عام 2018.. أبرز 5 بؤر رئيسية للصراعات في الشرق الأوسط
التدخل الأجنبي مثّل القاسم المشترك بين بؤر النزاعات في سوريا وفلسطين والعراق وليبيا واليمن.
على الرغم من تعدد الاضطرابات التي شهدها العالم خلال عام 2018، إلا أن الصراعات في منطقة الشرق الأوسط تركزت بشكل رئيسي في 5 بؤر أساسية، هي سوريا والعراق وفلسطين واليمن وليبيا، وهي البلدان التي شهدت تحولات كبيرة في طبيعة النزاعات على مدار العام.
ومثل التدخل الأجنبي قاسماً مشتركاً بين البؤر الخمس، عبر استمرار انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، والعدوان التركي على سوريا، والقطري التركي على ليبيا، و التدخلات الإيرانية السافرة في الشؤون اليمنية و العراقية.
عفرين السورية .. احتلال تركي
استقبل السوريون عام 2018 بعدوان تركي شكل فصلاً جديداً من فصول الأطماع التوسعية المنقادة بأوهام عثمانية في المنطقة.
ففي يناير أطلقت أنقرة العملية العسكرية "غصن الزيتون" ضد مواقع قوات سوريا الديمقراطية شمالي البلاد، مما أسفر عن سقوط ضحايا وتشريد الآلاف.
غوطة دمشق الشرقية
في فبراير من العام 2018 شنت قوات النظام السوري قصفاً عنيفاً على الغوطة الشرقية ما أدى لمقتل نحو 100 شخص بينهم 20 طفلاً، تلتها علمية إجلاء 243 ألف مسلح خلال الممر الإنساني لتخفيف الحصار على المنطقة.
فلسطين .. مسيرات العودة واقتحام المسجد الأقصى
لايمكن الحديث عن فلسطين في العام 2018 دون التوقف لدى مسيرات العودة التي انطلقت في الـ30 من مارس على حدود غزة في الذكرى الـ42 ليوم الأرض، ومازالت مستمرة حتى اليوم.
وقدم الفلسطينيون 255 شهيدا بينهم 44 طفلا كما أصيب نحو 24 ألفا في مظاهرات العودة، كذلك اقتحم نحو 28 ألف مستوطن المسجد الأقصى خلال 2018.
كما شهد عام 2018 نقل الولايات المتحدة الأمريكية سفارتها في إسرائيل من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة، وهو ما قوبل برفض عربي ودولي واسع، وأسفر عن احتجاجات عمت فلسطين.
ليبيا .. هزيمة الإرهاب في درنة
لم تتوقف الضربات المتتالية التي يوجهها الجيش الوطني الليبي للجماعات الإرهابية المدعومة من قطر وتركيا طوال عام 2018، بيد أن قاصمة الظهر للمشروع الإرهابي في البلاد كانت بتحرير مدينة درنة، بعد 7 أعوام من سيطرة الإرهابيين عليها.
وبالمقابل مثلت المليشيات الإرهابية المسلحة المسيطرة على العاصمة مهدداً حقيقياً لمستقبل البلاد، وعقب سلسلة من التفجيرات والهزات الأمنية المتعاقبة أتى حادث تفجير مقر وزارة الخارجية الليبية التابعة لحكومة الوفاق الوطني الأخير في طرابلس، ليؤكد الفشل الذريع للترتيبات الأمنية التي وضعها رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج.
اليمن.. عام الانتصار على الحوثي
بالنسبة لليمنيين مثل عام 2018 نقطة تحول كبيرة في حربهم على المشروع الحوثي الإيراني، بما تحقق من انتصارات على مليشيا الانقلابية التي فقدت سيطرتها على عدة مناطق، على وقع انتصارات يومية حققها التحالف العربي لدعم الشرعية والجيش اليمني في كافة الجبهات انطلاقاً من معقلهم في صعدة ومروراً بتعز وصولاً للحديدة التي سطرت فيها المقاومة اليمنية ملاحم خالدة في ردع مشروع طهران التوسعي.
الانتصارات المتعاقبة طوال العام لقوات التحالف والشرعية اليمنية مقابل الخسائر المتصاعدة لعملاء إيران دفعت مليشيا الحوثي الانقلابية للجلوس إلى طاولة المفاوضات للمناورة ومداراة الهزيمة في سبتمبر الماضي بجنيف، وسرعان ما أفضى تعنتها إلى فشل جولة المفاوضات، لتبسط الحكومة الشرعية أياديها للسلم مجدداً عبر مفاوضات السويد التي توصلت لاتفاق الحديدة في ديسمبر الجاري، وهو الاتفاق الذي مازالت المليشيا الحوثية الإرهابية مستمرة في خرق بنوده حتى اليوم .
العراق.. كسر ظهر داعش وصد تدخلات إيران
عقب هزيمة العراقيين لداعش في يوليو 2017، مثل عام 2018 عام كسر الظهر للتنظيم الإرهابي الذي تكبد خسائر كبيرة في بلاد الرافدين.
ولم يكتف العراقيون بهزيمة داعش فقط، ففي الثامن من يوليو الماضي انطلقت احتجاجات ضخمة ضد التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للبلاد، من مدينة البصرة لتنتشر موجتها وتشمل كافة مدن الجنوب وصولاً إلى العاصمة بغداد.
aXA6IDMuMTQ3LjEwNC4xOCA= جزيرة ام اند امز