ضغوط حزب الله تمنع وصول "حافلة الثورة" جنوب لبنان
الضغوط التي مارسها حزب الله حالت دون وصول "حافلة الثورة" إلى الجنوب وتوقفها في مدينة صيدا بناء على قرار الجيش اللبناني
حالت الضغوط التي مارستها مليشيا حزب الله دون وصول "حافلة الثورة" إلى الجنوب وتوقفها في مدينة صيدا، بعدما اتخذ الجيش اللبناني قرارا بهذا الشأن، حفاظا منه على السلم الأهلي.
- "حافلة الثورة" تجول لبنان تكريسا للوحدة الوطنية
- سفارة واشنطن ببيروت تنفي تمويل "حافلة الثورة" اللبنانية
وقالت جاكلين سعد ناشطة في مبادرة "بوسطة الثورة" لـ"العين الإخبارية": "نصحنا الجيش بعدم اجتياز مدينة صيدا خوفا من استهدافنا ومنعا للتصادم".
وأشارت مصادر إلى أن حزب الله وحركة أمل، المعروفين بسيطرتهما على مناطق الجنوب وطالما رفعوا شعارات مناهضة للتحركات الشعبية، يقفان خلف الضغوط التي حصلت رفضا لوصول "حافلة الثورة" إلى مناطق الجنوب.
وأضافت الناشطة اللبنانية "لا نريد اتهام أحد لكننا جميعنا نعرف من هي الجهة التي تسيطر على منطقة الجنوب وتتحكم بكل الأمور".
وتابعت "كان واضح منذ الصباح محاولات التشويش على سير الحافلة من خلال البيانات المشبوهة والمدسوسة، لكن كان هدفنا واضحا هو تأكيد الوحدة الوطنية بين كل الساحات وتجاوز كل الحواجز المناطقية والمذهبية".
وكانت مجموعة من الناشطين أطلقت، السبت، مبادرة حملت عنوان "حافلة الثورة" (بوسطة الثورة) لتجوب المناطق اللبنانية من الشمال إلى الجنوب، بهدف تغيير صورة "البوسطة" الراسخة في ذاكرة اللبنانيين والمرتبطة باندلاع الحرب الأهلية.
ويرتبط اسم "بوسطة عين الرمانة" بانطلاق الحرب الأهلية اللبنانية في 13 أبريل/نيسان 1975، حيث شكلت شرارة اندلاع الحرب اللبنانية بعد إطلاق النار على هذه الحافلة في منطقة عين الرمانة في ضاحية بيروت الجنوبية، ليستمر القتال بين اللبنانيين 17 عاما.
وانطلقت الحافلة صباح السبت من العبدة - عكار في إطار جولة بدأت من الشمال ومرت في بيروت ومن ثم منطقة خلدة، حيث سقط "شهيد الثورة" علاء أبو فرج برصاص عسكري في الجيش اللبناني خلال مشاركته في المظاهرات.
واتجهت الحافلة باتجاه الجنوب، فكان مقرر أن تصل إلى صور لتلتقي الناشطين في المدينة، لكن حالت تهديدات حزب الله وحركة أمل من مواصلة رحلتها.
ومنذ الصباح الباكر بدأت التهديدات تصل تباعا إلى الناشطين مرة عبر تحذيرات من الوصول إلى الجنوب ومرة عبر بيانات تشكّك بالمبادرة متهمّين السفارة الأمريكية بتمويلها.
وتزامنا مع هذه التهديدات اتخذ الجيش اللبناني قرارا بإيقافها في الجنوب، حيث كانت المحطة النهائية عند ما تعرف بساحة إيليا النقطة التي يتجمع فيها المتظاهرون منذ بدء الثورة قبل شهر.
وفي تغريدة على حسابها على تويتر نفت السفارة الأمريكية في بيروت تمويلها "بوسطة الثورة"، مؤكدة دعمها الشعب اللبناني في مظاهراته السلمية والتعبير عن الوحدة الوطنية.
وكانت الحافلة تستقبل في كل محطة توقفت فيها بالأغاني والموسيقى والزغاريد وينضم إليها عشرات الأشخاص بسياراتهم لمرافقتها إلى المحطات التالية.
وكان الناشطون قد أعلنوا "أنهم غير آبهين بكل المعوقات وهم سيستكملون مسيرتهم متضامنين لتحقيق مطالبهم في بناء دولة القانون والعدالة والحرية والإنصاف".
وأكد الناشطون "أن موقفهم قوي لأنهم لا يطلبون شيئا شخصيا بل جل طلبهم استعادة حقوقهم المشروعة كمواطنين في هذا البلد ورفع الحرمان والظلم في المجالات كافة والعيش بحرية وكرامة ومساواة بعيدا من المحاصصة وحصر السلاح في مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية فقط".