قبل أن ترتدي الحزام الناسف تذكر أن الاسلام دين سلام ودين حياة، لا دين دماء وسفك وفساد ودمار.
قبل أن ترتدي الحزام الناسف هل فكرت ما هي الخدمة الجليلة التي قدمتها للإسلام من تفجيرك لمساجد المسلمين واستباحة دمائهم وترويعهم وتحويل المساجد إلى أنهار من دماء الأبرياء دون وجه حق؟
ما الغاية التي جعلتك تختار بيوت الله دون غيرها لترتكب فعلتك الشنيعة وتستبيح حرمة المساجد لتنفيذ مخططك الإرهابي؟
قبل أن ترتدي الحزام الناسف كنت تعيش أماناً في وطنك.. تقيم صلاتك وتؤدي فروضك، لا يمنعك أحد مما أحله الله لك.. فلماذا اخترت طريق الهلاك وإفساد البلاد وقتل العباد؟!
قبل أن ترتدي الحزام الناسف كنت طفلا بين يدي والديك.. ربياك صغيراً لتكون أولاً ابناً صالحاً لهما يعينهما عندما يبلغان من العمر عتياً، ولتكون أيضاً مواطناً صالحاً في وطنك ومجتمعك تشارك في إعماره وحمايته، لا أن تكون نبتة خبيثة في أرض خصبة بالخير.
قبل أن ترتدي الحزام الناسف هل كنت تظن أنك بهذا الفعل قد أصبحت بطلاً مغوارا، وأنك ستستطيع أن تغير العالم بفعلتك الشنيعة هذه؟!
والله إنك عندما اخترت أن تسلك هذا الدرب ستعيش عيشة ضنكا وتموت موت خزي وعار عليك وعلى أهلك.
قبل أن ترتدي الحزام الناسف تذكر أنك ستسأل وتُسأل ثم تسأل عن كل نفس بريئة أزهقت روحها وهي قائمة وراكعة وساجدة لله في بيت من بيوت الله، يُذكر فيها اسمه، فما هي حجتك أمام الله؟ وما أنت قائل له وهم عباده أتوه ذاكرين مصلين ملبين نداء الصلاة؟!
قبل أن ترتدي الحزام الناسف تذكر أن الاسلام دين سلام ودين حياة لا دين دماء وسفك وفساد ودمار، وأن القتل والتفجير وترويع الآمنين ليس منهجاً إسلاميا في ديننا وأن ما تقوم به هو مخالف كل ما أتى به نبي الرحمة والإنسانية ..
قبل أن ترتدي الحزام الناسف تذكر أنك ستخسر دينك ودنياك وآخرتك.. فلم تعش كريماً ولم تمت عزيزاً ولن تكون راضياً مرضياً ..
لا أدري ما هي الأفكار التي تدور مضطربة في نفس كل إرهابي ارتدى حزامه الناسف واتجه نحو الأبرياء قاصداً قتلهم دون أن يكون لهم سبب في ذلك، ولكنني على يقين أن اللحظة التي يقرر فيها الإرهابي تفجير نفسه هي لحظة استحوذ على عقله دعاة الفتنة والتكفير والإجرام، وأن كل إرهابي لن يصل إلى التفجير إلا وقد غُذي بالفكر الدموي الإرهابي ليل نهار منذ صغره، إلى أن أصبح عبداً لدعاة الفتن ينساق لهم ولمنهجهم الإرهابي دون أن يكون له قدرة على التفكير والاختيار ..
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة