"العين" في منزل سنونو.. قصة نجاح فلسطينية من تحت الركام
كاميرا بوابة "العين"، زارت الفلسطينية صابرين سنونو، التي جسدت قصة نجاح لمشروعها الذي جاء من تحت ركام منزلها المدمر بفعل الحرب على غزة.
السيدة صابرين سنونو، فلسطينية نجحت في تحقيق حلمها بتوسيع مشروعها الخاص الذي أطلقته مطلع العام الجاري بجهود ذاتية بحتة، بإنشاء مطبخ خاص داخل منزلها المستأجر أسمته "مطبخنا غير".
كاميرا بوابة "العين" الإخبارية، زارت "سنونو" في منزلها المستأجر، لتتعرف عن قرب على قصة نجاح مشروعها الذي جاء من تحت ركام منزلها المدمر بفعل الحرب الإسرائيلية، نظرًا لنوعية فكرته، والظروف التي مر بها هذا المشروع، حتى بات حديث وسائل الإعلام المحلية والدولية.
تقول صابرين سنونو، "38 عاما"، إن فكرة مشروعها جاءت في ظل الأوضاع الصعبة التي مرت بها هي وأسرتها المكونة من 6 أفراد، بعدما تعرض منزلها للقصف والتدمير من قبل طائرات الاحتلال الإسرائيلي في الحرب الأخيرة على قطاع غزة عام 2014، لتجد نفسها هي وأسرتها بلا منزل يؤويهم، قبل أن تنجح في الحصول على منزل بالإيجار في منطقة تل الهوا جنوب مدينة غزة.
وتضيف سنونو، في حوارها مع بوابة "العين" الإخبارية، أن فكرة مشروعها جديدة على السيدات الغزاويات، لكنها تشجعهن على القيام بها والاستفادة من تجربتها التي وصفتها بـ"الناجحة"؛ حيث اتخذت من مطبخها الخاص في منزلها المستأجر مشروعًا أطلقت عليه اسم "مطبخنا غير"، قبل أن ينتشر سريعًا من خلال تدشينها صفحة رسمية عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"أنستقرام"، تستقبل من خلاله طلبات الزبائن وربات البيوت؛ حيث يتولى نجلها الأكبر محمود متابعة واستقبال كل الطلبات ونقلها لوالدته.
وتشير سنونو، والتي يحلو للجميع مناداتها بـ"الشيف"، إلى أن مطبخها الصغير وبإمكانيات بسيطة يقوم بتجهيز كل المأكولات الشرقية والغربية، بناءً على طلب الزبائن، بأسعار معقولة ومناسبة لجميع الفئات في المجتمع الفلسطيني الذي وصفته بأنه يعاني الأمرين جراء الأوضاع الاقتصادية المتردية، والحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة.
وصادف زيارة بوابة "العين" للشيف "سنونو" تجهيزها لـ"كعك" العيد؛ حيث كانت منغمسة هي وأسرتها ومساعدة لها في التحضير والتجهيز لـ"الكعك" الذي يقبل عليه الغزاويون بشكل كبير، موضحة أنها اضطرت لإيقاف الطلبات الخاصة بالمأكولات المختلفة، وركزت كل عملها على "الكعك" حتى نهاية فترة العيد.
وتسهم "سنونو" في توفير فرص عمل لبعض السيدات، من خلال مطبخها؛ حيث تقوم بجلب عدد منهن للعمل معها في بعض الأوقات التي يشهد فيها المطبخ طلبات عديدة، موضحة أنها تشعر بأهمية ذلك عندما تساعد الأخريات اللواتي يعانين ظروفًا معيشية صعبة مثلها.
وتعاني "سنونو" من عدة معوقات تؤثر على عملها في مطبخها الخاص، لكنها لن تيأس من ذلك؛ حيث مشكلة انقطاع التيار الكهربائي من جهة، ونقص غاز الطهي من جهة أخرى، وهي مشكلات عامة تؤرق أهالي غزة، إلى جانب صغر حجم المكان الذي تقوم به بعملها، وأثرت بشكل كبير على عملها، لكنها ترفض الاستسلام، وتؤكد أنها ستبقى ماضية في عملها الذي نجحت من خلاله في المساهمة في تخفيف الأعباء المالية على زوجها الذي يعيل الأسرة، إلى جانب متطلبات أبنائها الجامعيين.
ويقول محمود سنونو، نجل صابرين، إنه يساعد والدته في استقبال طلبات الزبائن؛ حيث يقوم بالتنسيق بينها وبين الزبائن لاستلام المطلوب من المأكولات.
ويؤكد محمود، في حديثه مع بوابة "العين"، أهمية هذا المشروع الذي شكل مصدر دخل لعائلتهم بعد تدمير منزلهم جراء الحرب الأخيرة على قطاع غزة.
أما منة سنونو، ابنة صابرين، فقد عبرت عن سعادتها بمساعدة والدتها، موضحة أن هذا الأمر أسهم كثيرًا في تخفيف أعباء الأسرة التي عانت كغيرها من الأسر التي قصفت منازلها في الحرب الأخيرة على غزة.
وتضيف "منة" أنها ترى في والدتها صابرين قدوة ومثالًا يحتذى به، معربة عن أمنيتها أن تحقق حلمها وتفتتح في المستقبل مطبخًا كبيرًا على شاكلة مهنة والدتها.