< عندما غرد كاتب شهير بعبارات مقتضبة عن ضرورة الإصلاح في الرؤية للدين بما فسر لدى متابعين أنه تجاوز تعرض لحملة شرسة
عندما غرد كاتب شهير بعبارات مقتضبة عن ضرورة الإصلاح في الرؤية للدين بما فسر لدى متابعين أنه تجاوز تعرض لحملة شرسة في موقع التواصل الاجتماعي حتى وهم غير متأكدين من اتهامه فيكفي أنهم صنفوه منذ زمن وكفروه دونما أن تطرف لهم عين. وبعدها أخطأ شاب صغير السن دون تجربة لديه بعبارات فيها نوعاً من الجدف، وبدلاً من النصح والحوار عوقب وتكالبت عليه الضباع من نفس الفئة.
قبل ذلك غرد أحد أحبتهم بأنه رأى وبعينه الزرقاء اليمامية خصلة شعر تختلس النظرة من وراء الحجاب في فندق يجمع المثقفين والمثقفات فهاج القوم وماجوا وكالوا بالويل والثبور وعظائم الأمور. وهددوا وتوعدوا عاملين مناحة يشبع بها اللطم.
لو أن القضية بالنسبة لهم قضية مبدأ يطبق على الجميع ومن دون استثناء لهان الأمر حتى لو أن بعض الأحداث التي يضجون منها ليست ذات بال يذكر إذا قارنتها بما يصدر منهم أو من مريديهم، ولكن اتضح أن الأمر يختلف عندما يكون المتهم أو الجاني من محيطهم، فهنا تتبخر القيم الأخلاقية ويسود مبدأ العصبية الجاهلية.
أحدهم وفي كل مرة يختلف مع من يسميهم العلمانيين أو الليبراليين وما إليه من التصنيفات لا يمكن أن يفوت هذه المناسبة دون أن يصم الآذان ويخدش المشاعر بكلمات لا تليق برجل يدعي أنه غيور على الدين الإسلامي أكثر من غيره . كررها الرجل كثيراً ومع ذلك أعترف بأنني فشلت أن أجد أحداً من دائرته التي ينبثق منها يخرج وأمام الملأ ويقول له لا لقد أخطأت ووقعت في الزلل ويطالب بمعاقبته، بل الواقع أنهم يدافعون عنه جهاراً ونهاراً متهمين منتقديه بالحقد على الدين ورجاله، حاشاً للإسلام أن يمثله هذا وأمثاله.
يقول سيد البشر محمد بن عبدالله (لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها)، المصطفى العظيم قدم رسالة بليغة مفادها أن ديننا الحنيف لا يفرق بين أحد فكلهم سواسية وأن التجاوز من السيد أو العالم أو الصحابي أو الغفير هو نفسه لا يتغير بين هؤلاء. إن عودتنا للعصر النبوي تعلمنا عدة أحداث تثبت أن الرسول وخلفاءه كانوا يقفون لبعض فيما يرونه مخالفاً.
أتمنى أن تكون لديهم الشجاعة ويخرج شخص واحد منهم فقط ليضع مثل هذا بحجمه الحقيقي، ولكن كما أسلفت سابقاً عندما يختفي المبدأ تختفي القيم. وبرأيي أن تأديب هؤلاء إنما هو بجلبهم أمام القضاء الذي أثق بأنه لن يخذل مظلوماً، فدعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب.
أحسنت زميلتنا الكاتبة الفاضلة وعضو مجلس الشورى الدكتورة لطيفة الشعلان صنعاً عندما تقدمت بدعوى ضد شخص ترى أنه مارس هواية الشتم والاتهامات لها بمناسبة ودونما مناسبة في مواقع التواصل الاجتماعي وتعتقد أنه صنفها واتهمها دون أن يملك الحق فليس هو مخولاً وليس ذو جهة معنية بالأمر. أتمنى من القلب أن تكون قضيتها بداية قوية ودرساً لكل من يتطاول على آخر دونما سبب إلا الجهل والنعرة.
نطالب جهاراً ونهاراً بإصلاح حالنا وأطفالنا بالتعليم والإعلام والمجتمع، وبالمقابل يجب التلويح بسيف القانون الصارم تجاه كل عابث أو قاذف أو مسيء للآخرين أو منتهك لحريتهم أو كرامتهم.
*ينشر هذا المقال بالتزامن في جريدة الحياة وبوابة العين الالكترونية*
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة