«مصائر» للفلسطيني ربعي الدهون تحصد بوكر 2016
«مصائر» لربعي المدهون هي الرواية الفائزة بجائزة بوكر 2016 وصفها نقاد بأنها "الرواية الفلسطينية الشاملة" التي ترجع إلى زمن ما قبل النكبة
فلسطين تتوج بالبوكر أخيرًا، وفاز ساردها المخضرم ربعي المدهون بالجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر 2016) عن روايته «مصائر: كونشرتو الهولوكست والنكبة»، الصادرة عن مكتبة كل شيء بيافا، وبهذا يسدل الستار، الثلاثاء، على العرس السنوي الكبير للرواية العربية، المعروف إعلاميا بـ"بوكر العربية"، وليكون ربعي المدهون أول فلسطيني يفوز بالجائزة المرموقة في دورتها التاسعة.
ماراثون استمر أكثر من 4 أشهر منذ إعلان القائمة الطويلة في يناير 2016، ضمت 16 عملا، تمت تصفيتها إلى 6 روايات فقط في القائمة القصيرة التي ضمت بجانب الرواية الفائزة؛ روايات: «عطارد» للمصري محمد ربيع، «سماء قريبة من بيتنا» للسورية شهلا العجيلي، «حارس الموتى» للبناني جورج يرق، «مديح لنساء العائلة» للفلسطيني محمود شقير، و«نيوميديا» للمغربي طارق بكاري.
رواية «مصائر» وصفها نقاد بأنها "الرواية الفلسطينية الشاملة"، فهي ترجع إلى زمن ما قبل النكبة لتلقي ضوءًا على المأساة الراهنة المتمثلة في الشتات والاستلاب الداخلي، إنها رواية ذات طابع بوليفوني مأساوي، تستعير رمز الكونشرتو لتجسد تعدد المصائر.
حسب بيان لجنة تحكيم الجائزة، فإن رواية «مصائر: كونشرتو الهولوكوست والنكبة» لربعي المدهون تضيف إلى السرد الفلسطيني أفقًا غير معهود سابقًا، ويمكن وصفها بالرواية الفلسطينية الشاملة؛ تتناول في آن مأساة فلسطين من جوانبها كافة.
تقع الرواية في أربعة أقسام، يمثل كل منها إحدى حركات الكونشرتو، وحين يصل النص إلى الحركة الرابعة والأخيرة، تبدأ الحكايات الأربع في التوالف والتكامل حول أسئلة النكبة، والهولوكوست، وحق العودة، إنها رواية الفلسطينيين المقيمين في الداخل الذين يعانون مشكلة الوجود المنفصم وقد وجدوا أنفسهم يحملون جنسية إسرائيلية فرضت عليهم قسرا، وهي رواية الفلسطينيين الذين هاجروا من أرضهم إلى المنفى الكبير ثم راحوا يحاولون العودة بطرق فردية إلى بلادهم المحتلة، إنها رواية فلسطين الداخل والخارج.
ربعي المدهون، كاتب وروائي وصحفي فلسطيني ولد في مدينة المجدل عسقلان، في جنوب فلسطين عام 1945، هاجرت عائلته خلال النكبة عام 1948 إلى خان يونس في قطاع عزة، تلقى تعليمه الجامعي في كل من القاهرة والإسكندرية ولكن أبعد من مصر سنة 1970 قبل التخرج بسبب نشاطه السياسي، عمل محررا أو كاتبا في صحف ومجلات، منها الحرية، الأفق، صوت البلاد، القدس العربي، الحياة، ومركز الأبحاث الفلسطيني، وكذلك في وكالتي "دبليو تي ان" للأخبار المصورة - وكالة أخبار تلفزيزنية أمريكية، وأي بي تي أن – اسوشييتدبرس، للأخبار المصورة، وجريدة "الشرق الأوسط"، التي ما يزال يعمل فيها محررا.
من مؤلفاته «السيدة من تل أبيب» (رواية، 2009) التي وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية عام 2010، و«مصائر.. كونشرتو الهولوكوست والنكبة» (رواية، 2015)، ترجم أليوت كولا رواية «السيدة من بل أبيب» إلى الإنجليزية، وصدرت عن تيليغرام بوكس، وفازت الترجمة الإنجليزية بجائزة بان البريطانية للكتب المترجمة.
يذكر أن ربعي المدهون سبق له أن ترشح على القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية في عام 2010، عن روايته «السيدة من تل أبيب» التي صدرت بالإنجليزية عن دار تليغرام بوكس.
تكونت لجنة تحكيم الجائزة من الدكتورة أمينة ذيبان، رئيسًا، مع عضوية كل من: الصحفي والشاعر المصري سيد محمود، والأكاديمي المغربي محمد مشبال، والأكاديمي، والمترجم البوسنوي منير مويتش، والشاعر والناقد اللبناني عبده وازن.
يشار إلى أن القائمة القصيرة للروايات الست قد اختيرت من بين الروايات الـ16 للقائمة الطويلة التي كانت أعلنت في الشهر الماضي يناير 2016، وهي القائمة التي اختيرت من 159 رواية مرشحة للجائزة من 18 بلدًا، تم نشرها خلال الاثني عشر شهرًا السابقة.
aXA6IDMuMjEuMjQ2LjUzIA== جزيرة ام اند امز