تفاعل كبير مع حملة تضامنية مع الأسير القيق
يستعد لإكمال 60 يومًا من الإضراب وحياته حرجة للغاية
الصحفي الفلسطيني محمد القيق يواصل معركة "الأمعاء الخاوية" في مواجهة تجاوزات الاحتلال الإسرائيلي
شهد اليوم الإعلامي التضامني مع الصحفي الفلسطيني محمد القيق -الأسير في سجون الاحتلال والمضرب عن الطعام- تفاعلاً كبيراً في الضفة الغربية وقطاع غزة، فيما بدأت هذه الليلة حملة تغريد على وسم #حرًّا_أو_شهيدًا، وهو الشعار الذي رفعه الأسير الذي شارف على إكمال ستين يومًا من الإضراب المفتوح عن الطعام.
وقرعت زوجة الأسير الصحفية فيحاء شلشل -خلال مؤتمر صحفي عقدته في رام الله اليوم- أجراس الخطر حول الحالة الصحية لزوجها، لافتة إلى أنه فقد 30 كجم جراء الإضراب القاس الذي يخوضه.
وطالبت شلش كافة المؤسسات والأطر الفلسطينية والعربية والدولية بضرورة "تكريس جهودها" للإفراج عن ابنها المضرب عن الطعام "حيًّا"، مع دخوله اليوم 60 للإضراب.
واعتقل الصحفي القيق، من منزله في رام الله بتاريخ 21 نوفمبر/ تشرين ثان الماضي، وأخضع لتحقيق قاسٍ تعرض خلاله للتعذيب، بما في ذلك الشبح، قبل أن يحول للاعتقال الإداري، ما دفعه للبدء في الإضراب عن الطعام، بعد أربعة أيام من الاعتقال.
وناشدت شلش الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء رامي الحمدالله والمؤسسات الحقوقية والمجتمعية كافة بالتدخل والتحرك الفوري على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي من أجل الضغط على سلطات الاحتلال للإفراج عن زوجها.
وطالبت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير ونقابة المحامين، ببذل مزيد من الجهود لإطلاق سراح زوجها، موضحة أنه "لم تعد الزيارة لمحامي ينقل خبراً عبر الهاتف تسد رمقنا، ولا تعطينا صورة عن محمد ووضعه الصحي، نريد النتائج والحرية لمحمد القيق".
وأضافت "السيد جواد بولس، رئيس الدائرة القانونية في جمعية نادي الأسير الفلسطيني ننتظر منك اتصالاً هاتفيًّا يبلغنا أن محمد سيكون حرًا، متى سكون هذا الاتصال؟ لم يتبق كثير من الوقت وأنت تعلم ذلك، ندعوك من هذه المنصة تكريس الوقت من أجل إنهاء هذا الملف والعمل على تلبية مطالب محمد وإطلاق سراحه".
وطالبت بتشكيل لجنة طبية محايدة ليست "إسرائيلية"، للكشف على محمد، وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة له وإطلاع عائلته على وضعه الصحي؛ لأنها لا تعلم حقيقة وضعه الصحي، إلا ما يرشح من مستشفى العفولة الإسرائيلي، الذي أكد أنه وضعه الصحي صعب.
واختتمت شلش مؤتمرها بالقول: "نخشى ما نخشاه أن الاحتلال يتكتم على مدى خطورة هذا الوضع ومدى الضرر الذي لحق بجسد محمد، وهذا وضع لا يحتمل، نريد الاطلاع على وضعه الصحي، هذا من حقنا لأن الاحتلال يخفي ذلك".
وضمن الفعاليات التضامنية، أقيمت وقفة في مدينة طولكرم بدعوى من فصائل العمل الوطني والمؤسسات الشعبية والحقوقية.
وشارك بالوقفة عدد من المواطنين والصحفيين والمحامين والحقوقيين، ورفعوا صور القيق ولوحات كتب عليها مجموعة من العبارات المطالبة بالإفراج الفوري عنه.
كما أقيمت وقفة أخرى في مدينة رام الله، وسط مطالبات للسلطة والحكومة الفلسطينية بالتدخل العاجل للإفراج عنه قبل أن يخرج شهيدًا من داخل سجون الاحتلال".
واستنكر وزير الأسرى السابق وصفي قبها، ما أسماه "صمت القبور" من قبل المؤسسات الرسمية الفلسطينية، في ظل إكمال الأسير القيق شهره الثاني في إضرابه المفتوح عن الطعام.
وقال قبها: "حياة القيق في خطر حقيقي، قد نسمع خبر استشهاده في أية لحظة، وقد رفع شعار (إما حرًا أو شهيدًا)، فليسأل كل منا ماذا صنع؟ وماذا فعل؟ وماذا قدم من أجل مساندته ودعمه ومؤازرته؟".
حرًّا أو شهيدًا
وشهدت ساعات المساء إطلاق حملة تغريد على هاشتاق #حرًّا_أو_شهيدًا، غرد عليه الصحفيون والمتضامنون مطالبين بإطلاق سرح القيق وإنهاء مأساته.
من جهته، دعا رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع إلى أيام غضب وتحرك جماهيري واسع ومشاركة كبيرة للتضامن مع القيق.
واتهم قراقع، في بيانٍ له تلقت بوابة "العين" نسخة منه، حكومة الاحتلال بارتكابها جريمة متعمدة بحق الأسير القيق والاستهتار بحياته بسبب رفضها النظر في اعتقاله الإداري التعسفي، وممارساتها التعذيب بحقه من خلال تكبيله على سرير مستشفى العفولة وتهديده الإطعام القسري.
وحذر بأن الوضع الصحي للأسير القيق أصبح حرجًا جدًّا ودخل مرحلة صعبة الآن بعد أن رفض تناول المدعمات وإجراء الفحوصات الطبية، وفقد الرؤية والقدرة على الكلام وبدأ يدخل في حالات غيبوبة.
وعبر عن خشيته من موت مفاجئ أو نزيف دماغي قد يتعرض له الأسير القيق، وأن كل يوم يمر من الإضراب يصبح الوضع أكثر خطورة.
ودعا قراقع دول الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة واتحاد الصحفيين الدولي إلى ممارسة الضغط على حكومة الاحتلال لإنقاذ الأسير القيق، الذي هو ضحية سياسة الاعتقال الإداري كغيره من المئات من الأسرى الإداريين القابعين في السجون.
ومن المقرر أن تعقد محكمة العدل العليا الإسرائيلية جلستها يوم 27/1/2016 للنظر في الالتماس الذي قدمه المحامون الفلسطينيون بالمطالبة بإطلاق سراح الصحفي الفلسطيني محمد القيق.
aXA6IDMuMTM3LjE3NS44MCA=
جزيرة ام اند امز