عندما شنت فصائل المعارضة السورية هجوما واسعا في ريف حماة الشمالي، كان من المتوقع أن يستنفر النظام قواته ويعمل على صد الهجوم
عندما شنت فصائل المعارضة السورية هجوما واسعا في ريف حماة الشمالي، كان من المتوقع أن يستنفر النظام قواته ويعمل على صد الهجوم، خاصة أن الفصائل قد سيطرت بوقت قياسي على بلدات وقرى ومدن كانت تعتبر خطوط دفاع أولى في حماية المدن والبلدات الموالية للنظام وخزانه البشري.
وبالفعل قام النظام باستجلاب جزء من قواته العاملة في شرق حلب كونها الأقرب، إضافة إلى متطوعين من المناطق الموالية، التي نجحت في فرملة الهجوم وإيقاف الخسائر.
ولكن مجزة الكيماوي في خان شيخون ليلة الرابع من نيسان/إبريل، أخذت الأمور باتجاه آخر في ظل الغضب العالمي الذي تفاعل مع المشاهد المروعة للأطفال وهم يختنقون بفعل غاز السارين الذي اتهم طيران الأسد بأنه قصف المدينة به.
ليجد الأسد نفسه في دوامة جديدة من الإدانات الدولية لحكمه والمطالبة برحيله بلهجة تحمل كثيرا من الجدية على عكس المرات السابقة.
وزادت أمور النظام تعقيدا بعد القصف الأمريكي لقاعدة الشعيرات الجوية والذي لم يتأخر كثيراً.
وهنا بدأت الآلة الدعائية للنظام وحليفه الروسي للعب على الكلمات وكسب الوقت، مع رفع حالة التأهب إلى أعلى درجاتها في جبهة ريف حماة الشمالي، وتشكيل غرفة عمليات فوق العادة لهذه المعركة.
وتم الإيعاز إلى ميليشيا حزب الله اللبناني ومقر قيادة القوات الإيرانية بالقرب من مطار دمشق الدولي بحشد ما أمكن من قوات وعتاد استعدادا لمعركة واسعة تنطلق من ريف حماة باتجاه ريف إدلب الجنوبي وخاصة نحو مدينة خان شيخون ومحيطها.
لتبدأ تلك القوات هجوماً واسعاً تحت غطاء جوي ومدفعي هو الأعنف والأكثر كثافة طوال سنوات الحرب في الريف الحموي. ونجح النظام بالسيطرة على مدن وبلدات هامة مثل معردس وخطاب وطيبة الإمام وصوران حلفايا والزلاقيات، وهو ما فسره مراقبون عسكرييون بأنها معركة ضد الزمن للوصول إلى خان شيخون بهدف العبث ربما بساحة الجريمة والعمل على إخفاء الأدلة قدر ما أمكن تمهيدا لوصول لجان التحقيق المتوقع تشكيلها من قبل مجلس الأمن الدولي.
وبالرغم من التأكيدات المستمرة للمعارضة بأن دخول مدينة شيخون ليس بالأمر السهل على القوات المهاجمة، لكنها تخوفت في الوقت ذاته من مفاجآت ميدانية غير سارة في ظل تصاعد حدة القصف كما ونوعا، حيث لم يبق إلا كيلو مترات قليلة تفصل القوات المهاجمة عن المدينة.