أسعار السيارات في مصر.. هبوط كبير على وقع حرب شرسة بين الشركات

تشهد سوق السيارات في مصر موجة كبيرة من تراجع الأسعار، على خلفية إعلان عدة شركات خططا لتصنيع موديلاتها محليا، ما عزز الطلب على الطرازات الجديدة ودفع الشركات إلى تسريع وتيرة بيع المخزون.
وخفضت شركات ووكلاء السيارات أسعار العديد من العلامات التجارية الشهيرة بنسب تتراوح بين 25% و30%، حسبما ذكر عدد من المسؤولين في السوق لـ"العين الإخبارية".
من بين أبرز التخفيضات، تراجع سعر شيفروليه كابتيفا بنحو 350 ألف جنيه (7,240 دولارا)، وشيري تيجو 7 بـ140 ألف جنيه (2,900 دولار)، وتيجو 8 بـ225 ألف جنيه (4,660 دولارا)، وهيونداي توسان بـ151 ألف جنيه (3,130 دولارا)، وجيلي ستار راي بـ100 ألف جنيه (2,070 دولارا)، فيما شهدت جميع طرازات جيتور تخفيضات تصل إلى 224 ألف جنيه (4,640 دولارا).
سوق السيارات المستعملة
أسامة أبو المجد، رئيس رابطة تجار السيارات، أكد أن سوق المستعمل لم يشهد ارتفاعًا كبيرًا كما يعتقد البعض، بل على العكس، سجلت انخفاضًا ملحوظًا في الفترة الأخيرة.
وأوضح أبو المجد، أن بعض الطرازات مثل "لانسر شارك" موديل 2015-2016، التي كانت تباع سابقًا بأسعار تتراوح بين 700 و800 ألف جنيه (14,490 و16,560 دولارا)، لم تعد تحقق هذه القيم بعد دخول موديلات جديدة مثل الأوبترا، ورينو، وبروتون بأسعار أقل، مضيفًا أن مبيعات المستعمل تراجعت بنسبة تزيد عن 25%.
وعن أسباب انخفاض أسعار السيارات الجديدة (الزيرو)، ذكر أبو المجد أن السوق شهد منذ بداية العام دخول نحو سبعة مصانع وعشرات التوكيلات والعلامات التجارية الجديدة، خصوصًا من الماركات الصينية، ما أدى إلى منافسة شرسة بين الشركات، وصلت إلى "حرب أسعار" عنيفة، مضيفًا أن الأسعار تراجعت بين 20% و25%، ومن المتوقع أن يصل الانخفاض إلى 30% مع نهاية العام.
وأعلنت شركة رينو طرح أربع فئات جديدة في السوق المحلي، شملت رينو داستر ورينو ميغان ورينو أوسترال ورينو كارديان، لتوسيع خيارات المستهلكين في فئات السيارات الرياضية متعددة الاستخدامات والسيدان.
في المقابل، طرحت الشركة الوطنية للسيارات "ناتكو" طرازين جديدين من سيارات إكسيد، هما إكسيد RX وإكسيد VX، فيما أطلقت نيسان مصر عدة موديلات جديدة خلال شهري يوليو وأغسطس 2025، من بينها جوك وقشقاي وإكس تريل وباترول.
وبشأن التوقيت المناسب للشراء، نصح أبو المجد الراغبين في اقتناء سيارات يتراوح سعرها بين مليون (20700 دولار) و1.5 مليون جنيه (31,050 دولارا) بالإقدام على الشراء الآن، معتبرًا أن هذه الفئة وصلت لسعر مناسب، أما من يبحث عن سيارات يتراوح سعرها بين 1.5 و3 ملايين جنيه (31,050 و62.100 دولار)، فالأفضل الانتظار شهرًا أو شهرين، إذ ستظهر ماركات جديدة وستشتد المنافسة، مما قد يحقق تخفيضات إضافية.
الطلب على السيارات
أكد رئيس الشعبة العامة للسيارات باتحاد الغرف التجارية، نور درويش، أن تراجع الطلب على السيارات في مصر بشكل مستمر خلال الأعوام الماضية، رغم من النمو السكاني المتزايد، بسبب تأثيرات التضخم وانعكاسه على القوة الشرائية للعملاء.
وتطرق درويش إلى أن مبيعات السيارات حاليًا لا تتجاوز 250 ألف سيارة سنويًا، مقارنة بـ450 ألف سيارة في عام 2010، مؤكدًا أنه رغم الانخفاض الأخير في الأسعار، لكنها ما زالت أعلى من إمكانيات شريحة واسعة من المستهلكين.
وأشار إلى أن التوسع في التصنيع المحلي والسياسات الحكومية لتوطين الصناعة، إلى جانب تراجع سعر صرف الدولار، دفع الشركات والموزعين إلى خفض الأسعار، بهدف الحفاظ على حصصهم السوقية بعد موجات الارتفاع السابقة.
وشهد السوق المصري حدثًا بارزًا خلال الفترة الأخيرة، مع إعلان شركة النصر للسيارات بالتعاون مع مجموعة الصافي إطلاق سيارات كهربائية وهجينة، إلى جانب سيارات بمحركات احتراق داخلي، في إطار خطة إحياء العلامة الحكومية التي استمرت لسنوات.
مبيعات السيارات في مصر
ولفت الأمين العام لرابطة مصنعي السيارات، خالد سعد، من أن المنافسة الشديدة بين وكلاء السيارات في مصر، عبر طرح طرازات متعددة ومتشابهة من نفس الفئة، تسببت في زيادة حيرة المستهلكين ودفعهم لتأجيل قرارات الشراء.
وأوضح سعد أن العملاء أصبحوا يترددون في الإقدام على شراء سيارات جديدة في ظل الإعلان المستمر عن طرازات منافسة من قبل وكلاء آخرين، وهو ما انعكس سلبًا على حجم الطلب في السوق.
وأشار إلى أن تأثير المنافسة بين العلامات التجارية وزيادة الاعتماد على تجميع الطرازات محليًا كان أكبر من تأثير تراجع سعر الدولار على قرارات خفض الأسعار الأخيرة، مؤكدًا أن هذه المنافسة تدفع الشركات إلى تقليص هوامش أرباحها بهدف تحريك المبيعات.
وأضاف أن التخفيضات الكبيرة في الأسعار لا تضمن بالضرورة زيادة المبيعات، إذ يفضل بعض العملاء الانتظار ترقبًا لمزيد من التراجع في الأسعار، ما دفع الشركات إلى طرح حزم من الحوافز الإضافية، في محاولة لجذب المشترين وتحفيز السوق.
ووفق بيانات رسمية، بلغ إجمالي تراخيص السيارات في مصر بنهاية يوليو/تموز 2025 نحو 53.83 ألف مركبة، بينها 21.25 ألف سيارة ملاكي زيرو، بزيادة قدرها 31.7% مقارنة بشهر يونيو/حزيران الماضي، ما يعكس ارتفاع الطلب وانتعاش السوق.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNyA= جزيرة ام اند امز