شعث لـ"العين": مبادرة فرنسا تؤسس لنهاية الهيمنة الأمريكية
رحب بمبادرة الرئيس المصري لتحقيق المصالحة
القيادي الفلسطيني البارز نبيل شعت يؤكد أن المبادرة الفرنسية تؤسس لبداية نهاية الحقبة الأمريكية في المنطقة.
قال الدكتور نبيل شعث، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومفوض العلاقات الدولية فيها، إن المبادرة الفرنسية تؤسس لنهاية حقبة الهيمنة الأمريكية على المنطقة.
وشدد شعث في مقابلة خاصة مع بوابة "العين" الإخبارية على رفض دفع أية أثمان لإسرائيل مقابل مشاركتها في المؤتمر؛ خاصة ما يتعلق بالاعتراف المسبق من الدول العربية.
ورحب بمبادرة الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي؛ لإنجاز المصالحة الفلسطينية، مشددًا على أن تحقيق الوحدة الوطنية يمثل الأولوية الأساسية في هذه المرحلة ومدخلًا لمعالجة باقي الملفات.
"المبادرة الفرنسية والابتزاز الإسرائيلي"
وصف القيادي الفلسطيني البارز الرفض الإسرائيلي المعلن حتى الآن للمبادرة الفرنسية بأنه "أداة ابتزاز"، موضحًا أن إسرائيل تريد أن تبتز ثمنًا بمشاركتها في هذه المبادرة، "وهذا أمر واضح".
وأشار إلى أن الفرنسيين بدؤوا بعرض بعض الأثمان لإسرائيل لإقناعها بالمجيئ باعتبار أنه إذا رفضت إسرائيل المشاركة قد تصبح المبادرة كلها بلا جدوى.
وبدأ رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، اليوم الأحد، زيارة لإسرائيل ثم إلى الأراضي الفلسطينية سيدافع خلالها عن المبادرة الفرنسية لإحياء عملية السلام التي تلقاها نظيره الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بفتور.
وعن مدى أهمية المبادرة، قال شعث: "لا أستطيع القول أنها بادرة أو بارقة الأمل التي تعيد الحقوق، لكنها تؤسس لنهاية حقبة الهيمنة الأمريكية على المنطقة والدخول في إطار دولي لحل المشكل، شأن ما تم في إيران (الاتفاق النووي)، وما يمكن أن ينجح في سوريا".
وأعلنت فرنسا أنها ستستضيف في الثالث من يونيو/ حزيران اجتماعًا دوليًّا حول عملية السلام بحضور الدول الكبرى وفي غياب الإسرائيليين والفلسطينيين، والهدف بحسب باريس هو التمهيد لعقد مؤتمر في الخريف يشارك فيه الطرفان.
وسيشارك في المؤتمر المقبل نحو 20 دولة بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، حال نجاحه، سيسفر المؤتمر عن قمة دولية خلال العام الجاري 2016 بحضور القادة الإسرائيليين والفلسطينيين هذه المرة.
ويرى شعث أن المبادرة "تؤسس لواقع دولي جديد، لكن حتى الآن من غير الواضح ما إذا كانت إسرائيل ستشارك وما هو الثمن الذي تريده".
وتتولى واشنطن الإدارة شبه الحصرية لملف الصراع المزمن في المنطقة، ورعاية المفاوضات المتوقفة منذ أبريل 2014، بعد رفض إسرائيل وقف الاستيطان، وقبول حدود 1967 أساسًا للمفاوضات، والإفراج عن أسرى قدماء في سجونها.
"رفض دفع الأثمان"
وحول موقف الفلسطينيين من الأثمان المطروحة على إسرائيل، شدد شعث على أنها "حقيقة غير مقبولة هذه الأثمان"، لافتًا إلى أن أول ثمن دفعوه (الفرنسيون)، أنهم لم يعودوا يتحدثوا عن الاعتراف بدولة فلسطين الآن".
واستطرد قائلًا: "كان الحديث الفرنسي في البداية إذا استخدمت أمريكا الفيتو لمنع هذه المبادرة في مجلس الأمن، سنعترف بفلسطين في اليوم التالي وستلحق بنا 17 دولة أوروبية لم يعودوا يتحدثون عن ذلك الآن هذا أحد الأثمان هم يقولون نحن لم نلغ ذلك لكن لا نتحدث عنه لنجذب إسرائيل".
كان رئيس وزراء فرنسا سعى لتهدئة المخاوف الإسرائيلية، بالتراجع عن تهديد باريس في يناير/كانون الثاني الماضي بالاعتراف بدولة فلسطين في حال فشل مبادرتها لإعادة إحياء جهود السلام بين اسرائيل والفلسطينيين.
وقال فالس لصحيفة "الأيام" الفلسطينية في عددها الصادر اليوم الأحد: "الهدف هو التوصل إلى إقامة دولة فلسطينية، ليساهم في بلورة تطلّعكم الوطني، وأن نقول اليوم متى سنعترف بدولة فلسطينية هو بمثابة إقرار مسبق بفشل مبادرتنا".
شعث أشار إلى ثمن آخر تسعى فرنسا لتقديمه ويلقى رفضًا فلسطينيًّا، وهو يتعلق بالسعي لتحصيل اعتراف عربي بإسرائيل قبل تحقيق أي شيء.
وقال "هناك ثمن آخر، أقوال قيلت على لسان رئيس وزراء فرنسا، اعتراف الدول العربية لإقناع إسرائيل بالمشاركة، وهذا أمر مرفوض منا تمامًا، المبادرة العربية قيمتها الوحيدة كانت أنها تربط بين الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الراضي التي احتلت عام 1967 وعاصمتها القدس وتحقيق حق اللاجئين، وبعد ذلك تعترف الدول العربية بإسرائيل".
وحذر بأن "الاستمرار في دفع أثمان عربية لإسرائيل دمر عملية السلام 22 عامًا السنوات الماضية وسيدمرها في المستقبل".
"مبادرة السيسي والوحدة الوطنية"
ورحب شعث بمبادرة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي؛ لتحقيق المصالحة الفلسطينية، متمنيًا أن تنجح في تحقيق ذلك.
وشدد على أن الوحدة الوطنية هي الأولوية الأولى قبل كل شيء؛ لأنه "بدون وحدة وطنية لا نستطيع أن ننجز شيئًا في عملية السلام".
وأضاف "نحن غير قادرين على حل مشكلة غزة بدون وحدة وطنية، لا نستطيع إجراء انتخابات بدون وحدة وطنية".
ويعاني قطاع غزة من أزمات إنسانية وأوضاع اقتصادية بائسة فيما لا يزال 100 ألف فلسطيني مشردون منذ الحرب الأخيرة دون إعمار منزلهم بسبب استمرار الحصار المفروض منذ 10 سنوات.
وقال شعث: "إذا كانت مصر مستعدة للمعاونة وقطر وتركيا وسويسرا، فلنذهب جميعا بروح الإنجاز إن شاء الله". مشددًا على أن حركة فتح لديها هذه الروح والتطلع لتحقيق هذا الإنجاز.
وحول تداعيات تعيين أفيغدور ليبرمان وزيرًا للدفاع في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، قال المسؤول الفلسطيني: "هي حكومة يمينية فاشية عنصرية ابرتهايدية، إضافة متعصب جديد معروف بأفكاره العنصرية الإجرامية يضيف للمشكلات".
وشدد على أن هذه الإضافة توضح الصورة الحقيقية لحكومة نتنياهو.
وعن آفاق ترتيب الصف الفتحاوي الداخلي وفرص عقد المؤتمر السابع للحركة، رأى أن هذا الأمر مرتبط إلى حد كبير بتحقيق الوحدة الوطنية.
وقال "إذا أردنا أن نقيم مؤتمرًا في أي مكان، وبوجود الانقسام ومنع حماس لأعضائنا بغزة من المشاركة كما حدث عام 2009 سيحبط هذه المحاولة ذلك؛ لذلك التركيز كله الآن على الوحدة الوطنية".
aXA6IDMuMTQuMTM1LjgyIA== جزيرة ام اند امز