داود أوغلو يستقيل من "العدالة والتنمية" ويعلن عن حزب جديد
رئيس الوزراء الأسبق قال إنه "من الآن فصاعدا، تعتبر عملية تأسيس حزب سياسي جديد مسؤولية تاريخية بالنسبة لنا"
قدم رئيس الوزراء التركي الأسبق، أحمد داود أوغلو، اليوم الجمعة، استقالته رسميا من حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، معلنا عن تأسيس حزب جديد في خطوة من شأنها تعميق جراح الرئيس رجب طيب أردوغان الذي يواجه أوسع موجة انشقاقات عن حزبه بعد تعديل دستوري كرس حكم الفرد في البلاد.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي وفق ما ذكرته وسائل إعلام تركية، بعد فترة من التسريبات التي أشارت إلى أنه يتجه لتأسيس حزب سياسي جديد مناهض رفيقه السابق أردوغان.
ويأتي قرار الاستقالة بعد أيام من إعلان حزب العدالة والتنمية أن "اللجنة التنفيذية المركزية بالحزب قررت خلال اجتماعها المنعقد 2 سبتمبر/أيلول 2019، وبإجماع الآراء، إرسال طلب للجنة الانضباط من أجل فصل الرباعي أحمد داود أوغلو، وأيهان سفر أوستون نائب الحزب السابق عن مدينة سكاريا (غرب)، وسلجوق أوزداغ النائب البرلماني السابق عن ولاية مانيسا (غرب)، والذي شغل لفترة نائب الرئيس العام لحزب العدالة والتنمية، وأحد الأسماء المقربة من داود أوغلو، وعبدالله باشجي نائب سابق عن بلدية إسطنبول".
وعقب ذلك بأيام، أرسلت لجنة التأديب والانضباط إلى الرباعي المذكور للاستماع إلى أقوالهم في خطوة روتينية، ولها الحق في أن تقوم بفصلهم تلقائيا إذا لم يقوموا بالمثول أمامها خلال أسبوع من تاريخ وصولهم إعلام الحضور.
واليوم، وفي خطوة استباقية لقرار فصله، عقد رئيس الوزراء الأسبق مؤتمرا صحفيا أعلن فيه استقالته من الحزب الحاكم الذي كثيرا ما دأب على انتقاده خلال الأشهر الأخيرة على خلفية خروجه عن القيم والمبادئ التي تأسس عليها، كما سبق وأن صرّح أكثر من مرة.
وحضر المؤتمر الصحفي إلى جانب داود أوغلو الثلاثي الآخر المراد فصله من الحزب، سلجوق أوزداغ، وأيهان سفر أوستون، وعبد الله باشجي، فضلا عن قياديين اثنين سابقين بالحزب الحاكم.
وقال داود أوغلو في المؤتمر الصحفي: "شهدت الفترات الأخيرة ابتعاد حزب العدالة والتنمية عن قيمه بشكل كبير، كما تغيرت أيضًا بشكل محلوظ سياساته واللغة التي يتبناها في خطاباته".
وأضاف: "ولقد سبق وأن أبلغنا أعلى مستويات الإدارة بالحزب بمقترحاتنا، وتوصياتنا لتجنب هذه الأخطاء لكن لم يصغ أحد لنا، حتى في البيان الذي أصدرته يوم 22 أبريل/نيسان الماضي.. دعونا إدارة الحزب الحالية لمحاسبة نفسها وتصحيح المسار".
وأوضح أن "الهدف الوحيد لنا كان تبديد كافة المخاوف المتعلقة بقدرة الحزب على إدارة مستقبل البلاد بالشكل اللائق".
وأشار إلى أن "الحزب الحاكم حينما تأسس قبل 18 عاما كان قد تعهد بأن تكون هناك عقلية مشتركة وديمقراطية داخل صفوفه، لكنه يوم 2 سبتمبر (يوم تحويله للجنة التأديب مع الآخرين) قد أعلن كحزب ابتعاده تماما عن القيم التي تأسس عليها، إذ إن قرار الفصل لا يتسق مطلقا مع مبادئ الحزب".
واستطرد قائلا: "ومن يظنون أنهم بمثل قرارات الفصل هذه قد نجوا من الانتقادات داخل الحزب، سيشعرون بويلات ذلك من داخلهم. ولا شك أن الإدارة الحالية بالحزب قامت بتصفية العدالة والتنمية بعد 18 عاما من تأسيسه".
رئيس الوزراء الأسبق أكد أنه "لم يعد لدى الإدارة الحالية للعدالة والتنمية أية فرصة لنقل تركيا إلى مستقبل أفضل، وبناء عليه أعلن استقالتي من ذلك الحزب رغبة منا في تأسيس كيان تسوده الديمقراطية، لا يعترف إلا بالكفاءة، ويبتعد كل البعد عن المحسوبية والمحاباة، يحافظ على القيم الأسرية، ويقوم على تبني أنظمة تعليمية عصرية".
وأشار إلى أنه "من الآن فصاعدًا، تعتبر عملية تأسيس حزب سياسي جديد مسؤولية تاريخية بالنسبة لنا، وأدعو كل من يشعر بالمسؤولية نفسها أيا كان توجهه للعمل معنا".
aXA6IDMuMTQ5LjIzMi44NyA= جزيرة ام اند امز