خبراء يكشفون لـ"العين" أسباب عزل إسرائيل للأسير مروان البرغوثي
خبراء فلسطينيون يكشفون الأسباب التي دعت إسرائيل للقيام بعزل القيادي الفلسطيني البارز مروان البرغوثي.
كشف خبراء فلسطينيون في الشأن الإسرائيلي، أبرز الأسباب التي دعت إسرائيل للقيام بعزل القيادي الفلسطيني البارز مروان البرغوثي، مؤكدين في الوقت ذاته أن رواية مصلحة السجون الإسرائيلية بحق البرغوثي "غير صحيحة".
وكانت مصلحة السجون الإسرائيلية قد قامت بنقل البرغوثي، والذي يعد من أبرز القادة الفلسطينيين لخلافة الرئيس محمود عباس، من سجن "هداريم" إلى سجن "ريمون"، ثم نقلته بعد ذلك إلى سجن آخر، لتضرب بعرض الحائط الاتفاق الذي يقضي بأن يبقى في سجنه دون نقله، بل أقدمت على عزله.
وعلى الرغم من عدم خروج بيان رسمي من مصلحة السجون حول سبب عزله، غير أن تقارير صحفية إسرائيلية أشارت إلى أن قرار نقل وعزل البرغوثي جاء بمثابة خطوة عقابية بعد إخلال البرغوثي بشروط نقله.
وتتهم إسرائيل الأسير البرغوثي، والذي يشغل عضوية نائب في المجلس التشريعي الفلسطيني، بتوجيه رسائل سياسية للخارج وصفتها بالتحريضية والمزعجة ضدها، علمًا بأن البرغوثي محكوم بالسجن المؤبد خمس مرات، إضافة إلى 40 عامًا.
وقال الدكتور سامي أبو جلهوم، الخبير والباحث في الشأن الإسرائيلي، إن الرواية الإسرائيلية غير صحيحة، ولا تنطلي على أحد، مشيرًا إلى أن أمر النقل والعزل للقائد البرغوثي أبعد من ذلك.
وأشار -في حديث خاص لبوابة "العين" الإخبارية- إلى أن السبب الرئيسي لذلك تحطيم نفسية البرغوثي الذي تصدر مؤخرًا استطلاعات الرأي لخلافة أبو مازن في رئاسة السلطة الفلسطينية، إلى جانب التأييد الجماهيري الذي يحظى به من كافة فصائل العمل الوطني والإسلامي الفلسطيني.
وأضاف أن من بين الأسباب أيضًا، تبني حملة دولية تضم برلمانات عربية وأوروبية قضية ترشيح البرغوثي لجائزة نوبل للسلام، وهو الأمر الذي سيضع إسرائيل في حرج كبير.
وتابع: "إسرائيل تشعر الآن أن ترشيح البرغوثي للرئاسة الفلسطينية، من جهة، ولنيل جائزة نوبل للسلام، من جهة أخرى، سيشكل مصدر إزعاج حقيقي لها خصوصًا في أوروبا التي بدأت تتعالى فيها الأصوات لمحاسبة إسرائيل على جرائمها بحق الفلسطينيين".
وأكد "أبو جلهوم" أن ما تقوم به إسرائيل لن توقف الحملة لترشيح البرغوثي، بل ستزيد القائمين عليها إصرارًا على المضي قدمًا وتنفيذها بشكل أكبر وأوسع لإحراج إسرائيل في كل المحافل الدولية.
وتعتبر إسرائيل البرغوثي العقل المدبر لانتفاضة الأقصى وقائدها الفعلي، كما أنه صاحب مشروع وثيقة الوفاق الوطني التي اعتمدتها حركتا فتح وحماس أساسًا للوحدة الوطنية قبل وقوع الانقسام.
أما عمر شريف، الباحث في شؤون الأسرى الفلسطينيين، فقد أكد أن إسرائيل سعت منذ اعتقال البرغوثي للتضييق عليه بشتى الطرق؛ بدءًا من العزل الانفرادي، والتعذيب القسري وأمور أخرى تعرض لها البرغوثي.
وأضاف -في حديث لبوابة "العين" الإخبارية- أن البرغوثي لم يستسلم داخل محبسه، بل كان على اطلاع بما يجري في الساحة الفلسطينية من خلال زيارات محاميه وعائلته؛ حيث كان يطالب على الدوام بإستراتيجيات فلسطينية وآليات جديدة لإتمام المصالحة وللنهوض بحركة فتح لمواجهة إسرائيل.
وأشار إلى أن البرغوثي الذي نقل لسجن للعزل، كان قد تعرض على مدار 14 عامًا من العزل الفردي والجماعي، حيث أمضى 3 سنوات ونصف السنة معزولًا في زنزانة انفرادية، ثم نقل إلى سجن هداريم، وهو سجن للعزل الجماعي أمضى فيه عشر سنوات ونصف السنة، قبل أن يجري نقله إلى سجن رمون بناءً على طلب الأسرى.
وكشف "شريف" أن أسرى حركة فتح في سجن "ريمون" احتجوا على قرار نقل البرغوثي، وأغلقوا الأقسام، كما هددوا بمزيد من التصعيد في الأيام المقبلة، موضحًا أن إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية تنظر بخطورة لما قام به الأسرى تضامنًا مع البرغوثي.
aXA6IDE4LjIyNi4yMTQuOTEg جزيرة ام اند امز