خبراء لـ"العين": تسلل مواطن إسرائيلي لغزة له أهداف أمنية بحتة
قضية تسلل مواطن إسرائيلي من أصول عربية إلى غزة، تبدو غامضة بشكل كبير، في ظل صمت حركة حماس حول مصيره.
لا تزال قضية تسلل مواطن إسرائيلي من أصول عربية إلى قطاع غزة، غامضة بشكل كبير، في ظل صمت حركة حماس التي تسيطر على غزة، وفصائل المقاومة، حول مصيره الذي بات مجهولًا للجيش الإسرائيلي الذي كثف على مدار الأيام الثلاثة الماضية من بحثه المستمر باستخدام طائرات الاستطلاع وعملائه ووسائله التكنولوجية دون العثور على أية تفاصيل حوله.
واستنفر الجيش الإسرائيلي، على مدار الأيام الماضية، في أجواء غزة وعبر حدودها الفاصلة مع إسرائيل، من خلال الطائرات التي لم تفارق أجواء القطاع، علاوة على بعض التحركات العسكرية على تخوم غزة، بحثًا عن أي خيط فيما يخص هذا المواطن المتسلل الذي كشفت إسرائيل عن هويته بأن أحد مواطنيها من أصول عربية من سكان منطقة بئر السبع، وادعت بأنه مختل عقليًا.
ويعد هذا الإسرائيلي الثالث الذي يتسلل عبر حدود غزة في غضون العامين الماضيين، بعد الإسرائيلي ابراهام منغستو وهو أصول إثيوبية، وإسرائيلي آخر من أصول عربية يدعى هاشم السيد، بالإضافة إلى الإسرائيلي الأخير وهو جمعة أبو غنيمة وهو من أصول عربية؛ حيث فشلت إسرائيل حتى الآن في الحصول على أي معلومات عنهم وعن مصيرهم.
وأكد الخبير العسكري الفلسطيني، اللواء سهيل القدوة، أن دخول المواطن الإسرائيلي الذي لم تعرف طبيعة عمله حتى الآن، صعب للغاية دون أن يعلم الجيش الإسرائيلي الذي يسيطر بشكل كامل على الحدود مع غزة، مضيفًا أن هناك علامات استفهام حول نجاح هذا الإسرائيلي في الدخول لغزة.
وقال اللواء القدوة، في حديثه مع بوابة "العين"، إن الحديث عن ذلك من منظور أمني وعسكري استخباراتي له العديد من الفوائد والأهمية التي يبحث عنها الجانب الإسرائيلي، مستبعدًا الرواية الإسرائيلية حول أن هذا المواطن ليس بمختل أو مجنون كي يدخل طوعًا لغزة.
وأشار إلى أن هناك احتمالية أن يكون هذا المواطن مرسلًا من الجانب الإسرائيلي لرصد معلومات وأماكن معينة فيما يخص قضية الأنفاق والجنود المفقودين في غزة.
وأوضح الخبير العسكري الفلسطيني، أن هذا الدخول المفاجئ والإعلان الإسرائيلي الأحادي الجانب عن تسلل ودخول هذا الإسرائيلي له أهمية خاصة لدى الإسرائيليين الذين يبحثون عن شماعة جديدة تعلق عليها جرائمها القادمة بحق الشعب الفلسطيني.
ولفت إلى أنه من المحتمل أن يحمل هذا المواطن الإسرائيلي جهاز تعقب داخليًا قد زرع بداخله من أجل معرفة مصير الجنود المفقودين في غزة لدى فصائل المقاومة أو التعرف على أماكن أسرهم، مؤكدًا أن فصائل المقاومة تعي جيدًا هذه الخدع الإسرائيلية المعروفة سلفًا للجميع.
وأكد الخبير العسكري الفلسطيني، أن الأيام المقبلة ستحمل ما هو جديد في هذا الشأن، في ظل المعطيات التي قد تتكشف لاحقًا، خصوصًا في ظل صمت حركة حماس والفصائل حول هذا الموضوع.
بدوره، عزى مصطفى ابراهيم، وهو محلل سياسي فلسطيني مختص في الشؤون الإسرائيلية، عدم إعلان حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة أو حتى أي من فصائل المقاومة أية تفاصيل عن هذا المواطن الإسرائيلي لدواعٍ أمنية بحتة، مؤكدًا أن هناك عدة احتمالات قد تدفع حركة حماس وفصائل المقاومة لعدم الحديث عن هذا الأمر.
واعتبر إبراهيم، في حديثه مع بوابة "العين"، أن هناك عدة احتمالات تجعل حماس والفصائل تلتزم الصمت فيما يخص هذا الإسرائيلي، من بينها فحص هويته، والتأكد من بعض الجوانب التي دفعته لهذا التسلل صوب قطاع غزة.
وأضاف أن ثمة اعتبارات أخرى؛ من بينها أن يكون هذا المتسلل مدفوعًا من قبل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أو لرصد معلومات مهمة قد تفيدهم في قضية الجنود المخطوفين في قطاع غزة، والتي ترفض حركة حماس تقديم أية معلومات عنهم دون أي مقابل.
ورأى المختص في الشؤون الإسرائيلية، الرواية التي ساقها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي فيما يخص قضية تسلل هذا المواطن بأنها غير منطقية، متسائلًا عن كيفية نجاح شخص الدخول من الجانب الإسرائيلي صوب غزة دون أن تعترضه القوات الإسرائيلية أو حتى أجهزتها التكنولوجية المتطورة التي ترصد كل شاردة أو واردة تدخل قطاع غزة عبر السلك الفاصل المحمي بأجهزة إلكترونية.