بالفيديو.. رمضان تحت القصف والحصار في مضايا والفلوجة
شهر رمضان الذي هو عادة عنوان للبركة ولم الشمل على موائد الإفطار، يتزامن هذه السنة مع ظروف صعبة في سوريا والعراق.
يتزامن شهر رمضان هذا العام مع استمرار نزاعات مسلحة، بعضها مستجد وبعضها الآخر قديم في أكثر من بلد عربي، ما يعقد أوضاع المدنيين المحاصرين خاصة في سوريا والعراق.
بدأ الشهر الذي هو عادة عنوان للبركة ولم شمل العائلات على موائد الإفطار، بشعور بالإحباط لدى شرائح واسعة من السوريين المحاصرين في مدينة مضايا، من قوات النظام السوري.
مضايا.. الصوم تحت القصف والحصار
يعاني سكان المدينة أصلا نقصا فادحا في المواد الغذائية والأدوية، ما تسبب بوفيات عدة خلال الأشهر الماضية، قبل أن تصلهم كميات محدودة من المساعدات الإنسانية برعاية الأمم المتحدة.
في هذه المنطقة المنكوبة، تجهد العائلات في العثور على ما يسد رمق أفرادها بعد يوم شاق من الصيام تحت القصف بالبراميل المتفجرة، وتقول السيدة مؤمنة بنبرة حزينة، إنها تشعر بالأسف لتمضية رمضان من دون أهلها وأبنائها، وتذكر بمرارة كيف كانت عائلتها تجتمع على مائدة الإفطار، حتى انقلبت على أمثالها الأيام فأمست وحيدة مع زوجها وتشتت عائلتها.
تعيش عائلة مؤمنة على غرار الآلاف، على معونات الأمم المتحدة، وقد تبخرت آمالها مثل غيرها في الحصول على مساعدات مطلع الشهر الجاري، فتأخرت بسبب استمرار المعارك واتساع نطاق القصف على المدينة.
تؤكد السيدة مؤمنة، أن المرة الأخيرة التي تلقت فيها مساعدات كانت في الرابع من أيار/مايو الماضي، واقتصرت على بقول و5 علب من التونة لكل شخص، وقد نفذت المعونات منذ ذلك الوقت.
وتندر المواد الغذائية في سوق المدينة ودكاكينها جراء الحصار، وحتى وإن وجد القليل منها عبر طرق التهريب، فغالبا ما تكون أسعارها باهظة ولا يتمكن أغلب السكان من شرائها.
بهجة رمضان المفقودة في حلب الشرقية
لا تختلف أحوال المدنيين في مضايا عنها في أحياء حلب الشرقية وسط سوريا، فقد تفاقمت معاناة الأهالي بعد أن قطع طريق الكاستيلو، المنفذ الوحيد لهذه الأحياء الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة، بسبب استهداف طائرات النظام السوري حركة المرور على الطريق.
يقول أحمد أسود، وهو من سكان حي الصالحين في شرق المدينة، إنه لم تعد توجد بهجة لأي شيء في حلب، فهذا شهر رمضان الخامس الذي يعيشه في ظل الحرب، وقد تشتت عائلته وأصبح معظم أقربائه خارج المدينة.
أوضاع بائسة في الفلوجة
وفي الفلوجة غربي العراق، لا شيء يبعث على فرحة رمضان، إذ لا يزال حوالي 50 ألف شخص محاصرين ويستخدمهم تنظيم "داعش" دروعا بشرية، ضمن استراتيجية التنظيم لمواجهة هجوم عسكري من القوات العراقية المدعومة من ميليشيات "الحشد الشعبي" الشيعية.
وقد وعد قادة عسكريون بتحرير المدينة قبل رمضان، لكن التقدم كان بطيئا، وظلت الفلوجة محاصرة منذ أشهر وعلقت بداخلها أغلبية العائلات.
تشير شهادات سكان المدينة الذين نجحوا في التواصل الإعلام، إلى وضع إنساني بائس يعيشه الأهالي في رمضان، إذ نقل عن أبو محمد الدليمي، وهو أب لستة أولاد، قوله إنه وجيرانه يستيقظون في حدود الـ5 صباحا للوقوف في طابور طويل، أملا في الحصول على كيلوغرام من الطماطم لقاء 5 آلاف دينار عراقي أي ما يعادل 4,50 دولارا.
وتعاني المدينة من انقطاع في المياه العذبة منذ أشهر طويلة، ويقول السكان إن مسلحي "داعش" يستحوذون على غالبية المواد الغذائية لأنفسهم.