بهمسة إنسانية أوجهها لبعض الحكومات التي تخلت عن رعاياها في دول مختلفة، أن تتخذ من الحكومة الإنسانية في دولة الإمارات مثالا وقدوة
إن مصطلح "الحكومة الإنسانية" لا يمكن أن ينصرف إلاّ لحكومة واحدة على الخارطة الدولية وهي حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، فإذا قيل قديماً إنك تعرف معادن الرجال في الشدات، فالحكومة الإنسانية في الإمارات أعطت مفهوماً بأنك تعرف معادن الحكومات في الأزمات.
منذ الأيام الأولى لجائحة كورونا (كوڤيد-19) عندما جزعت الكثير من الدول من تفشي هذا الوباء، وقفت الحكومة الإماراتية و بكل ثبات و ثقة لمواجهة هذه الجائحة التي ضربت العالم، و خرج صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ولي عهد أبوظبي ليطلق عبارته الشهيرة و التي سيحفظها التاريخ "لا تشلون هم" و كأنه بلسم خفف من هلع الناس و قلقهم، لتبدأ دولة الإمارات بتوفير كل الجهود الإنسانية التي كانت محط إعجاب و إشادة العالم، حتى أن بعض الشعوب في العالم جعلت جهود الحكومة الإماراتية معياراً و مقياسا للعمل الذي يجب أن تقوم به الحكومات تجاه شعوبها و الإنسانية.
الحكومة الإماراتية كانت أمام تحدٍ أكبر و هي تحتضن عددا كبيرا من الجنسيات المختلفة التي لها ثقافاتها المتنوعة، و رغم ذلك فإنها لم تتخل عن أحد.
كما أشادت الكثير من المنظمات الدولية والدول التي تصنف بأنها دول عظمى، و كذلك الدول الأخرى بما قامت به حكومة الإنسانية في الإمارات من جهود لن تمحى من ذاكرة التاريخ، و مما يشد الانتباه كيف أن هذه الحكومة الإنسانية تترفع عن بعض الأذى الذي تسببت به دول بعينها و تقوم بإرسال المساعدات الإنسانية لها في هذه اللحظات العصيبة التي يعيشها العالم، بعيداً عن مبدأ تصفية الحسابات الذي تمارسه بعض الدول الانتهازية، فالمساعدات الإنسانية لم تستثني الإنسان أينما كان في إيران و الصومال والدول الكبرى كالولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا و إيطاليا و الكثير من الدول التي أشادت حكوماتها بالدور الإنساني الإماراتي.
كما هو واضح أن الحكومات في العالم اتخذت صورا عدة لمواجهة كورونا، فهناك دول عرفت بصرامتها و استخدام القوة مع شعوبها لمواجهة كورونا، و هناك حكومات تراخت في اتخاذ الإجراءات المناسبة لمواجهة الوباء فتفاقمت أعداد الضحايا لديها، و قد تكون هناك دول استطاعت أن تسيطر على مرض كورونا و ذلك بفضل النسيج الاجتماعي المحدود جداً لتلك الدول و تقارب الثقافات بين كل مكونات الشعب الواحد.
أما الحكومة الإماراتية فكانت أمام تحدٍ أكبر و هي تحتضن عددا كبيرا من الجنسيات المختلفة التي لها ثقافاتها المتنوعة، و رغم ذلك فإنها لم تتخل عن أحد و وفرت للجميع وسائل الوقاية من هذا المرض و علاجهم، كما لم تدخر جهدا لحمايتهم من توفير كافة الوسائل التوعوية التقليدية منها و المبتكرة، حتى أنها خاطبت بعض هذه الفئات بلغاتهم من خلال طائرات مسيرة و إرسال الرسائل النصية بلغاتهم عبر هواتفهم الذكية و غيرها من وسائل الحماية، و نجحت جهودها في غضون أسابيع قليلة إلى الوصول للرقم "صِفْر حالة" في أحد الأحياء التي يرتادها الكثير من الجنسيات المختلفة، و التي زاد فيها نسبة انتشار الوباء مما كان له الأثر الطيب على مرتادي تلك المنطقة الذين هتفوا مباركين لهذه الجهود الجبارة.
و قد تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي كيف أن كثيرا من الجاليات التي تقيم في دولة الإمارات عبرت عن شكرها و امتنانها للجهود الإماراتية لحمايتهم، و خروجهم بشكل عفوي و هم ينشدون من شرفات منازلهم النشيد الوطني الإماراتي، في الموقف الذي عبر عنه رجل الإنسانية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن عيناه اغرورقت بالدموع متأثراً بهذا الموقف الجميل.
وبهمسة إنسانية أوجهها لبعض الحكومات التي تخلت عن رعاياها في دول مختلفة، أن تتخذ من الحكومة الإنسانية في دولة الإمارات مثالا و قدوة، فالحكومة الإماراتية و منذ اللحظات الأولى لهذا الوباء قامت بإجلاء مواطنيها من كل دول العالم، لأنها تدرك مهما كانت لتلك الدول من إمكانيات إلاّ أن الأولوية ستكون لمواطنيها في مثل هذه الظروف الاستثنائية، فلهذا لم تتخل الحكومة الإنسانية في الإمارات عن مسؤولياتها بإجلاء مواطنيها و رعايتهم.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة