قال محافظ صنعاء الشيخ عبد القوي شريف: إن الجيش الوطني ورجال المقاومة الشعبية، وبإسناد من قوات التحالف، يقفون اليوم على مشارف العاصمة
قال محافظ صنعاء الشيخ عبد القوي شريف: إن الجيش الوطني ورجال المقاومة الشعبية، وبإسناد من قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، يقفون اليوم على مشارف العاصمة، وإن مسألة تحريرها وتطهيرها من مليشيا الحوثي والمخلوع صالح باتت مسألة وقت ليس إلا.
وأوضح المحافظ شريف -في مقابلة خاصة مع "بوابة العين الإخبارية"- أن عملية التحرير قد بدأت، وأن الجيش الوطني ومعه رجال القبائل ورجال المقاومة، يخوضون حربًا ضروسًا ضد مسلحي الحوثي وصالح في كثير من القرى والمناطق الواقعة في مديرية نهم، إحدى مديريات محافظة صنعاء.
وتقع مديرية نهم على بعد حوالي 80 كم شمال شرق العاصمة صنعاء، بمحاذاة محافظتي مأرب والجوف، ويبلغ عدد سكانها 41502 نسمة، وأيضًا قريبة جدًّا من مديرية بني حشيش، معقل غالبية قادة ومقاتلي حركة الحوثي.
وأشاد بالتضحيات والأدوار والمواقف الوطنية التي قدمها الجنود والضباط ورجال المقاومة الشعبية، وقال: "لولا تضحيات جنودنا ورجال المقاومة، وإسناد ودعم قوات التحالف، لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم".
ودعا شريف مشايخ ووجهاء محافظة صنعاء إلى تحمل مسؤولياتهم التاريخية، وقال: "نحن نعرف أن كثيرًا من القرى والمناطق والمديريات المحيطة بصنعاء ليست كلها منحازة مع المليشيا التي انقلبت على الشرعية الدستورية، وأدخلت البلاد والعباد في الحروب والدمار والخراب".
وحول إذا كان هناك أي تواصل مع سكان المناطق المحيطة بالعاصمة، قال شريف: "لدينا اتصالات، ولدينا تنسيق مع مشايخ الطوق، وغيرنا من يتواصل، وقد لمسنا من خلال ذلك أنهم يشعرون بالظلم والكبت والجور الذي مورس ضدهم من قبل مليشيا الحوثي، وهم الآن مهيؤون نفسيًّا".
وأشار إلى أن غالبية أبناء المناطق المحيطة بمحافظة صنعاء "يعيشون تحت وطأة الانقلاب".
وقال: "لكننا نمشي بخطين متوازيين؛ الأول: تجهيز الجيش الوطني والمقاومة، والمسار الآخر هو التفاهمات الجانبية مع كثير من القوى، ونحن حريصون كل الحرص على تنفيذ توجيهات فخامة الرئيس بشأن كيفية الحفاظ على أرواح وممتلكات المواطنين في المناطق التي يعتزم الجيش الوطني ورجال المقاومة تحريرها وتطهيرها".
وتابع: "المليشيا اقتادوا أبناء وأطفال مناطق الطوق، وأخرجوهم من المدارس، وفي بعض هذه المناطق قدمت آلاف الضحايا، بسبب أنه تم أخذ الأطفال والطلاب والعاطلين وغيرهم، والزج بهم في الجبهات التي لا ناقة لهم فيها ولا جمل، وأنا أعتقد أن أهالي هؤلاء الضحايا لا يريدون أن تتكرر التضحيات ولا يريدون أن يكتووا بالنار من جديد".
وخاطب مشايخ ووجهاء وأهالي القرى والمناطق المحيطة بمحافظة صنعاء قائلًا: "قوات الشرعية ورجال المقاومة يواصلون طريقهم وصولا إلى العاصمة، وعليكم أن تتعاونوا معهم، فهم أبناؤكم وإخوانكم، ومنكم وإليكم، وقد وهبوا أرواحهم رخيصة في سبيل تحرير مؤسسات الدولة وطرد الانقلابيين".
وحول مخاوف البعض من حدوث بعض الأعمال الانتقامية التي قد تحدث، قال شريف: "أقول لأهالينا وإخواننا في المناطق المحيطة بمحافظة صنعاء إنه لا يمكن السماح بحدوث أي أعمال انتقامية ضد أحد، أيًا من كان، وعلى الجميع أن يطمئنوا، وكثير من الناس يتحدثون بمثل هذا الكلام، وأنا أقول لهم: عليكم أن تطمئنوا".
وأضاف بهذا الخصوص: "هذه ليست توجهات الحكومة، ولا توجهات الجيش الوطني، ولا توجهات المقاومة الشعبية. نحن ننشد الحياة الكريمة، وننشد استعادة مؤسسات الدولة المغتصبة، نريدها أن تعود هذه المؤسسات إلى نصابها، ولا نريد الانتقامات والثارات كما تفعل مليشيا الحوثي وصالح".
ودعا المحافظ شريف منتسبي القوات المسلحة والأمن الذين لا يزالون في بيوتهم، وكذا الذين تم التغرير بهم، إلى سرعة الالتحاق بالجيش الوطني والشرعية الدستورية.
وقال: "كثير من هؤلاء نعرف أنهم ضد الانقلاب، وضد تدمير مؤسسات الدولة، وضد تدمير مؤسسات الجيش والأمن، ونحن نلتمس لهم العذر، ونجدد دعوتنا لهم إلى الانضمام للشرعية الوطنية، فالوطن وطن الجميع، وعلينا جميعًا أن نحافظ عليه، وأن نعيد الأمور إلى نصابها الصحيح''.
كما أشاد بالدعم الذي تقدمه قوات التحالف العربي، بقيادة السعودية، للشعب اليمني، سواء كان دعما لوجستيا أو إغاثيا، ناهيك عن الدعم العسكري والمعنوي، وهو ما سيكون له رصيد كبير وسوف يسهم في تعزيز اللحمة العربية.
وقال: "الشعب اليمني لن ينسى هذه المواقف وهذه التضحيات التي قدمها أشقاؤنا في دول مجلس التعاون الخليجي بقيادة السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ووقوفهم وإسنادهم لنا جاء بناءً على طلب الشعب اليمني، وقيادته السياسية ممثلة بفخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي".
واستطرد قائلًا: "نحن استنجدنا بإخوة لنا، وبدورهم لبوا النداء، والخطر الموجود هو خطر يهددنا جميعًا؛ لأن هدم مؤسسات الدولة وهدم الجيش والأمن، فإن البديل هو القاعدة والفوضى وعودة المليشيا، وهذا لا يليق بالشعب اليمني، الشعب اليمني شعب له حضارة وله تاريخ".
وأضاف: "الشعب اليمني ينشد النظام والقانون، وينشد الحياة الكريمة، وينشد الأمن والاستقرار والحياة السعيدة، والطالب اليوم منتظر أن يعود إلى مدرسته، والجامعي منتظر أن يعود إلى جامعته، والموظف منتظر أن يعود إلى وزارته ومؤسسته...".
وفيما أشار إلى أن التهميش الذي مارسته المليشيا الحوثية أفقد الشعب اليمني الحياة المدنية، والروح المدنية؛ قال: إن هدم مؤسسات الدولة هو هدم للنسيج الاجتماعي، والانقلاب سبب الفقر والمعاناة للناس، وخلق أزمة اقتصادية، وأسواقا سوداء.. ونحن عاكفون على إزالة كل هذه القضايا، من خلال استعادة مؤسسات الدولة، والشعب اليمني في الشمال والجنوب يتأهب لهذه اللحظات التاريخية الفاصلة.
وحول ما يقال عن أن أداء الجيش الوطني ورجال المقاومة الشعبية بطيء بعض الشيء، خصوصًا في المناطق القريبة من محافظة صنعاء، أشار المحافظ الشاب إلى أن عملية التحرير "تسير وفقًا للخطة المرسومة لها، ووفقًا لزمن محدد، وخططنا تتم بالتنسيق أيضًا مع قوات التحالف العربي".
وقال: إن الأمور تسير بشكل طبيعي، "نحن حريصون على تجنيب الناس في كل تلك المناطق الخسائر والأضرار، سواء كانت خسائر مادية أو بشرية، وأي منطقة نصل إليها نجري فيها تفاهمات كبيرة".
وجدد محافظ صنعاء دعوته لمن وصفهم بـ"المغرر بهم"، قائلا: "نحن نشعر بأن هناك كثيرًا من الشباب تم الزج بهم في ساحات القتال، وهم ليسوا عقائديين، وزجوا بهم ودفعوا بهم إلى الموت والدمار، وفي الأخير هؤلاء هم أبناؤنا وهم أهلنا وناسنا، ونخاطبهم على أساس العدول، وسوف نحتضنهم في كل الأحوال؛ لأننا نعرف أنه تم الزج بهم ليس برضاهم وليس بقناعاتهم، لسبب أو لآخر، وبدورنا سوف نلتمس لهم العذر وسوف نفتح صدورنا وقلوبنا".
وفيما أكد أن الشرعية سوف تكون الأب للجميع، ولا يمكن أن تكون هناك تصفية حسابات؛ قال: "نؤكد أيضًا أن أيدينا مفتوحة للحوار".
يذكر أن رئيس الجمهورية، عبد ربه منصور هادي، كان قد أصدر قرارًا بتعيين الشيخ عبد القوي شريف محافظًا لمحافظة صنعاء في 24 يونيو 2015.
aXA6IDMuMTQ1LjE3Ni4yMjgg جزيرة ام اند امز