ماريوبول بقبضة روسيا.. إجلاء 260 جنديا أوكرانيا من "أزوفستال"
أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية أنّ أكثر من 260 عسكرياً أوكرانياً، بينهم 53 جريحاً، تمّ إجلاؤهم، الإثنين، من مجمّع آزوفستال للصلب.
ويعد مجمّع آزوفستال آخر معقل للمقاومة الأوكرانية في مدينة ماريوبول الساحلية جنوب شرق البلاد والتي تسيطر عليها القوات الروسية.
- "صعبة للغاية".. أوكرانيا تعلق على مفاوضات "آزوفستال ماريوبول"
- "آزوفستال ماريوبول".. محاصرون مصيرهم بين التفاوض والرفض
وقالت نائبة وزير الدفاع هانا ماليار في رسالة مصوّرة إنّه "في 16 مايو/أيار تمّ إخلاء 53 (عسكرياً) جريحاً إصاباتهم خطرة من آزوفستال إلى نوفوازوفسك لتلقّي الرعاية الصحّية".
وأضافت أنه "تم نُقل 211 آخرون إلى أولينيفكا عبر ممرّ إنساني"،
وأشارت إلى أنّ "هؤلاء العسكريين سيتمّ لاحقاً تبادلهم كون المدينتين اللتين نقلوا إليهما تخضعان لسيطرة القوات الروسية وقوات أوكرانية انفصالية موالية لموسكو".
ورأت رويترز حافلات تغادر مصنع آزوفستال للصلب الليلة الماضية ووصلت خمسة منها إلى مدينة نوفوازوفسك التي تسيطر عليها روسيا.
وفي إحدى الحافلات، التي تحمل علامة الحرف "زد" التي أصبحت رمزا على الهجوم الروسي، رقد جنود مصابون على محفات وأُخرج أحد المصابين على كرسي متحرك وكان رأسه ملفوفا بضماد سميك.
وأظهرت تسجيلات فيديو أصدرتها وزارة الدفاع الروسية مغادرة المقاتلين للمصنع وبعضهم محمولا على محفات والبعض الآخر رافعا يديه انتظارا لتفتيش القوات الروسية لهم.
وقالت روسيا إن 256 مقاتلا أوكرانيا "وضعوا سلاحهم واستسلموا" منهم 51 مصابا بجروح خطيرة. وقالت أوكرانيا إن 264 جنديا منهم 53 مصابا غادروا المصنع والجهود جارية لإجلاء آخرين ما زالوا بالداخل.
وقالت الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية في بيان "حامية ماريوبول أتمت مهمتها القتالية".
وأضاف البيان "القيادة العسكرية العليا أمرت قادة الوحدات المتمركزة في آزوفستال بإنقاذ حياة الأفراد... المدافعون عن ماريوبول هم أبطال زماننا".
وينهي الاستسلام فيما يبدو معركة ماريوبول التي تعتقد أوكرانيا أن عشرات الآلاف قُتلوا فيها تحت القصف والحصار الروسي الذي استمر شهورا.
وتحولت المدينة الآن إلى أنقاض. والسيطرة الكاملة عليها هي أكبر نصر تحققه القوات الروسية في الحرب أخذا في الاعتبار أنها تسيطر بالكامل الآن على ساحل بحر آزوف وعلى منطقة متصلة تمتد في شرق وجنوب أوكرانيا بحجم اليونان.
لكن ذلك يأتي بعد تقهقر الحملة الروسية في مناطق أخرى إذ تراجعت قواتها التي تطوق مدينة خاركيف في الشمال الشرقي في الفترة الأخيرة بأسرع وتيرة منذ طردها من الشمال والمنطقة المحيطة بالعاصمة كييف في نهاية مارس آذار.
ولم تورد السلطات على الجانبين أي إشارات عن مصير آخر المدافعين عن ماريوبول، ويبحث المسؤولون الأوكرانيون شكلا من أشكال المبادلة بأسرى روس لكنهم لم يوردوا تفاصيل.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب ألقاه في الصباح الباكر "نأمل أن نتمكن من إنقاذ حياة رجالنا... بينهم جرحى يعانون إصابات خطيرة. يتلقون العلاج. أوكرانيا تحتاج لبقاء الأبطال الأوكرانيين على قيد الحياة".
وقالت هانا ماليار، نائبة وزير الدفاع الأوكراني، إن 53 جنديا مصابا نقلوا إلى مستشفى في نوفوازوفسك التي تسيطر عليها روسيا والتي تبعد مسافة 32 كيلومترا باتجاه الشرق ونُقل 211 آخرين إلى بلدة أولينيفكا التي يسيطر عليها انفصاليون مدعومون من روسيا.
وأضافت أن جميع الذين تم إجلاؤهم ستشملهم مبادلة محتملة للأسرى مع روسيا.
نفذنا مهمتنا
قال فوج آزوف، وهو الوحدة الأوكرانية التي صمدت في مصنع الصلب، في بيان صدر في وقت متأخر مساء أمس الإثنين إنها حققت هدفها بالمقاومة لأكثر من 82 يوما لتمكن أوكرانيا من الدفاع عن بقية أرجاء البلاد.
وقال فوج آزوف في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي "من أجل إنقاذ حياة الأفراد تنفذ حامية ماريوبول بكاملها القرار الذي وافقت عليه القيادة العسكرية العليا وتأمل في دعم الشعب الأوكراني".
وفي تسجيل فيديو مرفق بالمنشور وصف دينيس بروكوبينكو القائد البارز لإحدى الوحدات قرار إنقاذ حياة رجاله بأنه "أعلى مستويات الإشراف على القوات".
وتقول الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر إن آلاف المدنيين قُتلوا في الحصار الروسي للمدينة الساحلية التي كانت مزدهرة، والتي كان عدد سكانها 400 ألف نسمة. ولم يتم إلى الآن إحصاء الإجمالي الفعلي للقتلى لكن من المؤكد أنه سيكون الأكبر في أوروبا منذ حروب الشيشان ومنطقة البلقان.
وعلى مدى شهور، اضطر سكان ماريوبول إلى العيش في أقبية تحت القصف الروسي المستمر عاجزين عن الوصول إلى الأغذية أو المياه النقية أو التدفئة، وتناثرت جثث القتلى في الشوارع التي تعلو الأقبية.