غليان في سجون الاحتلال بسبب تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية
قراقع: الصحفي القيق أول أسير فلسطيني يتم تغذيته قسريا لكسر إضرابه
تشهد السجون الإسرائيلية حالة من الغليان بين الأسرى الفلسطينيين نتيجة تصاعد الممارسات القمعية بحقهم
طبقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، قانون "التغذية القسرية" على الصحفي الفلسطيني محمد القيق، الذي دخل إضرابه عن الطعام يومه التاسع والأربعين، في وقتٍ تشهد فيه السجون الإسرائيلية حالة من الغليان نتيجة تصاعد الممارسات القمعية بحقهم.
وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، عيسى قراقع، في بيان اليوم (الثلاثاء) تلقت "بوابة العين" نسخةً منه، إن الصحفي القيق، هو أول أسير مُضرب عن الطعام تم تطبيق قانون "التغذية القسرية" بحقه، بعدما أقرّته حكومة الاحتلال في شهر يوليو / تموز من العام الماضي، بهدف كسر إرادة المضربين عن الطعام.
وأكد قراقع أن " لجنة الاخلاقيات" المكونة من 3 أطباء، وطبيب نفسي، وعامل اجتماعي، في مستشفى العفولة، التي يحتجز فيها القيق، أقدمت على تقييد الصحفي الأسير، وربطه بجهازي "المونيتور"، و"الانفوزيا"، لإدخال السوائل إلى جسمه عن طريق الوريد.
والصحفي القيق (34 عاماً) مضرب عن الطعام منذ الخامس والعشرين من نوفمبر الماضي.
وأكد قراقع أنه على الرغم من حظر تطبيق الإطعام القسري بحق المضربين وتغذيتهم بالقوة من قبل كافة الجهات القانونية واتحاد الأطباء الدولي ونقابة الأطباء في إسرائيل، الا أن حكومة الاحتلال لم تأخذ بعين الاعتبار الموقف القانوني الدولي من ذلك.
ودخل القيق مع صباح اليوم الثلاثاء يومه التاسع والأربعين في الإضراب المفتوح عن الطعام في سجون الاحتلال وسط حالة صحية حرجة جدًّا.
العائلة تناشد
وأكدت فيحاء شلش زوجة القيق، أن محامي هيئة شؤون الأسرى ومحامي محمد الشخصي أبلغهم أن حالة زوجها حرجة جداً مع دخول إضرابه يومه التاسع والأربعين، لافتة أنه سجّانيه كبّلوا يده اليسرى ليصبح مكبلاً من جميع الأطراف، بالإضافة إلى دخوله في حالة غيبوبة متقطعة.
وطالبت شلش، في اتصال هاتي مع "بوابة العين" السلطة الفلسطينية وجمعية نادي الأسير ونقابة الصحفيين بإيفاد لجنة طبية فلسطينية أو محايدة غير إسرائيلية لاطلاعها بشكل علمي ودقيق ومكتوب على وضعه الصحي، بالإضافة إلى تشكيل غرفة عمليات مشتركة وطاقم قانوني متخصص على مستوى رفيع من أجل العمل على إطلاق سراحه الفوري دون قيد أو شرط.
أبو جابر وحطاب إضراب مستمر
ويأتي تدهور حالة القيق، في وقتٍ تشهد السجون الإسرائيلية حالة غليان نتيجة الممارسات القمعية من سجاني الاحتلال.
وقالت هيئة شؤون الأسرى، إن الحالة الصحية للأسيرين الأردني عبد الله أبو جابر، وكفاح حطاب، اللذين دخلا قبل أيام في إضراب مفتوحة عن الطعام، أصبحت خطيرة، ومعرضين لموت مفاجئ في أي لحظة، في ظل عدم تجاوب الاحتلال مع مطالبهما.
ويحتجز الأسير كفاح حطاب إلى جانب القيق في سجن العفولة، فيما يحتجز الأسير أبو جابر في مستشفى الرملة حيث دخل إضرابه عن الطعام يومه التاسع والخمسين.
والأسير أبو جابر معتقل منذ 28\12\2000، ويقضي حكما بالسجن لمدة 20 عاما مضى منها 16 عاما حتى الآن، وقد اعتقله الاحتلال بسبب تنفيذه لعملية تفجير حافلة إسرائيلية في "تل أبيب".
حطاب يروي معاناته
وكشفت الهيئة بأن الأسير كفاح حطاب (53 عاما) المحكوم مؤبدين، تعرض "لأسلوب لا أخلاقي وتعذيب وحشي داخل سجن "جلبوع"، في سابقة "خطيرة وبشعة".
ونقلت محامية الهيئة افادة الأسير خلال زيارتها مؤخرا له في "العفولة"، "أنه أضرب عن الطعام منذ الخامس والعشرين من تشرين الثاني الماضي، احتجاجا على التعامل معه كمجرم خارج عن القانون، حيث يطالب بالاعتراف به كأسير حرب".
وأوضحت هيئة الأسرى، أن حطاب منذ بداية إضرابه وهو يرفض تناول أي شيء سوى الماء، حيث يرفض تناول المدعمات، مثل: الفيتامينات، والمقويات، ولا حتى السكر، والملح، امتنع عنها جميعا بشكل تام، فقط يتناول جرعات من الماء الخالص من حين لآخر، كذلك امتنع عن قبول إجراء أي من الفحوصات الطبية في المستشفى.
وكشف الحطاب – بحسب بيان للهيئة تلقت "بوابة العين" نسخة منه- عن المعاناة والإذلال الوحشي الذي تعرض لها في الجلمة، بقوله: عندما وصلت السجن في السادس من كانون الأول الماضي، أدخلوني لغرفة، بحضور الضابط وعدد من أفراد "الشباس"، وقاموا بالتنكيل بي، وبإهانتي بأبشع الطرق، حيث قاموا بتعريتي بطريقه مذلة ومهينة، وقاموا بعمل ما يسمى بعرض التعري على جسمي، حيث أخذوا بخلع قطعه تلو الأخرى عن جسمي، وكل مرة يمسكوا قطعة يلوحوا فيها وهم يضحكون، ويُسمعوني كلاما بذيئا، حتى عرّوني تماما.
وأضاف "أدخلوني للزنزانة، وأنا ما زلت عاريا، وبقيت كما أنا على مدار يومين، وبعدها ساءت حالتي، واتصلوا بسجن "الجلبوع" أن يأتي ويأخذني ثانية، ومن هناك نقلت الى سجن "الرملة" لأبقى هناك أسبوعين، وفي السابع والعشرين من الشهر الماضي نقلت إلى مستشفى "العفولة"، لأن حالتي ووضعي الصحي ساء للغاية.
معاناة الأسيرات في الدامون
إلى ذلك، أكدت محامية هيئة شؤون الأسرى والمحررين، حنان الخطيب، أن مجمل الأوضاع في السجون تنذر بالانفجار في ضوء تصاعد الانتهاكات من السجانين.
وقالت إن الأوضاع الحياتية والمعيشية والصحية للأسيرات في سجن الدامون، بحاجة إلى تدخلات سريعة لوقف الانتهاكات المستمرة والمتواصلة بحقهن، والتي أصبحت تشكل ضغوطات نفسية كبيرة عليهن.
ونقلت الخطيب على لسان الأسيرتين تمارا صبحة ونفين أبو علقم "أن الجريمة التي ترتكب بحق الأسيرات في الدامون كبيرة، حيث تحدثتا عما تعرضتا له عند اعتقالهما، من سب وشتم وضرب وتهديد بالانتقام من عائلتيهما سواء باعتقال الأهل والأبناء أو هدم البيوت، وإجبارهما على اعترافات غير واقعية وبطريقة لا أخلاقية ولا إنسانية، وإخضاعهما بالقوة للتوقيع على أوراق باللغة العبرية دون توضيح ما تحتويه.
وأشارت الخطيب إلى أن الأسيرتين تحدثتا عن وجود مشكلة حقيقية في الاكتظاظ، حيث إن الدامون يوجد فيه 23 أسيرة، 16 منهن في غرفة واحدة وحمام واحد للجميع، بينهن سبع مريضات وهن: (نيفين علقم، وأميرة حميدات، وحلوة حمامرة، وندى صقر، ومريم صوافطة، ونسرين حسن، وسناء حافي)، وهذا يخلق تخوفا حقيقيا لديهن من انتشار الأمراض والعدوى.
aXA6IDE4LjIyMS4xOTIuMjQ4IA== جزيرة ام اند امز