تونس.. اعتقال وزير إخواني سابق متهم بالفساد قبل فراره لخارج البلاد
ذكرت مصادر أمنية تونسية لـ"العين الإخبارية" أنّ قوات الأمن التونسي ألقت القبض، اليوم الجمعة، على وزير الزراعة السابق الإخواني محمد بن سالم، خلال محاولته اجتياز الحدود التونسية الليبية وبحوزته مبلغ مالي ضخم.
وأوضحت المصادر أنه تم توقيف بن سالم عند بوابة الحرس الوطني (حرس الحدود) سيدي مصباح، متوجها نحو الحدود البرية الليبية وبرفقته عقيد بالجمارك التونسية (تمتّع بالعفو التشريعي بعد 2011) ينتمي لتنظيم الإخوان.
وأفادت بأن بن سالم أراد الفرار من تونس بعد فتح تحقيق معه بتهمة استيلائه على منحة مالية من الحكومة الهولندية إلى تونس عندما كان وزيرا للزراعة بعد 2011.
وبشأن واقعة المنحة الهولندية قالت ذات المصادر إن "وزارة الزراعة وفي نطاق التعاون الدولي وتطوير تربية الأبقار الحلوب منحت الحكومة الهولندية هبة لتونس تتمثل في 12 ألف بقرة حلوب مناصفة بين بقر حلوب وعجول استولى محمد بن سالم على 2000 بقرة ووجهها لضيعته بمنطقة جرادو من محافظة زغوان شمال شرقي تونس والتي تبلغ مساحتها نحو ألف هكتار ومسجلة باسم زوجته".
المزرعة التي تمتلكها زوجة بن سالم تم انتزاعها من علي السرياطي مدير الأمن التونسي السابق في عهد زين العابدين بن علي، بتواطؤ مع صهره وزوج ابنته سليم بن حميدان وزير أملاك الدولة سابقا، وتم تسجيلها باسم زوجة محمد بن سالم لاحقا، حسب المصادر ذاتها.
وأحالت وزيرة العدل التونسية، ليلى جفال، الملف إلى المحكمة المختصة، وأصدرت البطاقات القضائية اللازمة ومذكرة اعتقال بحق بن سالم.
محمد بن سالم، هو قيادي إخواني استقال من حركة النهضة بعد 25 يوليو/تموز 2021.
تقلد بعد 2011، منصب وزير الزراعة، وفاز بمقعد في البرلمان التونسي .
سجن محمد بن سالم سنة 1987 لمدة تسعة أشهر خلال حكم نظام زين العابدين بن علي، وسجن مرة ثانية لمدة شهرين ونصف بين 1990 و1991.
تنقل محمد بن سالم بين المناصب في حركة النهضة الإخوانية التي ينتمي لها، حيث عين في 1989 كعضو في مجلس الشورى، وفي 1990 أصبح نائب رئيس الحركة، حتى أصبح بين أبريل/نيسان ويونيو/حزيران 1991 رئيسا لها.
عاش بن سالم في المنفى في فرنسا بين 1991 و2011، حيث أسس العديد من الشركات التي تعمل في مجال العقارات وتجارة الجملة في مواد التجهيز المختلفة.
في 2011، وبعد الثورة التونسية التي أسقطت نظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، انتخب محمد سالم في المجلس الوطني التأسيسي، وفي ديسمبر/كانون الأول من نفس السنة، أصبح بن سالم وزيرا للزراعة في حكومة الإخواني حمادي الجبالي، واستمر بمنصبه في حكومة الإخواني علي العريض.
بعد ذلك انتخب محمد بن سالم مرة ثانية كنائب في مجلس نواب الشعب الجديد وذلك في الانتخابات التشريعية التي جرت في 26 أكتوبر/تشرين الأول 2014.