مراكز علاج اضطرابات الأكل النفسية .. تجارة رائجة
العناية الصحية بالمرضي دائمًا تجارة؛ فتقديم خدمة جيدة والربح من ورائها أمران لا يتعارضان أبدًا، ويمكن الاستماع لأي انتقادات ومناقشتها.
تزخر المواقع الإلكترونية الخاصة بمراكز علاج اضطرابات الأكل النفسية في الولايات المتحدة الأمريكية بصور خلابة لفتيات مسترخيات بجوار مياه المحيط الزرقاء، أو وهن يعتنين بجياد في المراعي الخضراء، أو بصحبة الطهاة في مطابخ فاخرة.
هكذا بدأت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرها حول الانتشار المتزايد لمراكز علاج اضطرابات الأكل النفسية، التي من أهمها مرضي الأنوركسيا والبوليميا، فيما تشير الإحصاءات إلى أن هناك قرابة 30 مليون أمريكي مصابون بأحد الأمراض المتعلقة بالأكل.
وقالت الصحيفة، إن مراكز العلاج زادت مؤخرًا بعد دخول شركات كبيرة المجال للاستثمار فيه، وما رافق ذلك من اهتمام بالمظاهر على حساب الاهتمام بالمرضي الذين ينفقون ملايين الدولارات سنويًّا على العلاج من هذه الأمراض التي قد تؤدي إلى الموت.
ويعد الأنوركسيا من أخطر الأمراض التي تصيب المراهقات، حيث يصنف كمرض نفسي، حيث يسعى المريض إلى تجويع نفسه طواعية للحفاظ على وزنه، والهوس من البدانة، وممارسة الرياضة بشكل مفرط للحفاظ على قوام رشيق، على نحو قد يؤدي للموت.
من جانبها، قالت الدكتورة أنجيلا جواردا، مديرة برنامج اضطرابات الأكل في مستشفى جون هوبكنز بمدينة بالتيمور الأمريكية، إن القائمين على هذه المراكز وبرامجها يعتقدون أنهم يقدمون الخدمة على نحو صحيح، لكنه في الواقع منحدر زلق للغاية، والمال يمكن أن يشوش رؤيتك".
ويتفق عدد من أخصائيي علاج اضطرابات الأكل على أن المرضى يحتاجون برامج للإعاشة في هذه المركز الطبية حتى يمكن حدوث تقدم في حالتهم، لكن الدراسات أثبتت أن فعالية هذه البرامج محدودة، وواجهت، بحسب الصحيفة، انتقادات كثيرة، رغم قيام هذه المراكز بدعوة الأطباء إلى مؤتمرات فاخرة في أوروبا، ومحاولة تطوير الخطط العلاجية لهذه الأمراض.
من ناحيته، قال جيلان لامبرت، رئيس اتحاد مراكز اضطرابات الأكل، إن العناية الصحية بالمرضي دائمًا تجارة، مضيفًا أن تقديم خدمة جيدة والربح من ورائها لا يتعارضان أبدًا، وإن كانت هناك ثمة انتقادات، يمكن الاستماع إليها ومناقشتها.
وتحكي ميليسا، 28 عامًا، عن تجربتها مع العلاج من الأنوركسيا في عدة مراكز منذ أن كان عمرها 21 عامًا، قائلة إنها وجدت أحد هذه المراكز على شبكة الإنترنت حيث أمضت به 6 أسابيع، موضحة أنه كان أشبه بمنتجع سياحي مع قليل من المساعدة، لكنه لا يستحق في النهاية الوقت والمال الذي أنفقته هناك.
وأضافت ميليسا: "الناس كانوا هناك طيبين للغاية، والطعام كان شهي أيضًا، لكنني لم أكن هناك من أجل ذلك، لقد دفعت أموالًا كثيرة كي أشعر بأنني أفضل وليس لكي أتسلق الصخور"!!