كيف تحافظ على صحة أسنانك وفمك في رمضان؟
العناية بالفم والأسنان أمر لا غنى عنه في رمضان، وذلك لتجنب مشكلات مثل جفاف الفم والرائحة السيئة وتراكم البكتيريا.
مع أداء فريضة الصيام، يتجه البعض لإهمال العناية بالفم والأسنان واللثة، على اعتقاد أنها لن تتعرض لأي ضرر بسبب التوقف عن تناول الطعام والشراب في نهار رمضان..
على العكس، يمكن اعتبار شهر رمضان الفضيل فرصة للعناية بصحة الفم والأسنان، مع امتناع الصائم عن تناول السكريات أو التدخين..
الأمر يتحول إلى ضرورة مع مواجهة الصائم لبعض مشكلات الفم، مثل الجفاف والرائحة غير المرغوبة، نظرًا لالتصاق البخار الصاعد من المعدة الخاوية بالأسنان واللثة.
لذا، يجب على الصائم أن يهتم بنظافة الفم والأسنان واللثة واللسان خلال الصوم وبعد تناول وجبتيّ الإفطار والسحور. وينصح الأطباء بالمداومة على غسل الأسنان واللسان بالفرشاة، مع الحرص على عدم وضع المعجون أو ابتلاع مياه المضمضة أثناء ساعات الصيام، إذ يساعد تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط مرارًا على التخلص من البكتيريا التي تؤدي لتسوس الأسنان وأمراض اللثة.
ويحذر رئيس اللجنة التثقيفية الإعلامية بنقابة أطباء الأسنان الأردنية، الدكتور معين حداد، من أن عدم غسل الأسنان يسهم في التصاق أعداد كبيرة من البكتيريا بها طوال نهار رمضان، ومن ثم تكوين صفائح بكتيرية (طبقة البلاك)، مما قد يؤدي إلى تآكل سطح مينا الأسنان وبالتالي التسوّس.
ويلاحظ أن جفاف الفم يوفر مناخًا مثاليًا لتكاثر البكتيريا، ومن ثم ظهور رائحة غير مرغوب فيها.
وعادةً ما يحافظ اللعاب على رطوبة الفم والتخلص من بقايا الطعام العالقة التي قد تقود للتسوس، كما يذيب مركبات الكبريت المتطايرة المسببة للرائحة الكريهة، لذا يُنصح بشرب 8 أكواب من الماء على الأقل من الإفطار وحتى السحور، لأن المياه تحافظ على رطوبة اللثة والجسم كله، وهي أفضل وسيلة لتحفيز إفراز اللعاب.
وفي بعض الحالات، تبقى رائحة الفم الكريهة رغم تنظيف الفم والأسنان واللسان بالفرشاة والخيط، وعندها يمكننا اللجوء إلى غسول للفم (الغرغرة) بعد السحور، فهو يحتوي على ثاني أكسيد الكلور الذي يساعد في التخلص من رائحة الفم الكريهة، عبر مهاجمة مركبات الكبريت المتطايرة.
ولا يمكننا إغفال السواك كسنّة نبوية مرغب فيها في جميع الأوقات، إذ إن له فوائد عظيمة، ومنها المساعدة في قتل البكتيريا الضارة التي تتراكم على الأسنان، وإزالة طبقة "البلاك" وبالطبع تنظيف وتنقية الأسنان.
الجدير بالذكر أن بعض المأكولات والمشروبات تساعد أيضًا على العناية بالفم والأسنان، لذا من المفضل إدراجها على مائدتي الإفطار أو السحور، ومن بينها: الشاي الأخضر، الذي يحتوي على مواد تقتل بكتيريا الفم ومن ثم توقف الرائحة الكريهة، كما أن البقدونس والنعناع يساعدان في التخلص من روائح الفم، فيما يحمي الكيوي اللثة ويجعلها أكثر قدرة على مكافحة الجراثيم، بينما تستخدم بذور السمسم لمنع تكوين طبقة "البلاك".
ويوصي طبيب وجراح الأسنان المصري، الدكتور محمد عبد القوي، بتجنب شرب الماء شديد البرودة أو المثلج على الإفطار أو السحور، لما قد يسببه من حساسية للأسنان والتهابات في البلعوم والحلق، كما ينبه إلى ضرورة الإقلال من تناول الحلويات والمشروبات التي تحتوي على نسبة سكريات عالية، والتي تعد عاملًا أساسيًا في الإصابة بتسوس الأسنان، فيما يؤكد أهمية المضمضة المتكررة ضمن الوضوء، والتي تسهم في التخلص من جفاف الفم، مع الحرص على عدم ابتلاع المياه أثناء الصيام.