الأول على الثانوية بمصر لـ"العين": تفوقت بالابتعاد عن الإنترنت
ابتعدت عن الإعلام والإنترنت، فأصبحت الأول مكررا على الثانوية العامة".. هكذا لخّص مصطفى النويشي، الطالب المصري
ابتعدت عن الإعلام والإنترنت، فأصبحت الأول مكررا على الثانوية العامة".. هكذا لخّص مصطفى النويشي، الطالب المصري، رحلة نجاحه في الشهادة الأصعب التي يكتم المصريون أنفاسهم، قبيل إعلانها، وسط حالة من القلق والترقب، لا سيما بعدما شهدت امتحانات هذا العام تسريبات لامتحانات، تمت إعادة بعضها وتأجيل الأخرى.
مصطفى الطالب في شعبة علمي علوم، بإحدى مدارس محافظة كفر الشيخ في دلتا مصر، قال لبوابة "العين" الإخبارية، عقب إعلان اسمه ضمن أوائل الثانوية العامة: "طوال فترة الدراسة لم أشاهد التلفزيون، ولم أقترب من جهاز الكمبيوتر، حتى "اللاب" لم يكن متاحًا أمامي، أبي وأمي قررا إبعادي عن الإعلام والإنترنت، وبالنسبة لي وجدت ذلك الأفضل لي".
يقاطعه صوت هاتف والده، فتسأله إحدى الأقارب عن السبب في عدم حصوله على 100%، فيجيب عليها باسمًا: "حصلت على 98.8 وأشعر أني ربما تعرضت لظلم في الدرجات التي نقصتها، لكن مثلًا هناك نصف درجة في مادة اللغة العربية جميعنا يخسرها في كتابة موضوع التعبير".
ويضيف مصطفى: "كنت متوقعًا أن أكون من الأوائل، وفي بعض الأحيان كنت أستبعد الأمر بسبب ما سمعته من زملائي عن تسريب الامتحانات وخلافه على صفحات الغش الاجتماعي، لكن الامتحانات جاءت سهلة بالنسبة لي".
ورغم أن والدي مصطفى خبيران تربويان، ومتخصصان في اللغة العربية بوزارة التربية والتعليم، إلا أن مصطفى قال بصوت منخفض: "المادة الأصعب هي اللغة العربية، كنت أبذل مجهودًا مضاعفا عن أية مادة أخرى لمذاكرتها، حتى إنها بالنسبة لي كانت الأصعب من الفيزياء والأحياء".
"حلمي أن أكون جرّاحًا"، هكذا يرى مصطفى مستقبله، كاشفا عن عزمه الالتحاق بكلية طب القصر العيني، مرتديًا البالطو الأبيض مثل شقيقه الوحيد، الذي كان من أوائل الثانوية العامة أيضا على مستوى الجمهورية قبل ثلاث سنوات.
يتحدث والد مصطفى بدموع الفرحة لـ"العين" فيقول: "والله لم أشك للحظة في نجاح ابني وأن يكون من بين الأوائل، بل بالعكس كنت أنتظر ذلك، في العام الماضي حصل على 99.2% وتوقعنا أن يحصل على نفس النسبة هذا العام".
لم يخفِ الأستاذ فتحي، والد مصطفى، والمعلم الخبير في مدرسة سيدي سالم بنات، حصول ابنه على دروس خصوصية، قائلًا: "كان مجتهدًا، لكن هذا لا يمنع أننا كنا نعطيه دروسًا خصوصية، فلا أحد سيغامر بهذه المرحلة المفصلية دون توفير كل ما يمكن أن يسهم في تفوقه".
وعن كيفية تنظيم الوقت، يحكي والده: "كان مصطفى يذاكر 15 ساعة يوميًا، وفي الوقت نفسه كان يأخذ قسطًا كافيًا من النوم، ووسيلة الترفيه التي كانت متاحة هي شم الهواء في شرفة المنزل بين حين وآخر".
ويضحك مصطفى متابعا الكشف عن ملامح الطريق في رحلة التفوق: "نعم استغنيت عن كل شيء في هذا العام، بدءا من الكرة وصولًا للبلاي ستيشن (ألعاب الفيديو)، كنت أعرف أن كل هذا سينتهي لكن حلمي سيبدأ".
وكان وزير التربية والتعليم المصري، الدكتور الهلالي الشربيني، أعلن، صباح الأحد، أسماء أوائل الثانوية العامة، الذين بلغ عددهم 93 طالبًا، منهم 39 من البنين، و54 من البنات.
كما اعتمد الوزير نتيجة الثانوية العامة بنسبة نجاح 75,7%، حيث تقدم 560 ألفاً و583 طالباً وطالبة لامتحانات هذا العام، بانخفاض عن العام الماضي الذي بلغت خلاله 79.4%، وسط محاولات حكومية لمكافحة الغش، بعد تسريبات أسئلة أكثر من مادة، اضطرت على إثرها إلى تأجيل الامتحانات بالمواد المسربة.
واللافت هذا العام، عدم حصول أي طالب على 100%، كما بلغت نسبة الطلاب الذين حصلوا على مجاميع من 90 إلى 95% نحو 18% من إجمالي الناجحين في الثانوية العامة لهذا العام، كأكبر شريحة من شرائح الطلاب، يليها الطلاب الحاصلون على مجاميع من 85% إلى أقل من 90% حيث بلغت نسبتهم 16% من إجمالي الناجحين.
وتعتبر "الثانوية العامة" المرحلة الأهم بالنسبة للطلاب في مصر، كونها المحطة الفاصلة بين التعليم "المدرسي" و"الجامعي"، ويشارك فيها 560 ألف طالب، في 1574 لجنة موزعة على 4 قطاعات على مستوى البلاد.
aXA6IDE4LjIyMS41OS4xMjEg جزيرة ام اند امز