فوز طالب مجهول كـ«بدران» كان البداية لانهيار حكم الإخوان. خسارة الإخوان فى الجامعة كانت مقدمة لخسارتهم حكم مصر
فوز طالب مجهول كـ«بدران» كان البداية لانهيار حكم الإخوان. خسارة الإخوان فى الجامعة كانت مقدمة لخسارتهم حكم مصر. النظام الجديد الذى جاء به الشباب إلى السلطة عن طريق المظاهرات كان أهم ما قام به هو تعطيل الانتخابات الطلابية ووضع قانون يمنع المظاهرات.
بعد ٣٠ شهرا على سقوط الإخوان وافقوا على إجراء انتخابات الاتحادات الطلابية. أجريت الانتخابات فى نوفمبر الماضى وانتهت بفوز طلاب لم تكن الإدارة ــ فيما يبدو ــ تريد لهم أن يفوزوا. بعد أكثر من أسبوعين على إعلان انتخاب رئيس اتحاد طلاب مصر ونائبه قررت الإدارة إعادة الانتخابات من جديد!!. يتعرض الشباب المهتم بالعمل العام إلى الإهانة ومحاولة تحطيم الإرادة بشكل لم يعرفه أى نظام سياسى من قبل. تستضيف السجون المصرية آلافا من الشبان بتهمة «خرق قانون منع التظاهر» مع تهم أخرى مضافة لضمان تشديد العقوبات عليهم. يتم منعهم من السفر خارج البلاد دون قرارات قضائية. سواء أكان الدافع إلى السفر الدراسة أو حضور دورة تدربيبة أو بغرض السياحة فإن من المتوقع توقيف الشاب فى المطار، وسحب جواز سفره ثم مطالبته بمراجعه مكتب مباحث أمن الدولة فى محافظته. يتعامل ضباط الأمن مع الشباب الممنوع من السفر «بابوه»!!. قال أحد ضباط الأمن لعضو فى حزب الدستور جرى منعه من السفر إلى الأردن فى أغسطس الماضى هو و١٠ مدونين آخرين: «لو والدك قال لك لا تسافر الآن فلن تسافر طبعا»!. الزمن تغير، لم يعد الوالد يعتمد فى بسط سلطانه على سطوته.. أصبح يعتمد أكثر على قدرته على الإقناع. فى بلد ترتفع فيه نسبه البطالة إلى ١٣٪ من قوة العمل يتم اتهام الشباب بأنهم غير راغبين فى العمل بدل من اتهام السياسات الحكوميه بالفشل. استمرار إغلاق منافذ التعبير السلمى عن الرأى يفتح وبشكل سريع منافذ الاحتجاج العنيف، شعور قطاعات كبيرة من الشباب بالظلم والتهميش لن يخدم إلا الإرهابيين. لابد من مراجعة مواقف الشبان الذين تم الحكم عليهم نتيجة مخالفة قانون منع التظاهر وإطلاق سراحهم فورا؛ للرئيس صلاحيات فى العفو عليه أن يستخدمها. على الأمن أن يلتفت إلى مهامه الأساسية بدلا من الانشغال بمطاردة شباب الأحزاب والمنظمات المدنية وحصار انشطتهم ومحاوله خلق عملاء له من بينهم. استعانة الحكومة المصرية بشركه بريطانية لتأمين المطارات اعتراف بأن الأجهزة الأمنية المصرية انشغلت عن مهامها الأساسية بالعمل فى ميادين ليس عليها العمل فيها أو الاهتمام بها. على وزير التعليم العالى اعتماد نتيجه انتخابات اتحاد الطلاب فورا. زعلان ليه من رئيس الاتحاد الجديد «عمرو الحلو»؛ اعتبره «بدران» يا أخى !!.
*ينشر هذا المقال بالتزامن في جريدة الشروق المصرية وبوابة العين الإلكترونية*
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة