ممرات حلب.. إنقاذا للحياة أم جلبا للموت؟
يبدو أن قرار فتح 4 ممرات في مدينة حلب السورية المحاصرة للسماح بمرور المدنيين يشوبه الكثير من الجدل بين الأطراف المتصارعة في سوريا
يبدو أن قرار فتح 4 ممرات في مدينة حلب السورية المحاصرة للسماح بمرور المدنيين يشوبه الكثير من الجدل بين الأطراف المتصارعة في سوريا، لاسيما بعد أن انهالت التحذيرات من قبل الإدارة الأمريكية والمعارضة حول حقيقة تلك الممرات.
وقال وزير الدفاع الروسي "سيرغي شويغو" الخميس الماضي إن "هذه العملية هي فرصة لمغادرة المدينة، ومن الممكن فتح ممر إضافي للمسلحين الراغبين في الاستسلام وتسليم الأسلحة وأنفسهم".
وجاء القرار بعد أن أعلن الجيش السوري النظامي بقطع كل الإمدادات لمنقطة شرق حلب، ليطالبوا سكان المدينة بالتعاون مع قوات الجيش، كما أصدر الرئيس السوري بشار الأسد مرسومًا تشريعيًا للعفو عمن حمل السلاح وبادر بتسليم نفسه وسلاحه.
وتعد حلب من أكبر المدن السورية، قبل أن تتحول إلى أكبر ساحة حرب رئيسية خلال السنوات الخمسة الماضية بين الفصائل المتعددة من الجيش الحر السوري، والجماعات المتشددة وتحديدًا جبهة النصرة، بينما تؤكد الحكومة السورية أنها الفائزة في المعركة بالسيطرة على مناطق غرب وشرق حلب
مخاوف وتحذيرات
ووصفت المعارضة السورية الممرات التي أعلنت عنها الحكومة السورية وموسكو بـ"ممرات الموت"، واعتبروا أن الإعلان الروسي والمطالبة بخروج أهالي حلب من المدينة بأنها جريمة ضد الإنسانية.
وتشككت الإدارة الأمريكية من إعلان روسيا بالسماح للمدنيين بالخروج عبر الممرات، وحذر جون كيري وزير الخارجية الأمريكي من أن تصبح الممرات حيلة من روسيا، مهددًا من حدوث انهيار كامل في التعاون بين واشنطن وموسكو بشأن الأزمة السورية.
وطالبت الخارجية الفرنسية بتمكين سكان حلب من الحصول على المساعدات والإقامة بمنازلهم في وضع آمن، مؤكدة أن فكرة الممرات لا تعد حلا دائما.
كما أكد ستيفان دي ميستورا المبعوث الدولي إلى سوريا، بضرورة أن تصبح الممرات دائمة، ولا يجبر المدنيين على المغادرة، وأن تترك روسيا إدارة الممرات للأمم المتحدة.
فتح الممرات ومغادرة السكان
وحسب ما أعلنته وكالة "تاس" للأنباء الروسية، فقد غادر 169 مواطنًا سوريا من المدينة، واستسلم 69 مسلحًا، كما ذكرت وكالة " سانا" السورية أن العشرات من العائلات السورية غادرت المناطق الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة، لتتجه نحو المناطق الغربية التابعة للجيش السوري.
وبالرغم من بث التلفزيون السوري الرسمي لمشاهد نزوج نساء وأطفال، قال إنها لخروج سكان حلب خارج المدينة، تحدث بعض النشطاء من المرصد السوري لحقوق الإنسان عن استمرار القصف الروسي السوري على جنوب وغرب حلب.