خطر يهدد 1.5 مليار شخص.. البدانة تعجل 10 أعوام من ظهور الشيخوخة
دراسة حديثة تظهر أن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أكثر عرضة لظهور وتطور شيخوخة الدماغ أكثر من المعتاد.
كشفت دراسة لجماعة "كامبريدج" البريطانية، أن جسم الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن ليس هو فقط الذي يبدو كبيرًا بل إن أدمغتهم أيضًا تبدو أكبر بعشرة أعوام من أدمغة أقرانهم الأقل وزنًا، ما يعني أن السمنة قد تعجل بظهور وتطور شيخوخة الدماغ أكثر من المعتاد.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أن الأدمغة تفقد بشكل طبيعي مع تقدم السن المادة البيضاء وهي جزء من الدماغ المسؤول عن نقل الإشارات العصبية وهي عبارة مجموعة من الأنسجة التي تربط مناطق الدماغ، ووظيفتها نقل المعلومات بين مناطق الدماغ وباقي أعضاء الجسم، وتملأ ما يقرب من نصف الجمجمة.
ولكن فريق الجامعة وجد أن فقدان هذه المادة يتفاقم مع زيادة الوزن، لذلك فإن الشخص البالغ من العمر ٥٠ عامًا ويعاني من زيادة الوزن لديه مخ مثل مخ الشخص النحيف البالغ من العمر ٦٠ عامًا.
وأوضح العلماء أن أدمغة البدناء تفقد بنيتها الأساسية بصور أسرع، ويقولون إن ذلك يؤكد الحاجة لمعرفة المزيد حول كيفية تأثير الوزن الزائد على الدماغ.
ودرس الفريق الجامعي أدمغة ٤٧٣ شخصًا تتراوح أعمارهم بين ٢٠-٨٧ عامًا، وقسمهم إلى فئتين إما شخص نحيف أو شخص يعاني من زيادة الوزن.
ووجدت النتائج التي نشرت في دورية علم أعصاب الشيخوخة، فروقًا مهمة في حجم المادة البيضاء في أدمغة الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن مقارنة بالأشخاص الأقل وزنًا.
وكانت المادة البيضاء في أدمغة زائدي الوزن أقل بكثير منها عند نظرائهم الأقل وزنًا.
ولم يظهر الفرق بوضوح إلا في منتصف العمر وما بعده، ما يشير إلى أن أدمغتنا قد تكون عرضة للشيخوخة أثناء هذه الفترة.
ولكن لم يكن هناك اختلاف في أداء المجموعات في اختبارات المعرفة والفهم، لذلك يقول الباحثون إن هناك حاجة إلى المزيد من العمل لمتابعة الأشخاص ومعرفة أي منهم سيعاني من أمراض مثل الخرف. وذكروا أنه لم يتضح ما إذا كانت السمنة تؤثر على الدماغ، أو العكس.
وتشير آخر إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن نحو 1.5 مليار من البالغين يعانون من فرط الوزن على مستوى العالم، كما أن ٣ ملايين طفل دون سن الخامسة كانوا يعانون من فرط الوزن في عام ٢٠١٠.