الصفدي يعتذر عن عدم تولي رئاسة الحكومة اللبنانية
وزير المالية الأسبق يقول إنه من الصعب تشكيل حكومة متجانسة ومدعومة من الجميع تضع حدا للتدهور الاقتصادي وتستجيب لتطلعات الشارع.
أعلن وزير المالية اللبناني السابق محمد الصفدي، السبت، انسحابه من ترشيحات منصب رئيس الحكومة اللبنانية المقبلة.
- ضغوط حزب الله تمنع وصول "حافلة الثورة" جنوب لبنان
- بين تسمية الصفدي والتمسك بالحريري.. أزمة لبنان تعود لنقطة الصفر
ويأتي الانسحاب بعد يومين على إعلان التوافق على اسمه بين الفرقاء السياسيين في لبنان لتشكيل حكومة جديدة، لتعود المباحثات السياسية إلى نقطة الصفر، مع تأكيد مختلف الأطراف دعمهم لعودة سعد الحريري لتولي المهمة.
ورجحت مصادر سياسية مطلعة لـ"العين الإخبارية" أن يعود البحث ليتركز على إمكانية قبول الحريري بالعودة إلى الحكومة، خاصة مع إعلان جميع الأطراف أهمية وجوده في هذه المرحلة على رأس الحكومة.
ولا يزال الحريري يتمسك بشرط تشكيل حكومة تكنوقراط للقبول بالمهمة مقابل تمسك الفرقاء الآخرين بحكومة "تكنو سياسية" تجمع السياسيين وشخصيات غير حزبية.
وفي بيان له، أعلن الصفدي انسحابه مساء السبت، قائلاً: "بعد أيام قليلة على إبداء رئيس الحكومة المستقيلة سعد الحريري رغبته بتكليفي لتشكيل الحكومة العتيدة"، مؤكداً دعمه الكامل والمطلق وواضعاً فريق عمله في تصرفي، كان لا بد مني وكرجل مسؤول ومدرك لخطورة هذه المرحلة أن أقوم بسلسلة مشاورات ولقاءات مع الأطراف السياسيين.
وتابع: "آخر هذه المشاورات كان الليلة مع الرئيس الحريري لبحث كيفية تشكيل حكومة منسجمة تستجيب لمطالب الشارع المحقة، خصوصاً أن لبنان يمر بمرحلة مفصلية من تاريخه تتطلب الوعي والحكمة".
ولفت إلى أن "بيان اليوم يأتي رداً على الرغبة التي أبداها مختلف الأطراف بطرح اسمي للتكليف وعلى رأسهم الرئيس الحريري للقول إن بعد ثلاثين يوماً على وجود الناس في الشارع، للمطالبة بأبسط حقوقهم المهدورة، أن الوضع لم يعد يحتمل الانتظار ولا المراوغة ولا المشاورات الإضافية".
وأضاف: أنني "أشكر رئيس الجمهورية ميشال عون وسعد الحريري وكل من اقترح اسمي لتشكيل الحكومة العتيدة، إلا أنني ارتأيت أنه من الصعب تشكيل حكومة متجانسة ومدعومة من جميع الفرقاء السياسيين تمكنها من اتخاذ إجراءات إنقاذ فورية تضع حداً للتدهور الاقتصادي والمالي وتستجيب لتطلعات الناس في الشارع".
وتابع: "عليه، أطلب سحب اسمي من التداول كأحد الأسماء المطروحة لتشكيل الحكومة العتيدة، وآمل أن يتم تكليف الرئيس سعد الحريري من جديد".
وأتى الإعلان عن انسحاب الصفدي بعد لقاء عقده مع رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل، وبعدما كان مسار الأحداث خلال الساعات الماضية يوحي بهذه الخطوة.
ولم يصمد خبر الاتفاق على اسمه، مساء الخميس، أكثر من ساعات قليلة، لتعود الأمور بعدها إلى نقطة الصفر، نتيجة المواقف المتباينة بين الفرقاء السياسيين، التي كان سببها بشكل أساسي وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال، جبران باسيل.
وعمد باسيل، صباح الجمعة، إلى الإعلان عن التوافق على اسم الصفدي، مشيراً كذلك إلى موعد الاستشارات النيابية لتسميته من قبل النواب، وهو ما استدعى رداً من قبل أوساط الحريري، منتقدة تعديه على صلاحيات رئيس الجمهورية المعني الوحيد وفق الدستور بتحديد الموعد.
كذلك وبعدما كان قد أعلن أن رؤساء الحكومة السابقين، تمام سلام وفؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي، أبدوا موافقة على تسمية الصفدي، عادوا ونفوا هذا الأمر في بيان لهم، مؤكدين دعمهم الحريري.
واستقال سعد الحريري من منصبه كرئيس للوزراء في 29 أكتوبر/تشرين الأول في مواجهة احتجاجات غير مسبوقة ضد نخبة حاكمة متهمة على نطاق واسع بالإشراف على فساد الدولة المتفشي، وتوجيه لبنان نحو أسوأ أزمة اقتصادية منذ حرب 1975 - 1990.