الفالوجي لـ "العين": على حماس تفويت فرصة العدوان على إسرائيل
سياسي فلسطيني بارز حذر من خطورة التهديدات الإسرائيلية المتواصلة ضد قطاع غزة والرامية لشن عدوان جديد على القطاع الساحلي
حذر سياسي فلسطيني بارز من خطورة التهديدات الإسرائيلية المتواصلة ضد قطاع غزة والرامية لشن عدوان جديد على القطاع الساحلي، مؤكدًا أنه يجب الاستعداد لأي احتمال أو حماقة قد ترتكبها إسرائيل بحق أبناء الشعب الفلسطيني في القطاع المحاصر.
وقال المهندس عماد الفالوجي -رئيس مركز "آدم" لحوار الحضارات، في حوار خاص أجرته معه "بوابة العين" الإخبارية-: إن التهديدات الإسرائيلية تعد "تطورات مقلقة" وتدعو لـ"الريبة" من تنفيذها، لذا يجب على حركة حماس تفويت الفرصة على إسرائيل، وعدم منحها أي ذريعة لشن عدوان جديد على قطاع غزة الذي لم يتعافَ بعد من آثار العدوان الأخير الذي شنته في صيف عام 2014.
وتابع: "يجب أخذ التهديدات الإسرائيلية ضد قطاع غزة على محمل الجد، خصوصًا بعد التدريبات العسكرية التي يقوم بها منذ فترة جيش الاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب نصبه مضادات جديدة وبطاريات مدفعية على حدود القطاع".
ولفت الفالوجي إلى أن "الإجراءات الإسرائيلية على الأرض تجعل الجميع يتوقع عدوانًا في كل لحظة.. ولا أعتقد أن العدوان توقف، ربما انخفضت وتيرته قليلاً لكن حتى مع وجود التهدئة الاعتداءات الإسرائيلية استمرت.. ولم تتوقف.. والحصار مستمر".
وأضاف أنه يتوجب على حركة حماس الانتباه جيدًا لخطوة إسرائيل المكشوفة لجر القطاع لعدوان جديد، وألا تمنحها أي مبرر لتنفيذ تهديداتها التي استعرت في الفترة الأخيرة، وتفويت الفرصة عليها لإفشال أي مخطط للقيام بمثل هذا العدوان.
وأوضح الفالوجي -وزير سابق في السلطة الفلسطينية-: "يجب الاستعداد لأي احتمال في حال قررت إسرائيل تصعيد الأوضاع وشن عدوان على غزة؛ لأن ساسة إسرائيل يسعون في خطوة منهم للهروب للأمام من انتفاضة القدس المشتعلة منذ أربعة شهور في الضفة الغربية والقدس المحتلة، ونقل المواجهة إلى غزة".
ومنذ نحو شهرين، زادت وتيرة التهديدات الإسرائيلية ضد غزة، خصوصًا بعد التقارير الإعلامية والإخبارية لشتى وسائل الإعلام الإسرائيلية التي تحرض على غزة، وحركة حماس التي تسيطر على القطاع الساحلي منذ عام 2007.
وتسابقت وسائل إعلام إسرائيلية، لنقل تقارير إخبارية استقتها من جهات سياسية وأمنية في إسرائيل، تبرز الدور المتنامي لقوة حماس في غزة، واستمرارها الدائم في حفر الأنفاق على الحدود، إلى جانب التجارب الصاروخية شبه اليومية التي يقوم بها مقاتلو كتائب القسام.
ووصف الفالوجي، تقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية المختلفة، والمستقاة من جهات أمنية وسياسية إسرائيلية -التي تحمل تهديدات لغزة- بأنها "تطورات مقلقة" تدعو للقلق والريبة من أي حماقة أو عدوان قد يشنه الجيش الإسرائيلي ضد غزة.
ولفت رئيس مركز "آدم" لحوار الحضارات في فلسطين، إلى أن إسرائيل على الرغم من تهديداتها تعي تمامًا أن فتح جبهة جديدة مع غزة لن يحقق لها ما تريد، ولكنها ستسعى للهروب للأمام من الأوضاع المتدهورة في الضفة الغربية.
وأضاف: "لا شك أن التهديدات بالعدوان على غزة، بشكل عام، لا بد أن تكون جدية على اعتبار أنها تصدر عن كل المستويات السياسية والعسكرية وحتى الإعلامية داخل إسرائيل".
وأشار الفالوجي -الذي كان عضوًا في المجلس التشريعي الفلسطيني- إلى أن نوايا إسرائيل مبيتة نحو التصعيد والعدوان، معتبرًا أن أي مواجهة جديدة لن تكون سهلة على الطرفين، وإن كان أهل قطاع غزة قد مروا بتجارب ثلاثة صادمة ومريرة.
وتابع رئيس مركز "آدم" لحوار الحضارات: "المسألة ليست لعبة.. والأمور تزداد خطورة مع حدة التصعيد الإعلامي الإسرائيلي.. يجب تذكر سياسة المفاجأة والمباغتة التي كانت تنفذها إسرائيل في كل حروبها السابقة ضد غزة ولبنان".
وأضاف: "تعرف إسرائيل أن حماس غير معنية بالتصعيد؛ كونها تسعى دائمًا لمنع أي تنظيم من إطلاق صواريخ تجاه إسرائيل وفقًا للإجماع الوطني بعد الحرب الأخيرة، لكن إسرائيل تروج كل يوم عبر إعلامها بقدرات حماس العسكرية، في خطوة منها لجرها لمواجهة عسكرية جديدة".
واعتبر الفالوجي، أن الأوضاع الصعبة التي يعيشها قطاع غزة جراء الحصار وسلسلة من الأزمات يجعل حركة حماس غير معنية بالتصعيد أو المساهمة في تأجيج الوضع ليكون ذريعة لإسرائيل لتنفيذ عدوان جديد.
وختم رئيس مركز "آدم" لحوار الحضارات، بمطالبة المجتمع الدولي بالحد من التهديدات الإسرائيلية التي تلوح بها الحكومة الإسرائيلية ضد غزة، والعمل على المساهمة في إعادة إعمار قطاع غزة الذي لا يزال يعاني ويلات الحروب الثلاثة الماضية.
aXA6IDMuMTQ2LjM0LjE0OCA= جزيرة ام اند امز