وزير يمني لـ"العين": دور الإمارات في دعمنا ريادي
الأصبحي قال: إن تدخل التحالف العربي جاء في وقت مناسب.
عز الدين الأصبحي، وزير حقوق الإنسان في الحكومة الشرعية باليمن، يشيد بدور الإمارات والتحالف العربي في دعم بلاده
قال عز الدين الأصبحي، وزير حقوق الإنسان في الحكومة الشرعية باليمن: إن التحالف العربي تدخل لدعم الشرعية في اليمن في الوقت المناسب. مشيدًا بدور الإمارات سواء في التحالف العربي، أو في الإعمار والجانب الإنساني، وقال: إن "الإمارات العربية المتحدة دورها في اليمن ريادي".
واعتبر الأصبحي في حديث لـ"بوابة العين" خلال زيارته للقاهرة أن تدخُّل التحالف في اليمن أعاد فكرة إمكانية إحياء مشروع عربي على المستوى القومي، والحفاظ على الفكرة المؤسسات والقومية والعروبة.
وفيما يلي نص الحديث..
* ما رأيك في تدخل التحالف العربي في اليمن؟
- في رأيي إن تدخل التحالف العربي في اليمن جاء في الوقت المناسب لسببين: الأول: أنه جاء لإعادة الشرعية وهيبة القانون والدولة، وعدم السماح بالخروج عن المؤسسات ودولة القانون في أي مكان، وهذه مسئولية أساسية وهامة جدًّا في مسألة إعادة الاعتبار للقانون؛ لأنه لا يمكن السماح لمسألة أن يكون هناك انقلابا ويتم تسوية الأمر ويتم التعايش معه.
النقطة الثانية: أن تدخُّل التحالف في اليمن أعاد فكرة إمكانية إحياء مشروع عربي على المستوى القومي، والحفاظ على الفكرة المؤسسات والقومية والعروبة، وعدم السماح بانهيار دولة عربية أصيلة تمثل رقمًّا أساسيًّا في المنطقة، لذلك فهو جاء في محله، وأعتقد أن الأمر اكتسب أهمية؛ لأنه جاء بناء على طلب الحكومة الشرعية ورئيس الجمهورية اليمنية عبد ربه منصور هادي.
•كيف ترى الدعم الإماراتي لإعادة إعمار اليمن؟
-الإمارات العربية المتحدة دورها في اليمن ريادي، ليس فقط لقيادتها التحالف بالتعاون مع المملكة العربية السعودية، ولكن لأنها على الجانبين الإعماري والإنساني قدمت نموذجًا مختلفًا، بالإضافة إلى التدخل على الصعيدين السياسي والعسكري الذي بدا بناءً للغاية، وهو ليس بالأمر الجديد على الإمارات، فإنها قدمت نموذجًا يحتذى به في المنطقة العربية، فيما يتعلق بتعزيز الأخوة بين الأشقاء العرب، وهو دور يستحق الشكر والتقدير.
•ما رؤيتك للموقف الدولي من الأزمة اليمنية؟
-هناك إجماع دولي مستمر على دعم القضية اليمنية، ولا يزال المجتمع الدولي داعمًا بشكل إيجابي، نأمل استمراره خلال الفترة المقبلة، حتى تنتهي الأزمة الراهنة في اليمن، ومن الجيد أنه لا يوجد أي انشقاق دولي فيما يتعلق بدعم الشرعية في اليمن حتى الآن، فحتى هذه اللحظة على الصعيد القانوني الدولي هناك إجماع لعدالة القضية، وأن الانقلاب غير مقبول، والدليل أن الإعلان الدستوري لصالح والحوثي تم رفضه دوليًّا بشكل كامل.
•هل يمكن للحوثيين تقديم خطة سياسية لمستقبل اليمن؟
-لا توجد حتى الآن في خطابات الحوثيين أي رؤية سياسية واضحة، ولا يستطيع أحد القول بأن هذه الحركة لديها هيكل تنظيمي كامل من شأنه إقامة دولة أو إدارة مؤسساتها، فحركة الحوثيين غائمة، ليس لديها مشروع سياسي منذ أن بدأت عام 2004 بحركة شبابية طلابية، واستمرت على مدار 10 سنوات، دون امتلاك ما تقدمه سياسيًّا، ولا توجد أي وثيقة على الصعيد التنظيمي الحزبي لها، أو أي أدبيات من الممكن أن تستند إليها سياسيًّا.
•ألا يمكن أن ينخرطوا في السياسة مستقبلًا؟
-الحوثيون ليس لديهم أي استعداد للتحول إلى حزب سياسي لديه خطة ورؤية سياسية متكاملة، وهو ما أثبتوه خلال محاولات سابقة لإدماجهم في الدولة سياسيًّا من خلال إشراكهم في الحوار الوطني في محاولة لما يسمى إعادة تنشئتهم وإدماجهم بالعملية السياسية، وكل ما تم إعلانه عبر خطاب إعلامي للحوثيين أنهم ضد الفساد، وضد فشل حكومة الوفاق الوطني، لكن عندما بدأ الحديث عن مؤسسات الدولة والسلطة ظهرت حركة مسلحة تعمل على إلغاء المؤسسات وفكرة الدولة، وإقصاء ما دونها، وتعميق تمزيق النسيج الاجتماعي، بما ينفي إمكانية أن تحمل تلك الفئة مشروعًا وطنيًّا متكاملًا.
•هل توافق على توصيف ما يحدث في اليمن بأنه حرب طائفية؟
-ما يجري في اليمن ليس صراعًا مذهبيًّا أو طائفيًّا كما يراه البعض، لكن الحركة الانقلابية من قبل الحوثي وعلي عبد الله صالح عملت على تمزيق المجتمع لتمنحه هذه الصبغة، ولا أعتقد أن القوى السياسية اليمنية ستسمح بهذا الأمر، لكن من المعلوم أن الحركة لديها فكر ديني موغل في إقصاء الآخر، ولا يمكن أن تحتكم لحكم الشعب، لاستنادها لفكرة أن الحاكمية لله.
•ماذا عن التنظيمات الإرهابية بالبلاد؟
-التنظيمات الإرهابية باليمن قديمة، لكنها تنشط عندما تحتاجها بعض القوى، فدائما هناك طرف يريد استمرار تلك الجماعات ليُصدِّر للعالم فكرة وجود الإرهاب، ويبرر بها ضرورة وجوده لصده، وهو ما يفعله علي عبد الله صالح والحوثيون ليؤكدوا على حدوث الفوضى من دونهم، ولتأكيد ضرورة بقائهم على الساحة، وتُعتَبَر الاختلالات الأمنية ونشاط الجماعات الإرهابية نوعًا من الفوضى الأمنية التي تحتاج معالجة واحدة هي عودة الدولة، والمؤسسات الرسمية، ودولة النظام والقانون، كي لا يستمر وجود الميليشيات المسلحة والبلطجة والتطرف.
•لماذا لم تنجح اليمن في تحقيق العدالة الانتقالية؟
-لأنه للأسف لا توجد لدينا مؤسسات يمكنها حماية العملية الديمقراطية، كانت لدينا مبادرات ما يسمى بالتفاهمات السياسية بين القوى السياسية، قيل: إن علي عبد الله صالح يجب أن يبقى ولا يُحاسب، وهي واحدة من الأخطاء، كان بالإمكان على الأقل كحد أدنى ألا يكون موجودًا كلاعب رئيسي على الساحة السياسية داخل البلد، والحديث عن عدم محاسبته على أخطائه لا تمت للعدالة الانتقالية بصلة؛ لأنه لا بد من الاعتراف بالخطأ وطلب الغفران، ومن الحتمي للعدالة أن تعرف من الذي قتل وأفسد وأخطأ وأن يأخذ عقابه، وإذا لم يحدث هذا فسوف يولِّد عنفًا أكبر مستقبلًا.
aXA6IDEzLjU5LjEyNy42MyA= جزيرة ام اند امز