معارضون سوريون لـ"العين": كيري تجاهل مصير الأسد
تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن انتقال سياسي في سوريا خلال أسابيع،
قبل مؤتمر "جنيف 2" في 2013 خرج وزير الخارجية السوري وليد المعلم بتصريحه الشهير "نحن ذاهبون إلى جنيف، ليس لتسليم السلطة"، وواصل وقتها قائلًا: "بشار الأسد هو رئيس سوريا عبر انتخابات شرعية".
لم يكن مأمولًا حينها بعد هذا التصريح أن يحرك المؤتمر المياه الراكدة في الأزمة السورية، إلى أن خرجت علينا الدول الكبرى في مؤتمر فيينا الذي عقد مؤخرًا، بوضع تصور لانتقال سياسي في سوريا، لكنها في الوقت ذاته لم تحدد الكيفية التي ستضمن هذا الانتقال في ظل تمسك بشار الأسد بالسلطة.
ومنذ انتهاء المؤتمر في 14 نوفمبر الجاري، لم تتحدث الدول الكبرى عن تصور واضح لمصير بشار الأسد، باستثناء وزير الخارجية الفرنسي، الذي قال في تصريحات عقب المؤتمر: "هناك ثلاثة خيارات أمام بشار الأسد"، دون أن يتحدث بالتفصيل عن هذه الخيارات.
ومساء أمس الثلاثاء 17 نوفمبر، لم تقدم تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري جديدًا في هذا الأمر، وهو يتحدث لبعض الصحفيين الذين رافقوه في زيارته إلى العاصمة الفرنسية، عن حدوث انتقال سياسي كبير في سوريا في غضون أسابيع، وذلك إثر التسوية الدولية التي تم التوصل إليها في ختام مفاوضات فيينا.
وقال كيري: "كل ما نحتاج إليه، هو بداية عملية سياسية، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار. إنها خطوة جبارة"، ملمحًا بذلك إلى تسوية تنص على عقد اجتماع بين النظام السوري وأعضاء من المعارضة السورية قبل الأول من يناير 2016.
الثقة التي ظهرت في تصريحات كيري، بدت متعارضة مع تصريحات صدرت عن روسيا، وهي إحدى الدول المساندة للرئيس السوري، والتي شاركت في مؤتمر فيينا.
وقبل عقد المؤتمر، قال بوتين في تصريحات صحفية يوم 13 نوفمبر: "روسيا ستواصل حملتها الجوية بسوريا ما دامت قوات بشار الأسد في حاجة لمساعدتها".
فما الجديد الذي حدث في مؤتمر فيينا بعد يوم من هذا التصريح، وغير من بوصلة التفكير الروسي، بحيث يصبح خيار التخلي عن بشار الأسد واردًا لديها؟
المعارضة السورية لا ترى من جانبها أن جديدًا حدث، وهو ما جسده عضو الائتلاف السوري المعارض بسام الملك بقوله: "لا تزال المواقف الروسية لم تتغير، فكيف سيحدث الانتقال السياسي في سوريا".
وتحدث الملك في تصريحات خاصة لـ"بوابة العين"، عن أن بشار الأسد لا يؤمن بالحلول السياسية، مضيفًا: "مثله مثل معمر القذافي في ليبيا، لن يرحل إلا بالقوة، وهذا لن يحدث إلا إذا تخلت عنه روسيا".
وحتى هذه اللحظة لا يرى الملك تغييرًا حدث في الموقف الروسي، وتجسد ذلك –بحسب عضو الائتلاف السوري- في تصريح الرئيس الروسي قبل مؤتمر فيينا، وكذلك في استضافة الأسد -مؤخرًا- في روسيا، وهي الدولة الوحيدة التي زارها الأسد منذ بداية الأزمة في مارس من عام 2011.
ووصف نائب رئيس الائتلاف السوري هشام مروة، موقف روسيا حيال التخلص من بشار الأسد بـ"المناورة"، وقال في تدوينه على موقع تويتر: "كل ما تطرحه روسيا من أفكار، هو مناورة مستمرة من طرفها منذ أربع سنين لمنح الأسد مزيدًا من الوقت لقتل السوريين".
وأضاف: "روسيا فقدت دور الوسيط أو الراعي لأي حل سياسي، وأمست غير مؤهلة لطرح حلول".
وتطرقت مجلة "إيكونومست" في عددها الأخير، إلى هذه المعضلة التي وصفتها بـ"الكبرى"، وتعتقد المجلة أن دخول روسيا على خط المواجهة في سوريا جاء بسبب تراجع قدرات النظام وخسائره المتواصلة. ولهذا السبب سارعت موسكو لإرسال معدات عسكرية ومقاتلات وعربات مصفحة.
وتضيف أن دعم الأسد أو تقبل فكرة نجاة نظامه لن تؤدي إلا إلى دفع أعداد كبيرة من السوريين السُّنَّة إلى أحضان الجهاديين، وعليه، فالحل في نظر المجلة هو حل دبلوماسي يتخلى فيه الأسد عن الحكم لحكومة فيدرالية موسعة الآن أو في مرحلة معينة، كأحسن طريقة لنقل السلطة.
وتعتقد المجلة أن أحسن طريقة لتأمين حل دبلوماسي هي زيادة الضغوط على الأسد من خلال الحد من براميله وتوفير الحماية للسكان. وعلى الغرب وحلفائه إنشاء مناطق آمنة وفرض منطقة حظر جوي تمنع الأسد من رمي البراميل المتفجرة ودعم قوة سُنِّيَّة معتدلة تكون بديلة عن النظام العلوي القاتل والجهاديين السفاحين.
واتفق ممثلو 17 دولة إضافةً إلى الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية -خلال لقاء فيينا- على الجزء الأول من الحل الذي طرحته المجلة، بوضع ملامح للحل السياسي، وهو تشكيل حكومة انتقالية في سوريا خلال ستة أشهر وإجراء انتخابات خلال 18 شهرًا، لكنهم لم يتفقوا حول مصير بشار الأسد، ولا على كيفية تحجيم قوته لضمان تنفيذ هذا الحل.
aXA6IDMuMTQuMTQzLjE0OSA= جزيرة ام اند امز