تشييع شعبي لـ"شهيد الثورة" اللبنانية واختفاء ناشط بعد اعتقاله
الآلاف يشيعون القيادي بالحزب التقدمي الاشتراكي علاء أبو فخر إلى مثواه الأخير، مع استمرار التوترات والاحتجاجات وغلق الطرق بكل الأرجاء.
شارك آلاف اللبنانيين، الخميس، في تشييع جنازة "شهيد الثورة" القيادي في الحزب التقدمي الاشتراكي علاء أبو فخر، الذي سقط برصاص أحد أفراد الأمن، مساء الثلاثاء.
- علاء أبو فخر أول قتيل بثورة لبنان.. رحل أمام طفله وزوجته
- "الزحف إلى بعبدا".. لبنانيون يحتشدون ضد ميشال عون
وتوافدت منذ ساعات الصباح الأولى الحشود إلى بلدته في الشويفات في جبل لبنان لتشييعه إلى مثواه الأخير، كما حضرت شخصيات سياسية على رأسهم رئيس اللقاء الديمقراطي "النائب تيمور جنبلاط".
وكان لافتا مشاركة المغتربين في هذه المناسبة عبر إرسالهم مئات أكاليل الورد معزين في علاء ومؤكدين على دعمهم للحراك الشعبي المتصاعد في وطنهم.
وشهدت المدينة منذ الصباح الباكر إقفالا للطرقات بمختلف المناطق في موازاة انتشار أمني مكثف، خشية أي رد فعل في أعقاب تشييع الناشط.
اختفاء ناشط
وأعلن نشطاء، مساء الأربعاء، اعتقال الطالب الجامعي وأحد أبرز الناشطين في الثورة خلدون جابر، خلال مشاركته في المظاهرة على طريق القصر الرئاسي في بعبدا، على خلفية إطلاقه شعارات ضد رئيس الجمهورية.
وأكد أكثر من ناشط لـ"العين الإخبارية" عدم وجود أي معلومات حول مكان وجود خلدون، متخوفين من وجوده في المستشفى نتيجة الضرب الذي تعرض له.
وكان أصدقاؤه قد أعلنوا أن عددا من الأشخاص بزي مدني اعتقلوه من بين المتظاهرين وانهالوا عليه بالضرب ونقلوه إلى مكان مجهول.
وأوضح سعيد جابر، شقيق خلدون، في حديث تلفزيوني، أن "كثيرين ممن كانوا مع شقيقه في الاعتصام على طريق القصر الجمهوري أكدوا له تعرضه للضرب قبل سحبه من المكان واعتقاله".
وأعلن المركز اللبناني لحقوق الإنسان أنه يتابع بكثير من القلق قضية خلدون جابر.
ولفت إلى تضارب في المعلومات عن مكان توقيفه وعدم السماح للجنة الدفاع عن الموقوفين بالتواصل معه أو تعيين طبيب لمعاينته.
واعتبر أن "جابر هو ضحية إخفاء قسري وما يتعرض له جريمة موصوفة معرف عنها في المادة 37 من قانون الإخفاء القسري".
وطالب المركز المدعي العام لدى محكمة التمييز "اعتبار ما سبق بإخبار وتكليف الأجهزة القضائية المناسبة لإجراء التحقيقات اللازمة لمعرفة مكانه واتخاذ الإجراءات اللازمة لعدم تكرار حالات مماثلة".
الوضع الميداني
لا يزال التوتّر يسود المناطق اللبنانية؛ حيث ارتفع منسوب التحركات الشعبية منذ الثلاثاء، بعد مقابلة تلفزيونية لرئيس الجمهورية ميشال عون، اعتبرها المتظاهرون تجاهلا لمطالبهم، مشيرين إلى أنها لم تقدم لهم أي جديد.
ولم يحدد عون موعدا للاستشارات النيابية لتكليف رئيس للحكومة بعد أكثر من أسبوعين على استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري.
وسجلت منذ الصباح بعض التحركات الاحتجاجية التي من المتوقع أن ترتفع وتيرتها خلال ساعات النهار.
وفي بيروت، جابت مجموعة من الناشطين أسواق وسط المدينة، مطالبة أصحاب المحال التجارية بإغلاق أبوابها، داعية الناس للنزول إلى الشارع، وعمد بعضهم إلى الجلوس أمام عدد من المؤسسات التجارية.
وبقي أوتوستراد جل الديب، في الطريق الذي يوصل الشمال ببيروت، مقفلا بالاتجاهين وبات عدد من المعتصمين ليلتهم في الخيام والسيارات.
كما استمر إقفال أوتوستراد "غزير" على المسلكين الشرقي والغربي، وكذلك أوتوستراد "نهر الكلب" عند النفق الذي أغلقه المحتجون على المسربين بالأسلاك الشائكة والردم.
وفي الجنوب، وتحديدا صيدا، انطلقت صباحا مسيرة للمتظاهرين من ساحة إيليا انضم إليها محتجون من مدينة صور جابوا شوارع المدينة، وصولا إلى قصر العدل فيها.
ونفذ المتظاهرون اعتصاما إلى جانب أهالي الموقوفين بالتزامن مع بدء محاكمتهم بتهمة قيامهم بأعمال شغب في استراحة صور، وسط تدابير أمنية مشددة.
وأرجأ قاضي التحقيق الاستماع للمتهمين في اقتحام وإحراق استراحة صور لعدم تمّكنه من الوصول إلى صيدا.
وفي الشمال، قطع محتجون الطريق الرئيسي الذي يربط الضنية بمدينة طرابلس بالإطارات المشتعلة، وفي بلدة مرياطة وضعوا حجارة وسط الطريق، وكذلك الأمر عند دوار بلدة أردة.
وأشعل المحتجون الإطارات عند مستديرة بلدة الفوار ووسط الطريق في محلة العيرونية. ويعمل الجيش على إعادة فتح الطريق.
وفي عكار، ما زالت الطرق في مختلف المناطق مقطوعة وتعطلت معها الحركة المرورية، وغالبا ما يلجأ المضطرون إلى الطرق الزراعية والفرعية لتأمين احتياجاتهم.
أما معظم المدارس الرسمية والخاصة فقد غاب عنها طلابها لليوم الـ29 على التوالي، كما أقفلت المصارف والقسم الأكبر من المؤسسات التجارية والمصالح والمؤسسات الرسمية بسبب عدم تمكن الموظفين من الوصول إلى مكاتبهم.