انقسام أمريكا رقميًا.. معركة ترامب وكلينتون نموذج
شبكة الإنترنت ساهمت في تسميم الحياة السياسة، ووسائل الإعلام الاجتماعي زادت انقسام واستقطاب المجتمع الأمريكي.
شبكة الإنترنت ساهمت في تسميم الحياة السياسة الأمريكية، إلا أن وسائل الإعلام الاجتماعي التي "ابتلي بها" البشر منذ ظهورها، زادت انقسام واستقطاب المجتمع الأمريكي.
هذه وجهة نظر طرحها الكاتبان نيال جابلر، وبيل مويرز في مقال نشرته مجلة "صالون" الأمريكية، اتهما فيه وسائل الإعلام الاجتماعي بأنها فاقمت اغتراب الأمريكيين.
وقد يرى البعض في معركة دونالد ترامب وهيلاري كلينتون الانتخابية نحو البيت الأبيض نموذجا لهذا الانقسام الرقمي.
وقال الكاتبان "عندما نتحدث عن تأثير وسائل الإعلام على خطابنا السياسي، نشير عادة إلى الطريقة التي تقدم بها تقارير السياسة، وهناك، بطبيعة الحال، الكثير من الطرق الأخرى التي تتدخل فيها وسائل الإعلام في العملية السياسية، من إعلانات، وتنظيم، وبناء مجتمع إلى جمع التبرعات، وكلها تلعب دورًا رئيسيًا في انتخاباتنا".
إلا أنهما اعتبرا أن التأثير الأكبر ربما يعزى إلى الطريقة التي تغير بها وسائل الإعلام تفكيرنا حول السياسة ليس فقط الروايات التي غالبًا ما تشكل آراءنا بشكل حاسم في ترامب أو كلينتون أو ساندرز، ولكن أيضًا في السياق النفسي الذي نتصور به عالمنا وأنفسنا.
وأشارا إلى أنه على مدى السنوات الثلاثين الماضية أو نحو ذلك، كان الانقسام والشلل والغضب الشديد وتفسخ السياسة كآلية للتسوية والتعاون، منتج جماعة يمينية نشيطة تخلط العناد بالمبدأ، ولكنهم أيضًا نتاج بيئة إعلامية جديدة حولتنا بمهارة بطريقة تعزز الأشياء التي نندم عليها في حياتنا السياسية اليوم.
وبحسب الكاتبين، من المستحيل القول إذا كانت وسائل الإعلام أدخلت أساسًا سياسيًا جديدًا أو عكست، وكثفت ما يختمر بالفعل، ربما قليلًا من كل منهما.
ولفتا إلى أنه فيما مضى بسبب جميع الاختلافات، عاش الأمريكيون في مجتمع كان في نواح كثيرة مرتبطًا بوسائل الإعلام، واليوم، بدرجة معينة بسبب وسائل الإعلام، لا يفعلون ذلك.
وبحسب الكاتبين، معظمنا يعرف كليشيهات على غرار: وسائل الإعلام الاجتماعي تساهم في مزيد من السطحية واشتباك فكري أقل، والمزيد من الاندفاع، والمزيد من الرأي والقليل من الحقائق، وربما الأكثر أهمية مزيد من الاستقطاب، بحيث يعثر ذوو التفكير المتشابه على بعضهم البعض، ويشعلون تحيزات وشكاوى أحدهم الآخر.
واتهما الإنترنت ووسائل الإعلام الاجتماعية بأنها قد غذّت الاستقطاب، أو ربما يكون الوصف الأكثر دقة "التقسيم".
ووفقًا للكاتبين، تلك ليست الطريقة التي ينظر بها أتباع الإنترنت إلى وسائل الإعلام الاجتماعي، فبالنسبة لهم، "فيس بوك"، "تويتر"، "سناب شات"، و"أنستقرام"، وجميع التطبيقات الأخرى طرق للاتصال، وليس الانفصال.
ورأى الكاتبان أنه وسط موجات العالم الرقمي بتحديثاته المستمرة، وصور "السيلفي"، وتركيز الأخبار على العوامل الخارجية، أصبحنا مفككين عن العالم الكبير وعن أنفسنا الأكثر واقعية، فنحن أنفس افتراضية، خلقت لتصديرها للعامة.
وتوقعًا أنه إنه في ظل هذه الظروف، لا يمكن أن يتواجد نظام سياسي صحي حقًّا، أو أفراد أصحاء أيضًا.
واختتما بالقول بلدنا ساخط للغاية اليوم، والعالم على ما يبدو ساخط، أيضًا، ونحن عادة نعزو ذلك إلى الضغوط الاقتصادية، وعدم المساواة، والعولمة، والاستضعاف المشتبه بهم المعتادين.
ولكن هذا الشعور بالضيق الناجم عن وسائل الإعلام التي ابتلينا بها، ربما يكون القلق من الوحدة في وقت ليس فقط فقدنا بعضنا البعض، وإحساسنا بأنفسنا، والمرساة الوحيدة التي ربما تجعل لنا جذرًا في العاصفة، ونحن ننجرف على غير هدى؛ البعض من العالم الرقمي، والبعض داخل هذا العالم، وهكذا هي حياتنا السياسية.
aXA6IDE4LjIxOS4yNTMuMTk5IA== جزيرة ام اند امز