"حافلة الثورة" تجول لبنان تكريسا للوحدة الوطنية
البوسطة (الحافلة) تهدف إلى المرور على كل ساحات الاحتجاج، من الشمال إلى الجنوب لترسم جسر المحبة والوحدة الوطنية وإزالة حواجز الطائفية
في خطوة جديدة لكسر الحواجز الطائفية والمناطقية وتأكيدا على الوحدة الوطنية التي كرّستها الثورة اللبنانية منذ شهر بالتحديد، تواصل ما سميت "بوسطة الثورة" (حافلة الثورة) تجولها في المناطق اللبنانية، بهدف تغيير صورة "البوسطة" الراسخة في ذاكرة اللبنانيين والمرتبطة باندلاع الحرب الأهلية.
ويرتبط اسم "بوسطة عين الرمانة" بانطلاق الحرب الأهلية اللبنانية في 13 أبريل/نيسان 1975، حيث شكلت شرارة اندلاع الحرب اللبنانية بعد إطلاق النار على الحافلة في منطقة عين الرمانة في ضاحية بيروت الجنوبية، ليستمر القتال بين أبناء الوطن الواحد 17 عاما.
وانطلقت صباح السبت من العبدة - عكار "بوسطة الثورة" التي ابتكرها عدد من الناشطين في الحراك الشعبي من عكار إلى كل الوطن، في إطار جولة من الشمال إلى الجنوب، انطلقت أمس الجمعة.
وفي حين صدرت بعض الأصوات الرافضة لوصول البوسطة إلى الجنوب حيث السيطرة الكبرى لحزب الله وحركة أمل والمعروفين بموقفهما المناهض للثورة، أكد الناشطون سلمية حراكهم وأنهم مصرون على الوصول إلى الجنوب.
وأعلن منسقو نشاط البوسطة أنها "تهدف إلى المرور على كل ساحات الاحتجاج، من (الشمال) في ساحة النور بطرابلس إلى البترون وجبيل، فذوق مصبح وجل الديب ثم إلى (بيروت) والأشرفية وجسر الرينغ وساحة الشهداء في بيروت، لتصل إلى (طريق الجنوب) في خلدة"، بالإضافة إلى وضع "إكليل الثورة" مكان مقتل شهيد الثورة علاء أبوفخر.
واستشهد أبوفخر القيادي في الحزب التقدمي الاشتراكي الأسبوع الماضي، حينما أطلق أحد أفراد الأمن النار عليه خلال مظاهرة في محلة خلدة جنوب بيروت.
وأطلق المتظاهرون على علاء أبوفخر "شهيد الثورة"، بعد أن توفي أمام طفله وزوجته؛ حيث بات واحداً من الثوار، وهو قيادي في الحزب التقدمي الاشتراكي، إذ يتولى مهمة أمين سر وكالة داخلية الشويفات بالحزب.
وفي كل محطة تقف فيها البوسطة، يستقبلها لبنانيون من أبناء المنطقة بالرقص والغناء والزغاريد وينضم إليها مواطنون لمرافقتها بسياراتهم نحو المحطات التالية.
وستكمل البوسطة جولتها جنوبا إلى الناعمة وبرجا وصولا إلى عاصمة الجنوب صيدا ثم إلى كفررمان والنبطية، وتختتم الجولة في صور حيث تعقد جلسة حوارية بين أبناء الوطن من شماله إلى جنوبه.
ويرافق البوسطة عدد من السيارات في محطاتها كافة لترسم جسر المحبة والوحدة الوطنية وإزالة حواجز الطائفية وجدران المناطقية.
وأكد الناشطون أنهم غير آبهين بكل المعوقات وهم سيستكملون مسيرتهم متضامنين لتحقيق مطالبهم في بناء دولة القانون والعدالة والحرية والإنصاف.
وأكدوا أن موقفهم قوي لأنهم لا يطلبون شيئا شخصيا بل جل طلبهم استعادة حقوقهم المشروعة كمواطنين في هذا البلد ورفع الحرمان والظلم في المجالات كافة والعيش بحرية وكرامة ومساواة بعيدا عن المحاصصة وحصر السلاح في مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية فقط.
وفي أول محطة جنوبية "مدينة صيدا"، انقسم المحتجون بين مؤيد لاستقبال البوسطة ورافض لها، فمنهم من يعارض استقبالها، عادّا بحسب ما ذكرت "الوكالة الوطنية" أن "الفكرة ممولة من السفارة الأمريكية، ويرفضون أي تدخل من قبل السفارات أو أي تمويل مشبوه للحراك"، وجزء آخر يعدّ فكرة البوسطة رسالة سلام ضد الحرب الأهلية لتوحيد الشعب اللبناني وتجب المشاركة في استقبالها.
ولتفادي أي خلاف حول هذا الأمر، أصدر مجموعة من الناشطين بيانا قالوا فيه إنهم سيسمحون للبوسطة بالمرور عند الطريق البحري من دون أن يمروا بساحة إيليا حيث يتجمع عادة المتظاهرون.
aXA6IDE4LjExNy4xMDUuMjE1IA==
جزيرة ام اند امز