العادة أن توجه احتجاجات الأسرى الفلسطينيين ضد سجانيهم من الاحتلال، لكنهم هذه المرة أضربوا احتجاجا على قرار للصليب الأحمر
جرت العادة أن توجه احتجاجات الأسرى الفلسطينيين ضد سجانيهم من الاحتلال الإسرائيلي، ولكنهم هذه المرة اختاروا الإضراب احتجاجا على قرار للجنة الدولية للصليب الأحمر بتقليص زيارات أهاليهم مرة واحدة في الشهر بدلا من مرتين.
رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شئون الأسرى والمحررين الفلسطينيين عبد الناصر فروانة، يؤكد لـ"بوابة العين" أن إضراب اليوم الذي يخوضه نحو 7 آلاف أسير في سجون الاحتلال هو خطوة احتجاجية ضد قرار الصليب الأحمر تقليص الزيارات، وهو موقف يبدو غريبا إذ يفترض أن تكون هذه اللجنة سندًا للأسرى وليس عاملا في التضييق عليهم.
وتعتقل إسرائيل نحو 7 آلاف أسير تحتجزهم في قرابة 30 سجنًا، جرت العادة أن يسمح لذويهم بالزيارة مرتين في الشهر، فيما يحرم المئات منهم من الزيارة لأسباب أمنية، ويمنح 356 أسيرا من غزة زيارات غير محددة بموعد معين بمعدل مرة كل شهرين تقريبا.
إضراب واحتجاجات
وأوضح فروانة أن إضراب الأسرى يأتي بالتوازي مع خطوات احتجاجية شعبية بما فيها تظاهرات أمام مقرات الصليب الأحمر في الأراضي المحتلة.
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أعلنت مؤخرًا عن تقليص زيارات ذوي المعتقلين الفلسطينيين لأبنائهم في سجون الإسرائيلية "بشكل مفاجئ من زيارتين شهريا لزيارة واحدة.
وشهد اليوم الخميس تظاهرات جديدة أمام مقرات اللجنة الدولية رفعت فيها لافتات تندد بتقليص الزيارات.
إجماع على الإدانة
ويقول رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، اليوم الخميس، إن الفلسطينيين يرفضون بالإجماع قرار اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتقليص الزيارات للأسرى من زيارتين إلى واحدة في الشهر، لافتا إلى أن السلطة الفلسطينية أبلغت مسؤولي الصليب بهذا الموقف.
وأشار قراقع في حديثه لـ"بوابة العين" إن اجتماعا جمع أمس بين رئيس الوزراء رامي الحمد الله، وأمين سر اللجنة التنفيذية صائب عريقات، وقادة الأجهزة الأمنية والمؤسسات الحقوقية مع اللجنة الدولية، جرى خلاله التأكيد على الرفض الفلسطيني لتقليص الزيارات.
ويسمح خلال الزيارة بلقاء الأسير مع عدد محدود من ذويه من الدرجة الأولى، في مكان مفصول بالزجاج والأسلاك الشائكة، بحيث يكون الحديث بينهم عبر الهاتف فقط.
وأكد قراقع أن إضراب اليوم هو قرع لجدار الخزان من كل الأسرى، قد يتبعه خطوات احتجاجية، مضيفا أنه من المؤسف أن يكون اليوم النضال ضد الصليب بدلا من ضد الاحتلال.
ويخوض 10 أسرى منذ فترات متفاوتة أقدمهم الأسير بلال كايد المضرب منذ 15 يونيو/حزيران الماضي، احتجاجا على اعتقالهم الإداري، فيما يتضامن معهم نحو 100 أسير بالإضراب المتتابع على مراحل.
وأشار قراقع إلى أن الأسرى قرروا الامتناع عن استقبال مندوبي الصليب الأحمر، معتبرا أن الأعذار التي يسوقها الصليب الأحمر غير مقنعة.
ومن جانبها، رفضت الناطقتان باسم الصليب الأحمر، سهير زقوت، ونادية دبسي الإدلاء بتصريحات حول الموضوع، فيما قالت مصادر لبوابة العين، إن مبرر القرار هو تراجع أعداد المشاركين في الزيارة الثانية من الأهالي، وبالتالي هو يريد تخفيض التكلفة المالية.
تماهي مع القمع
من جهته، اعتبر نادي الأسير الفلسطيني أن هذا القرار يتماهى مع الإجراءات القمعية التي تفرضها سلطات الاحتلال على الأسرى، ويمسّ بحق اكتسبه الأسرى بالنضال والإضرابات على مدى 35 عاماً.
ورفض النادي في بيان له، مقترحا من الصليب الأحمر بأن يتحمل الأهالي تكلفة الزيارة الثانية، معتبرا أن ذلك "يضاعف معاناة ذوي المعتقلين ويزيد من أعبائهم المالية الناتجة أساساً عن الاحتجاز غير الشرعي للمعتقلين خارج الأرض الفلسطينية المحتلة".
aXA6IDE4LjIyMC45Ny4xNjEg جزيرة ام اند امز