قدمت دبي للعالم درسًا علميًّا و عمليًّا في إدارة وتنظيم مختلف الفعاليات في ظل تعاملها الاحترافي مع أصعب الأزمات وحالات الطوارئ
عندما رسم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي رؤيته في سباق التميز، رسم فكرًا استراتيجيًّا واقتصاديًّا ناجحًا في صناعة التنمية، وخير برهان على ذلك ما حدث الخميس الماضي في مدينة دبي، خلال احتفالات المدينة بالعام الجديد، حيث قدمت دبي للعالم درسًا علميًّا وعمليًّا في إدارة وتنظيم مختلف الفعاليات في ظل تعاملها الاحترافي مع أصعب الأزمات وحالات الطوارئ في كافة الأصعدة وتفوقت على العديد من الدول الأوروبية في هذا المجال.
دبي أثبتت للعالم قدرتها على تحويل أصعب الكوارث والأزمات إلى فرح وتميز في وقت قياسي، ففي الوقت الذي تقوم به قوات الدفاع المدني بإطفاء الحريق الذي نشب في فندقًا في مدينة دبي، تتزين دبي بأجمل ألوان وفعاليات الاحتفال بالعام الجديد، مما أبهر المقيمين والسياح من كافة أقطار العالم في طريقة تعامل فريق الأزمات و الإنقاذ مع الحادث، مما زاد ثقتهم في مدينة دبي ومدى جاهزيتها وتوفر الأمن بدرجة كبيرة، مما يزيد ثقتهم باتخاذها وجهة سياحية وترفيهية لهم ولعائلاتهم في أهم مواسم الأعياد والاحتفالات.
دبي لم تثبت فقط تميزها وتطورها في مجال إدارة الأزمات والطوارئ، بل أيضًا أثبتت كفاءة ومهنية كافة الأجهزة الحكومية في الإمارة، ففي فترة قياسية تقوم الأجهزة الحكومية بكل تنسيق وتنظيم بواجبها من إخلاء مكان الحادث في وقت قياسي، وتوفير غرف فندقية بديلة لنزلاء الفندق المتضرر، وكذلك نجاح المكتب الإعلامي لحكومة دبي في إبراز الحقيقة بواقعية وموضوعية تامة.
العالم بأسره كان ينتظر كيف ستتعامل دبي مع الحادثة، وهل سيتم إلغاء الاحتفالات ليتفاجأ بخبر إتمام احتفالات العام الجديد حسب الخطة المحددة والمعلن عنها، وهذا يدل التزام دبي بتنفيذ مشاريعها وخططها كعادتها، عندما تتحول حادثة حريق، والتي قد تحدث في أي مدينة في العالم إلى خبر غير عادي في أكبر وأهم القنوات العالمية وتخصص لها ساعات طويلة من البث والتحليل واستضافة أكبر الخبراء والمحللين، فهذا دليل أن هذه المدينة مدينة متميزة.
إن مرور عشرة أعوام على حكم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لمدينة دبي يعتبر زمنًا قياسيًّا سابقت فيه مدينة دبي الزمن للوصول للتميز والتنافسية في كافة المجالات، حيث أصبحت حكومة دبي من أكثر الحكومات تطورًا وكفاءة في إدارة كافة خدماتها، وذلك بشهادة أهم وأكبر المنظمات الدولية والعالمية.
إن شخصية الشيخ محمد بن راشد القيادية شخصية متميزة على كافة الأصعدة شخصية ذات إسهامات وإنجازات كبيرة شخصية، وصلت بها روح الابتكار والإبداع لآفاق غير مسبوقة، قدمت الكثير في مختلف أبعاد العطاء المعرفي والمجتمعي والإنساني والإبداعي على المستويين العربي والعالمي، شخصية تميزت بصناعة التحول في مختلف مجالات التنمية الاقتصادية والثقافية والعمرانية ووضعت بصمتها بجعل مدينة دبي مدينة عالمية على خريطة العالم شخصية قيادية بامتياز أصبحت مصدر إلهام وقدوة لكل القيادين، حيث قدم الشيخ محمد بن راشد درسًا من خلال ثناءه على كفاءة وجهود رجال الدفاع المدني والشرطة الإسعاف في تعاملهم مع الحريق، كما شكر السياح والمقيمين على تعاونهم ورقيهم في التعامل مع الأحداث .
إن وقوف الأشقاء والأصدقاء من دول الخليج والدول العربية والأجنبية وتفاعلهم مع حدث الحريق ليس غريبًا، وذلك؛ لان دولة الإمارات عودتهم بالاحتفال والتضامن معهم في أعيادهم ومناسباتهم، سواء الحزينة أو السعيدة، ففي المناسبات المختلفة تزين دولة الإمارات معالمها بأعلامهم وتساندهم في أصعب الظروف والأزمات .
أدام الله الأمن والأمان والعز والرخاء على دولتنا الحبيبة الإمارات، وكل عام والإمارات وقيادتها وشعبها والمقيمين بها بخير .
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة