السياح العرب طوق نجاة للسياحة المصرية
إيرادات السياحة المصرية تراجعت إلى معدلات قياسية خلال أول 3 أشهر حيث بلغت 500 مليون دولار، حتى انخفض الدخل السياحي بنسبة 60%
تواجه مصر موقفًا متأزمًا في ظل الضغوط التي يعاني منها نشاط السياحة الذي يشكل على مدار أكثر من 20 عامًا أحد أهم مصادر العملة الصعبة التي تلعب دورًا رئيسيًا في تأمين احتياجات البلاد من الأغذية والأدوية ومدخلات ومعدات الإنتاج.
فالأرقام تشير إلى تراجع الإيرادات السياحية خلال الربع الأول من العام الجاري إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من 10 سنوات إذ سجلت 500 مليون دولار مقابل 1.5 مليار دولار خلال الفترة المماثلة من العام الماضي.
ووفقًا لتقديرات وزارة السياحة فإن الأعداد الوافدة إلى مصر بلغت 1.2 مليون سائح بنسبة انخفاض 46% خلال فترة المقارنة.
وقد عبّر يحيى راشد وزير السياحة المصري عن خطورة الموقف بالإشارة إلى أن الدخل السياحي انخفض بنسبة 60% في أول 3 أشهر من العام 2016، نتيجة حظر روسيا وبريطانيا سفر مواطنيها إلى شرم الشيخ.
وقررت موسكو تعليق الرحلات الجوية إلى مصر بعد حادثة سقوط الطائرة الروسية ومقتل 224 كانوا على متنها في أكتوبر تشرين الأول الماضي، وأوقفت الحكومة البريطانية الرحلات السياحية إلى مطار شرم الشيخ أيضاً على أثر الحادث.
وأكد وزير السياحة أنه لا يوجد موعد محدد لعودة السياحة الروسية، وسنطرق كافة الأبواب لتعديل مسار السياحة بصفة عامة، وهو الأمر الذي استدعى التجاوب مع الصحافة الأجنبية لشرح الصورة المصرية والسياحة المصرية.
وبحسب أحمد حمدي نائب رئيس هيئة تنشيط السياحة فإن حادثة سقوط الطائرة الروسية أضر بالسياحة المصرية بشدة حيث تراجع عدد السياح المتدفقين إلى البلاد، خاصة الروس التي كانت تمثل مصر لهم أبرز المقاصد السياحية عالميًا.
وأوضح أن عدد السياح الروس انخفض إلى 11 ألف سائح خلال الربع الأول من 2016 بنسبة تراجع بلغت 97% مقارنة بنحو 530 ألف سائح خلال نفس الفترة.
وجاء أغلب هؤلاء السياح الروس من خارج روسيا عبر خطوط جوية غير روسية، مثل بيلاروسيا وأوكرانيا، وعلى إثرها حظرت روسيا سفر مواطنيها عبر هذه الخطوط.
وكان هناك آمال لدى الحكومة المصرية برفع روسيا حظر السفر عن مواطنيها لشرم الشيخ عقب تطبيق إجراءات أمنية جديدة والاستعانة بخبراء من الخارج لتنفيذها، ولكن فلاديمير بوتين الرئيس الروسي أكد في أبريل نيسان الماضي أن السفر إلى مصر مازال خطيرًا وذلك نظرًا لعدم إيجاد الطريقة الكفيلة بتأمين الرحلات حتى الآن.
ولا يقتصر أسباب تراجع أعداد السياح الوافدين إلى مصر بسبب الحظر الروسي والبريطاني بل جاء في ظل تحذير عدة دول أوروبية مثل فرنسا وبلجيكا وهولندا رعاياها من السفر إلى شرم الشيخ.
وتكشف جميع البيانات الرسمية مدى تأزم الموقف إذ إن قدرة وزارة السياحة في وقت سابق خسائر القطاع منذ سقوط الطائرة الروسية بنحو 2.2 مليار جنيه شهرياً.
وتراجعت الإيرادات السياحية 15% العام الماضي حيث بلغت 6.1 مليار دولار بينما انخفضت الأعداد الوافدة إلى 9.3 مليون سائح بنسبة تراجع 6%.
من جانبه، قال علي غنيم عضو الاتحاد المصري للغرف السياحية أن هناك تراجعا حادا في أعداد الوافدين إلى مصر وخاصةً من الأوروبيين بسبب الحظر والتحذيرات التي أطلقتها دول أوروبية من سفر رعاياها إلى شرم الشيخ وهي أهم مقصد سياحي في مصر.
وأضاف أن الشركات السياحية والفنادق تواجه صعوبات حادة نتيجة تراجع الإيرادات إلى 500 مليون دولار فقط في الربع الأول من العام الحالي، وهو الأمر الذي يتم تدخل من الدولة لمساندة هذه الكيانات الاقتصادية الهامة.
وشدد غنيم على أهمية توجه وزارة السياحة نحو ترويج المقاصد السياحية بين الدول التي تمتلك مصر معها علاقات جيدة خاصة في دول الخليج العربي.
وأكد عضو اتحاد الغرف السياحية أنه يجب تبني خطة طويلة الأجل لضمان تدفق السياح العرب بغزارة على المدن السياحية المطلة على البحر الأحمر مثل شرم الشيخ والغردقة، ومن أبرز الخطوات المطلوبة توفير أنشطة تسلية وترفيه مثل المراكز التجارية ودور السينما بالمنتجعات السياحية.
ويتفق هذا مع ما أعلنه وزير السياحة المصري بأن الوزارة تركز على أسواق سياحية لا يوجد حظر عليها، حتى يتسنى أن يكون هناك قدرة تنافسية أكبر.
وأكد أن هناك خطة سياحة للخليج العربي وتم الاعلان عنها بالتعاون مع بعض شركات الطيران لجذب أكبر عدد ممكن من السياحة العربية خلال فترة رمضان وما بعد رمضان.
وكانت مصر تعوّل على القطاع السياحي في توفير 20% العملة الصعبة وكانت تعد ثاني مصدر بعد تحويلات المصريين في الخارج.
ويسهم القطاع السياحي بنحو 11% من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي ويستحوذ على 12.5% من إجمالي العمالة بشكل مباشر وغير مباشر.