا.. أرجوكم توصلوا إلى حل".
ولم تشهد المفاوضات اليمنية بين وفدي الحكومة الشرعية والانقلابيين الحوثيين، والتي ترعاها الأمم المتحدة بالكويت، تقدمًا يذكر، منذ بدئها يوم الخميس، فلا يزال كل طرف متشبثًا بمواقفه.
وتقول الأنباء الواردة من هناك أن الطرفين استمرا في التعبير عن خلافاتهما، خاصة بشأن إجراءات تثبيت الهدنة التي بدأت في 11 إبريل/ نيسان الجاري، ولكن هذه الخلافات لم تمنع عيون الأطفال من التشبس بالأمل.
وعكست الصور التي بثتها وكالات الأنباء اشتياق الأطفال لممارسة طفولتهم، فهذا طفل خرج يلهو بإطار إحدى المركبات، وهذان شقيقان وقفا أمام منزلهما، وكأنهما ينتظران الاستماع إلى خبر سعيد، وهذه طفلة وقفت في شرفة صغيرة جدًا بمنزلها، ربما رغبة في الاستماع للخبر نفسه، بينما فضلت أخرى أن تجلس مبتسمة على عتبة منزلها تنتظر هذا الخبر.
وخرجت طفلة ثالثة تنقل عبوات الماء على دراجتها الصغيرة، في مشهد يمزج بين رغبتها في الاستمتاع بطفولتها، والقيام بمسؤوليتها تجاه أسرتها، وحملت طفلة رابعة شقيقها الصغير وابتسامة الأمل تملأ وجهها.
وكان تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونسيف"، في مارس الماضي، قد عول كثيرًا على هذه المفاوضات، لتحقيق حلم هؤلاء الأطفال وغيرهم، في حياة لا تقرع فيها طبول الحرب.
وقال التقرير الذي حمل عنوان "الطفولة على حافة الهاوية" إنه "يُقتل أو يُصاب في المتوسط ستة أطفال يوميًا"، خلال الحرب الدائرة في اليمن.
وتابع التقرير: "أن ما يقدر بنحو 320 ألف طفل معرضون لسوء تغذية حاد يمكن أن يسبب الإصابة بالتهابات في الجهاز التنفسي والالتهاب الرئوي وأمراض تنتقل عن طريق المياه"، مضيفًا أنه "يحتاج نحو عشرة ملايين طفل إلى مساعدات إنسانية".
فهل تسكت عيون الأطفال طبول الحرب؟ الكره في ملعب المجتمعين في الكويت.