الطفل الفلسطيني أحمد أبو عابد.. أصغر شهداء مسيرة العودة
رصاصة واحدة متفجرة أطلقها قناص إسرائيلي تناثرت شظاياها لتصيب الطفل أبو عابد بـ 20 شظية في بطنه وشظيتين في يده
بعد 5 أيام من الصراع مع الألم والجراح الخطيرة، رحل الطفل الفلسطيني أحمد أبو عابد شهيدا متأثرا بإصابته الخطيرة برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي ليسجل أصغر شهداء مسيرة العودة في قطاع غزة.
لم يشفع عمر الطفل أبو عابد الذي لم يتجاوز 4 سنوات له أمام قناصة الاحتلال فأطلقوا النار تجاهه وأصابوه مع والده و4 آخرين خلال مشاركتهم في تظاهرات العودة شرق بلدة خزاعة شرقي خانيونس جنوب قطاع غزة.
رصاصة واحدة متفجرة أطلقها قناص إسرائيلي تناثرت شظاياها لتصيب الطفل أبو عابد بـ 20 شظية في بطنه وشظيتين في يده، والشظية الأخطر في عينه، وأصابت والده بعدة شظايا في يده ورجله، فضلا عن إصابة 4 آخرين كانوا يتواجدون في المنطقة.
يتوجع ياسر أبو عابد (36 عاما) والد الشهيد الطفل على فقد فلذة كبده أكثر من توجعه من أثر إصابته، ويحتضن بيده اليسرى جثمان طفله الذي لف بالعلم الفلسطيني في حين يده اليمنى معلقة في رقبته بعد إصابتها بالشظايا.
الرصاصة القذيفة!
يروي الوالد الجريح لـ"العين الإخبارية" تفاصيل ما حدث: "توجهنا للمشاركة في مسيرة العودة، كان طفلي أحمد يمسك يدي ويسحبني للسير مقابل تجمع المتظاهرين شرق خزاعة.. كانت الأمور هادئة ونحن نبعد عن الشريط الحدودي مئات الأمتار".
صمت لحظات قبل أن يضيف "فجأة سمعت صوت إطلاق نار وشعرت أنني أصبت بعدة شظايا ولاحظت كذلك إصابة طفلي أحمد وآخرين في المكان".
"كانت رصاصة واحدة ولكنها أشبه بقذيفة نثرت عشرات الشظايا وأصابتني مع طفلي والآخرين".. يقول والد الشهيد، مبينا أن طفله أصيب بعشرين شظية في بطنه وشظيتين في يده وشظية هي الأخطر في عينه اليمنى نقل على إثرها للعلاج في المستشفى وبقي يصارع الموت حتى نال الشهادة مساء الثلاثاء الماضي.
لماذا قتلوه؟
لماذا قلتوه؟ يتساءل والد الشهيد: "نحن كنا نتظاهر سلميا، لم نشكل نحن أو غيرينا أي خطر على الاحتلال الذي أطلق النار تجاهنا دون مبرر!".
وأضاف "نحن طلاب حرية، ونتظاهر لأننا نريد أن نعود لأرضنا وبلادنا ونكسر حصارنا ونعيش مع أطفالنا كباقي العالم.. فلماذا هذا القتل ضدنا؟".
عصفور الجنة
بالنسبة لوالدة الشهيد؛ فأحمد عصفور من عصافير الجنة، ولكنها لا تتوقف عن الدعاء على قتلته من قوات الاحتلال.
تتحدث بتأثر لـ"العين الإخبارية" عن اللحظات الأخيرة للشهيد: "طلب أن يتناول الكيكة، قبلني عدة قبلات، رفض أن ينام بعد الصلاة وأصر على الذهاب ليشارك في المسيرة".
حاولت الأم منع طفلها، ولكن إصراره دفع والده لاصطحابه إلى المسيرة شرق بلدة خزاعة شرقي خانيونس، دون أن يخطر في بالهما أنه سيكون هدفا لقناصة الاحتلال.
تترقرق الدموع في مقلتي أم الشهيد وهي تقول: "طفلي صغير، الحدود بالنسبة له نزهة ليس أكثر، فلماذا قتلوه؟".
الأب والأم يأملان أن ينتصر العالم لأطفال فلسطين ويفعل الإجراءات القانونية لإلزام الاحتلال بوقف استهدافهم بل ومحاسبتهم على جرائمهم ضد أشبال وزهرات فلسطين.
وفق معطيات فلسطينية رسمية فإن الطفل أبو عابد، هو الأصغر بين 43 طفلا استشهدوا في قطاع غزة منذ انطلاق مسيرة العودة، في 30 مارس/ أذار الماضي.
وواجهت قوات الاحتلال المسيرة بقوة مفرطة وعنف شديد تسبب باستشهاد (251) شهيداً، من بينهم (11) شهيداً تواصل سلطات الاحتلال احتجاز جثثهم منهم (3) أطفال، وفق تقرير لمركز الميزان لحقوق الإنسان، الذي أشار إلى أن بعض الشهداء سقطوا في اعتداءات إسرائيلية غير مسيرة العودة.
وقبيل لحظات الوداع الأخيرة لوداع الشهيد نثرت الورود على جثمانه الصغير الذي لف بالعلم الفلسطيني وودعته عائلته بالدموع والقبلات، قبل أن يجري تشييعه بمشاركة الآلاف، الأربعاء، وسط مظاهر غاضبة.