هل يمكن أن يستوعب غيرنا منجز القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه بأسلوبنا، نحن شعب الإمارات، وعلى طريقتنا؟
حين يحضر زايد الخير في حياتنا دائماً هذا الحضور البهي، وحين يحضر في ذكراه خصوصاً هذا الحضور الأبهى، فهي الإشارة القوية إلى حقيقتين ناصعتين: زمن هو أجمل الزمن، وعلاقة مع الزمن تحقق أخباره بل أسراره على نحو لافت غير مسبوق، فلا يعود لليوم والشهر والسنة والعقد المعنى المتداول نفسه، وليست إلا مقارنة زمن زايد بالزمن كله، زمن غيره ثم الزمن في مطلق معناه. ترى لو لم نكن الشهود على ما حدث هل نصدق؟
هل يمكن أن يستوعب غيرنا منجز القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه بأسلوبنا، نحن شعب الإمارات، وعلى طريقتنا؟
12 عاماً على غياب والدنا وقائدنا وحكيم العرب، وحضوره القوي ينير دروب المدلجين نحو درجات الشرف ومراتب السؤدد، فيما نهج مرحلة التمكين على يد القائد الفذ صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، يترسخ يوماً بعد يوم، خالقاً زمنه الجديد المتصل بزمن زايد الخير، والمبني أساساً على منجزه المعجز.
ما نراه اليوم، هو بكل المعاني، بعض غرس الشيخ زايد، ولا ينصرف القصد هنا إلى نهضة العمران بقدر انصرافه إلى نهضة المعنى على أهميتهما معاً، لكن الجانب القيمي في عمل الشيخ زايد نبراس لا لمعاصريه فقط، ولا لأجيال الإمارات الطالعة، بل للعرب، كل العرب، وللإنسانية جمعاء.
ولو أن الزمن العربي الحديث والمعاصر نظر إلى تجربة الشيخ زايد في الإمارات بعين النظر والتأمل والمحاكاة لكان حال العرب غير الحال، ولكان مآلهم غير المآل، يكفي في هذا المقام القيام بمراجعة لما شهده الوطن العربي منذ البواكير الأولى لتولي زايد الخير مقاليد الحكم في أبوظبي، ثم توليه، طيب الله ثراه، رئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة، ومقارنة ما تحقق في الإمارات بما تعرضت له مناطق متعددة من الوطن العربي الكبير من اضطرابات ونزاعات، ومن تخلف وضياع ثروات وإهدار إمكانيات، حتى يتوصل المرء، بسهولة إلى حقيقة زمن زايد، وكيف أنه صنع الفرق، ومهد لشعبه طريق الأمل والتقدم والسعادة، حتى أصبح الرغد مطوقاً بالأمن والاستقرار والعدل والمعرفة والثقة واليقين عنوان دولة الإمارات، وبوصلتها المؤدية إلى جهة وحيدة: النجاح والتفوق.
وبعد عقد وعامين على غياب الوالد القائد، تشعر دولة الإمارات، وطناً وقيادة وشعباً، بأنها أكبر، وبأن دورها العربي والإنساني يتعاظم ويصبح أكثر تأثيراً. دولة الإمارات دولة حقيقية متكاملة الملامح والأركان، وأنموذج حي للدولة العربية الوطنية التي تحقق تنمية لافتة، وفي الوقت نفسه، تتقدم في ساحات العزة بجيشها الباسل، وتكرس على المستوى الوطني والعربي قيمة التضحية والعمل.
بعد عقد وعامين يحضر أعز وأغلى الناس ولا يغيب، ويملأ الدنيا ويشغل الناس، ويحقق المعنى العميق في سيرة أبنائه الشيوخ والمواطنين، ويحقق خير الوصية في رشد الحكم، وفي الأداء الأمثل لأركان القيادة السياسية: صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأدامه أعواماً مديدة وهو يرفل في ثياب الصحة والعافية، وإخوانه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات.
رحم الله زايد الخير، وأجزل له العطاء على ما قدم لشعبه وأمته والإنسانية جمعاء، وحفظ دولة الإمارات مرفوعة الغاية والراية، عزيزة الصوت والصيت والجانب.
نقلاً عن صحيفة "الخليج" الإماراتية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة