خلافة بوتفليقة تربك الاتحاد الأوروبي
للمرة الثانية بعد إعادة انتخاب الرئيس الجزائري، يضطر الاتحاد الأوروبي لمراجعة تصريحات يدلي بها مسؤولوه حول نظرتهم لمستقبل الجزائر
اضطر الاتحاد الأوروبي للمرة الثانية في ظرف سنتين، لمراجعة تصريحات يدلي بها مسؤولون فيه حول خلافة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، وهو تصرف يكشف -بحسب ملاحظين- ارتباكًا على مستوى دول الاتحاد في قراءة مستقبل الجزائر، في ظل استمرار المتاعب الصحية لرئيسها.
لم تمر التصريحات التي أدلى بها مسؤول أوروبي لموقع "بوليتيكو" الأمريكي حول مستقبل الجزائر، دون أن تحدث ما يشبه "الأزمة الدبلوماسية" بين الجانبين، مما اضطر مسؤولي الاتحاد، مرّة أخرى، إلى نفيها.
وقد كشف تقرير موقع "بوليتيكو"، عن نظرة بالغة القلق حول مستقبل الجزائر، حيث ذكر هذا المسؤول صراحة، أن الاتحاد الأوربي ينظر للجزائر على أنها تعيش حالة "انسداد سياسي" وبأنه ينتظر رحيل الرئيس لإعادة التفاوض معها، ويتخوف في ظل الظروف الحالية، من سقوطها في يد القاعدة أو داعش.
هذه التصريحات التقطها الجانب الجزائري بكثير من الجدية، وتفاعل معها على أعلى مستوى رغم أنها صادرة من مصدر مجهول وليست في إطار رسمي، فتولّى سفير الجزائر في بروكسل الرد عليها، ثم تبعه في ذلك وزير الخارجية رمطان لعمامرة، مستغربين ما اعتبر "فظاعات" وردت في هذا التقرير لا تمت لحقيقة الوضع في الجزائر بصلة.
وبعد رؤية حجم الاستياء الجزائري منها، عاد الاتحاد الأوروبي ونفى بصفة رسمية أمس، أن يكون متبنيًّا للنظرة نفسها حول الجزائر الواردة في موقع "بوليتيكو"، حيث نقلت وكالة الأنباء الجزائرية، عن نبيلة مصرالي، وهي ناطقة باسم الاتحاد قولها إن "العلاقات بين الاتحاد والجزائر قوية ودائمة خاصة في قطاع الطاقة".
ويرى مراقبون في الجزائر، أن هذا التبرؤ من تقرير موقع "بوليتيكو" لا يعدو كونه تصرفًا دبلوماسيًّا من الاتحاد لتجنب أزمة مع الجزائر، بينما لا يلغي ذلك حقيقة أن دول الاتحاد تنظر بقلق لمسألة خلافة الرئيس بوتفليقة، بدليل أن التصريحات نفسها كان مسؤولون أوروبيون قد أدلوا بها لوفد صحفي جزائري زار بروكسل في كانون الأول 2014.
ويقول محمد إيوانوغان رئيس تحرير قناة "الخبر" في تصريح لبوابة "العين" الإخبارية، إن الحكومة الجزائرية باتت في وضع لا تحسد عليه، لأنها تدرك بأن كل التقارير أو التحاليل المنشورة خارج البحر تصدر عن مراكز قرار كبيرة سواء في البيت الأبيض أو باريس، وهي تعلم أن ما يقال عن الرئيس بوتفليقة قريب من الحقيقة بسبب وضعه الصحي.
هذا الواقع، دفع لويزة حنون المرشحة السابقة لرئاسيات الجزائر، إلى التحذير، من أن الاتحاد الأوروبي، على خلفية ما ورد في الموقع الأمريكي، يريد التدخل لفرض إرادته في مسألة خلافة الرئيس، وهو أمر مرفوض تمامًا -تقول حنون- لأن ذلك من اختصاص الشعب الجزائري وحده الحر في ممارسة سيادته.
aXA6IDE4LjExNi40MC4xNTEg جزيرة ام اند امز