برلمان مصر "يعاقب" منتقديه ويُوقف البث المباشر لجلساته
عقب موجة سخرية من أداء بعض النواب بالجلسة الأولى
في خطوة يراها الكثيرون أنها عقاب للساخرين والمنتقدين لأداء بعض النواب خلال جلسته الأولى قرَّر البرلمان المصري وقف البث المباشر للجلسات.
في خطوة يراها الكثيرون أنها عقاب للساخرين والمنتقدين لأداء بعض أعضاء مجلس النواب المصري، الذي انعقد الأحد، لأول مرة منذ ثلاثة أعوام، قرر المجلس وقف البث المباشر لجلساته عبر القنوات الفضائية.
وكان هناك جدل واسع أثير حول إذاعة جلسات البرلمان على الهواء من عدمه، بعد قيام الأمانة العامة لمجلس النواب المصري بالإعلان عن دراستها لإمكانية وقف البث الفضائي للجلسات.
لكن وفي أول قرار عقب اكتمال هيئته باختيار الرئيس والوكيلين، صدَّق البرلمان المصري، الإثنين، على طلب تقدم به 40 نائبًا لوقف بث الجلسات على الهواء مباشرة.
وقال رئيس البرلمان الجديد علي عبد العال، في الجلسة الإجرائية، الإثنين، إن قرار وقف البث المباشر لجلسات مجلس النواب، جاء بناءً على طلب مُقدَّم من 40 نائبًا، وهو ما استجاب له المجلس.
وكان مجلس النواب قد أذاع الجلسة الأولى مباشرة على الهواء، لكن بهذا القرار سيتم وقف إذاعة باقي الجلسات حتى انتهاء مدة عمل المجلس بعد 5 سنوات مقبلة.
يأتي هذا القرار في أعقاب موجة سخرية وانتقاد اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي للجلسة الإجرائية من تجاوزات بعض النواب.
ويرى البعض أن هذا القرار عقاب على موجة السخرية والانتقاد من أداء بعض النواب، فضلًا عن أنه سيعطي النواب حرية الحديث والحركة بعيدًا عن قيود بث الجلسات على الهواء مباشرة.
وكان لرواد موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، النصيب الأكبر في رصد هذه التجاوزات والتصرفات؛ حيث دشَّنوا هاشتاقًا باسم "الجلسة الأولى"، انتشرت عليه آلاف التعليقات الساخرة والجادة حول الجلسة البرلمانية الأولى لمجلس النواب المصري، ليُصبح الهاشتاق هو الأكثر تداولًا على مستوى مصر.
ووصل عدد إجمالي التغريدات على الهاشتاق المتداول إلى ما يقرب من 50 ألف تدوينة.
لكن واجه مغردون ذلك بتدوينات أخرى تدعو لعدم التسرُّع في الحكم على البرلمان من جلسته الأولى.
تباين حول القرار:
على صعيد متصل، تباينت آراء أعضاء مجلس النواب، حول بث جلسات المجلس على الهواء مباشرة، أو تسجيلها وبث مقتطفات منها، وهو ما ينذر باتساع دائرة الجدل حولها خلال الفترة المقبلة.
فبعض النواب يرى ضرورة بث الجلسات على الهواء مباشرة باعتباره حق أصيل للشعب الذي انتخب هذا المجلس ونوابه، لكن المعارضين يرون ضرورة إذاعة الأجزاء المهمة من الجلسات والمناقشات فقط؛ لمنع نشر تصرفات وتجازوات البعض التي قد تُسيء للمجلس بأكلمه.
وقال عضو مجلس النواب عن قائمة في حب مصر أسامة هيكل، إنه ضد نقل بعض جلسات مجلس النواب على الهواء مباشرة، قائلًا: "هناك بعض النواب يزايديون على أعضاء البرلمان الباقين عند مشاهدة الكاميرا، ونحن نريد أن تسير الجلسات بشكل طبيعي".
وأضاف هيكل في تصريحات صحفية سابقة، أن للمجلس الحق القانوني في الموافقة أو رفض إذاعة الجلسات، لافتًا إلى أن عدم بثها على الهواء مباشرة ليس تضييقًا أو منعًا للإعلام.
أما النائب هيثم الحريري فقال، إن للمواطن الحق في رؤية ما يقوله النائب الذي اختاره ليمثله.
وأضاف الحريري: "إذا كان الخوف من إذاعة الجلسات على الهواء هو عدم بث تجاوزات البعض؛ فإن هذه التجاوزات يمكن تداركها من خلال اللائحة الداخلية للمجلس".
وكانت إحدى القنوات العربية تقدَّمت عقب إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية بطلب لشراء البث الحصري لجلسات مجلس النواب مقابل 100 مليون دولار، وهي سابقة تُعَد الأولى من نوعها في تاريخ الحياة النيابية المصرية.
لكن هذا العرض أثار رفض الكثيرين من النواب وعدوه سابقه خطيرة تريد الاستحواذ على كواليس المجلس، ما قد يُمثِّل خطرًا على أمن وسلامة البلاد.