محللون لـ"العين": إسرائيل ترد الصاع 30 لتحذير قطاع غزة

محللون فلسطينيون يعتبرون لـ"العين" أن القصف الإسرائيلي العنيف الذي استهدف غزة لا يعدو كونه رسالة تحذير قوية للفصائل الفلسطينية

إتفق محللون ومختصون فلسطينيون على أن القصف الإسرائيلي العنيف الذي استهدف عدة مناطق في قطاع غزة، لا يعدو كونه رسالة تحذير قوية تريد إسرائيل إيصالها للفصائل الفلسطينية بأن الرد الإسرائيلي سيكون أعنف بدرجة لا تتصورها الفصائل، وعلى رأسها حركة حماس التي تسيطر على القطاع الساحلي منذ 10 أعوام.

وتعرضت عدة مناطق في شمال ووسط قطاع غزة مساء الأحد وحتى ساعة مبكرة من فجر الاثنين، لنحو 70 غارة جوية إسرائيلية استهدفت 30 موقعا يتبع فصائل المقاومة ومراكز أمنية وأراضي زراعية فارغة، وذلك رداً على صاروخ أطلقه نشطاء فلسطينيون على مستوطنة سيديروت المحاذية لغزة، مساء الأحد.

وقال عبدالله أبو شرخ، المحلل السياسي الفلسطيني، أن إسرائيل أرادت أن تبعث برسالة للمقاومة الفلسطينية بأن ردها على إطلاق هذا الصاروخ جاء بشكل عنيف، في حين سيكون الرد أقوى من ذلك في حال تكرر إطلاق الصواريخ من غزة.

وأضاف في حديثه مع بوابة "العين" الإخبارية، أن إسرائيل لن تغير قواعد اللعبة في الوقت الحالي، حيث لن توسع من عدوانها، وسيبقى محدودا إلا في حالة كان الرد من الفصائل الفلسطينية أكثر عمقا وقوة صوب المستوطنات الإسرائيلية.

ولم يستبعد أبو شرخ أن يكون هذا القصف موجها للداخل الإسرائيلي الذي انتقد بشدة تعيين ليبرمان في منصب وزير الجيش، موضحا أن الرد العنيف رسالة للداخل بأن ليبرمان قادر بقوة على جلب الأمن للإسرائيليين من خلال إطلاق يد جيشه بتنفيذ ردود قاسية وعنيفة ضد غزة.

واتفق عزيز المصري الخبير في الشؤون الإسرائيلية مع ما ذهب إليه أبو شرخ، وأكد أن قصف إسرائيل الأخير هو رسالة للفلسطينيين بأن جيش الاحتلال لن يقف مكتوف الأيدي أمام أي هجوم فلسطيني، حتى إن كان صاروخا لم يحدث أضرارا.

وقال المصري لـبوابة " العين" الإخبارية، إن القصف الإسرائيلي يعد الأعنف منذ انتهاء العدوان الإسرائيلي على غزة صيف العام 2014، حيث استخدم الجيش الإسرائيلي طائرات مقاتلة بدون طيار، وطائرات أخرى إلى جانب المدفعية والزوارق الحربية في شن هجماته ضد المواقع الفلسطينية.

وأشار إلى أن المواجهة مع إسرائيل سوف تتوسع دائرتها في حال ردت المقاومة بشكل عنيف على المستوطنات الإسرائيلية، أو في حال باغتت إسرائيل الفلسطينيين باستهداف واغتيال شخصية سياسية أو عسكرية قد تقلب الأمور رأسا على عقب.

يذكر أن الجيش الإسرائيلي استخدم في هجماته على غزة طائرات من نوع f 35 لأول مرة، حيث حلقت خارج حدود غزة، في الوقت الذي زعم فيه أنه استهدف شبكة أنفاق تتبع المقاومة الفلسطينية شمال غزة، بعدد من الصواريخ الارتجاجية، في حين أصيب عدد من الفلسطينيين بجروح طفيفة.